ذكرت دراسة أسترالية أن حقن الكورتيزول لا تخفف من آلام العصب الوركي او ما يعرف بعرق النسا . وعرق النسا أو العصب الوركي هو عصب طويل، وهو أكبر عصب يبدأ من الجزء السفلي من فقرات العمود الفقري التي تسمى جذع (جذور) الأعصاب . ويوجد العصب الوركي الطويل في كل واحدة من الرجلين، وهو يمر عبر الردفين نزولاً إلى الفخذ، ثم إلى القدم وأصابعها . وألم عرق النسا هو الألم الذي يشعر به الإنسان عبر هذه الأعصاب ومتفرعاتها، ولذلك ورغم أن منشأ المشكلة هو منطقة الفقرات القطنية السفلى من العمود الفقري فإن الأعراض تظهر بالدرجة الرئيسة في الرجل . أغلبية المصابين بالمرض لديهم تاريخ في مشكلات الظهر، إلا أن عرق النسا يبدأ فجأة . وقد يتم تحفيزه بشيء صغير، بل وحتى بالعطاس! والألم غالباً ما يكون حاداً وطاعناً يحدث في إحدى الرجلين . والتنميل والإحساس المزعج بالوخز، والضعف في الرجل المصابة، أعراض شائعة . وتزداد حدة الألم والأعراض الأخرى عند السعال والجلوس . وعرق النسا وحده ليس حالة تتطلب الإسعاف الفوري، إلا أن مصاحبتها بارتفاع درجة الحرارة أو عدم التحكم بالبول أو البراز، إضافة إلى حدوث ألم فجائي وتنميل في الرجل، يعني وجود مشكلة ويتطلب معاينة مستعجلة . وفي الدراسة الجديدة قام الباحثون من معهد جورج للصحة العامة في سيدني بتحليل 23 تجربة سريرية تشمل آلاف المرضى، تم تصنيف ألمهم فيها وفقاً لمقياس مئوي، بحيث تعبّرالعلامات العالية عن درجة ألم مرتفعة . واستنتج الباحثون أن حقن الكورتيزول لم تؤثّر في آلام الظهر المرتبطة بالعصب الوركي على المديين القصير والطويل . غير أنهم لاحظوا أن هذه الحقن ساعدت على تخفيض آلام القدم المرتبطة بالعصب الوركي بدرجة 6 نقاط على هذا المقياس، بعد نحو 3 أشهر من استخدامها . وقال الباحث كريس ماهر، من معهد جورج في سيدني "نلاحظ أن 6 نقاط على مقياس 100 لا تحدث فرقاً من الناحية السريرية" . وأضاف ماهر "لهذا السبب، قررنا البحث عن علاجات أخرى للعصب الوركي" . يذكر ان مراجعة لتجارب إكلينيكية أجراها باحثون أستراليون أظهرت أن حقن الستيرويد لا توقف آلام عرق النسا أو الظهر والركبتين على المدى الطويل . وقال الباحثون في هذا الصدد إنه يتعين استخدام مسكنات الألم عوضاً عن الجراحة كملجأ أخير للعلاج، في حال فشل التمارين الرياضية والعلاج الطبيعي . وحذر الباحثون في معهد جورج للصحة العالمية في سيدني من أن استخدام حقن الستيرويد لا يخفف الألم إلا بصورة بسيطة، لذلك يجب البحث عن وسائل أخرى للتخلص من الألم بصورة كلية . وعلى الرغم من عدم جدوى هذه الحقن، إلا أن استخدامها قد تضاعف في غضون 4 سنوات . والمعروف أن عرق النسا يسبب آلاماً شديدة في الجزء السفلي من الظهر، أو في أسفل إحدى الركبتين بصورة شائعة، وينجم عن انضغاط العصب نتيجة انزلاق غضروفي . وقد ظلت الطرق التقليدية لعلاج عرق النسا التي تشمل كل أنواع العلاج عدا الجراحة تؤكد ضرورة الالتزام بالراحة، بل وحتى التزام الفراش . إلا أن ذلك قد تغير الآن، إذ ينصح الأطباء المصابين بالاستمرار في ممارسة أعمالهم اليومية، حسب إمكاناتهم . وغالباً ما توصف للمرضى أدوية مضادة للالتهاب غير ستيرويدية مثل "آيبوبروفين" ibuprofen و"نابروكسين" naproxen . كما يمكن للعلاج البدني الطبيعي المساعدة على تقوية العضلات الموجودة في منطقة البطن وحول العمود الفقري، مما يقلل من الضغط على الأقراص . وإن لم تؤدِ كل هذه العلاجات عملها، يلجأ بعض الأطباء إلى حقن العمود الفقري مباشرة بالسترويدات القشرية corticosteroids، التي تتميز بفاعليتها الشديدة المضادة للالتهاب .