رام الله - دنيا الوطن بعيداً عن إنتماء وحب الجماهير للنادي ،فإن الإحتراف في عالم الكرة القدم يغلب الإنتماء ، وهذا ما ينفذه المحترفون الحقيقيون من لاعبين ومدربين ، ، أما انتماء الإعلاميين فهو إما سذاجة أو قلة إحترافية أو عدم إنتماء للأصل وهو مهنتهم الشريفة.. وهذا مارأيناه في المباراة الودية بين بايرن ميونيخ وبرشلونة ، فجوارديولا الذي صنعا إسمه وشهرته كمدرب للبارسا ،إنتقل إلى فريق آخر ، وأصبحت مهمته أن يهزم فريقه السابق ، ونفس الشيء مع تياجو الكانترا لاعب الوسط السابق في البارسا والمنتقل إلى البايرن .. وهذه هي الإحترافية . وبعيداً عن الخطبة العصماء السابقة ، فالمباراة التي انتهت بفوز البايرن على ملعبه على البارسا 2/ صفر، لاتعبر عن المستوى الحقيقي للفريقين ، وخاصة للبارسا، الذي يعيش حالة ارتباك مؤقتة نتيجة إبتعاد مدربه فيلانوفا المتفرغ لحربه مع السرطان ، وعدم وصول مارتينو تاتا المدير الفني الارجنتيني الجديد لإستلام مهمته . التجربة ودية وفيها تجريب للتشكيلات وطريقة اللعب ، وقد غاب عن الفريقين بعض العناصر، وإن كان الغياب أكثر لمشاهير البارسا، ولكن طريقة اللعب في البايرن تبدو مختلفة قليلاً بملامح "التيكي تاكا" ، ولكن بمذاق الماني ، لم يخل من القوة والتنظيم والضغط ، مع سلاسة التمرير والانتشار والسيطرة والإستحواذ، وقد ظهرت ملامح ذلك في أسلوب ريبيريه بالذات وكذلك موللر وارين روبين وتقدم الظهيرين فيليب لام والابا . أما "التيكي تاكا" البرشلونية الأصلية وهي إختراع جوارديولا مع البارسا، والتي انتقلت لمنتخب اسبانيا، فظهرت مشوهة أو ممسوخة أمس من البارسا رغم وجود ميسي، وواضح أن التيكي تاكا تأثرت بغياب بعض رموزها مثل تشافي وانييستا وبيكيه وبويول وبوسكتس والفيش وغيرهم وخاصة النجم البرازيلي الجديد نيمارالذي لم نعرف لماذا لم يشارك، وتحتاج التيكي تاكا الكلاسيكية إلى معجزة جديدة، لتعود إليها الروح ، وفي الغالب فإنها إما ستنتهي أو ستتطور مع مارتينو تاتا إلى أسلوب جديد بروح لاتينية ، تعتمد على مزيج من الكرة الهجومية المتوازنة بصرف النظر عن الإستحواذ الذي قد لا يكون مفيداً في كل الحالات .
