صحف الامارات / افتتاحيات . أبوظبي في 29 يوليو / وام / اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في إفتتاحياتها بالهدف من المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية الحالية بواشنطن مع عدم وجود اوراق للضغط في يد المفاوض الفلسطيني الى جانب التوتر بين شمال السودان وجنوبه واهمية تحقيق التنمية في كلا البلدين لتحقيق السلام بينهما . فتحت عنوان " لعبة المفاوضات " قالت صحيفة الخليج في مقالها الافتتاحي ان المفاوضات أطرافها ثلاثة، راعيها الولاياتالمتحدة، والمحتل الكيان الصهيوني، والضحية الفلسطينيون .. وليس هناك أحد في العالم يستريب في أن الراعي والمحتل شريكان في التصوّر لأي تسوية مقبلة، بما فيهما الطرفان .. والطرفان يقرران ولا يقرر لهما .. فالولاياتالمتحدة ما زالت القوة الأعظم في العالم بالرغم من تراجعها النسبي... والكيان الصهيوني قوة عسكرية إقليمية ضخمة تقف وراءه القوة الأعظم .. والضحية لا تملك من أمرها شيئاً، فهي تذهب إلى المفاوضات تحت سكين الاحتلال، وتحت سيف تخويف الدولة الأعظم لها من عظائم الأمور ..وهي تذهب إلى المفاوضات بعد أن خاضت مفاوضات حول كيف يمكن أن تذهب إليها .. ولم تستطع أن تحصل على ما قد يشكّل حسن نية بأن المفاوضات الأساسية يمكن أن تفضي إلى شيء .. فالمفاوضات الأساسية هي مفاوضات على عودة الأرض، والمفاوضات المولجة إليها كانت حول ضرورة ايقاف ابتلاع الأرض ولم يقبل المحتل أن يوقف ولو مؤقتاً ابتلاع الأرض . واضافت الصحيفة ان المنطق البسيط الذي يقود إليه العقل البسيط، هو إذا كان المحتل لا يفكر للحظة في تجميد قضمه وهضمه للأرض المحتلة، فهل هو حقاً على استعداد لإعادتها؟ لا أحد يعتقد ذلك بمن فيهم المفاوضون أنفسهم .. إذاً لِمَ تذهب السلطة إلى المفاوضات؟ الذهاب إلى المفاوضات يرجحه في العادة وجود ما يسمى بقدرة على انتزاع ما يريد المفاوض، فهو قد تكون لديه أوراق قوة تجبر الطرف الآخر على التنازل .. والطرف الفلسطيني لا يملك مثل هذا، إلا إذا كان يعتقد أن الطرف الآخر قد يخضع أخلاقياً لمتطلبات العدالة وهو أمر لا يداعب أكثر الفلسطينيين تفاؤلاً أو حتى سذاجة . واوضحت الخليج ان الامر لا يقف الأمر عند كون أن المحتل والراعي لن يقدما الحد الأدنى من مطالب الفلسطينيين، وإنما أيضاً المفاوضات تشكل ربحاً صافياً للمحتل والراعي معاً، وخسارة للضحية الفلسطينية .. فالذهاب إلى المفاوضات أمر يحيّر العقل لأنه لا يتوافق مع أي منطق .. لم يبق سوى أن الطرف الفلسطيني مضطر للذهاب إلى المفاوضات لأنه مهدد من الراعي، وحتى هذا التهديد لا معنى له ..فماذا هناك أسوأ من الاحتلال سوى الدثار الذي يمنع الكثير من رؤيته؟ فليس هناك لدى الراعي والمحتل "الإسرائيلي" أكثر من إضعاف السلطة بالتدابير العقابية حتى إسقاطها .. في هذه الحالة يرجع الأمر إلى حقيقته، وهو أن الكيان الصهيوني محتل للأرض الفلسطينية من دون رتوش أو تزويق، ولن يكون في ذلك مصلحة لا للراعي ولا للمحتل، وهو بالتالي ليس أكثر من تخويف بذهاب أمر لم يعد يفيد الفلسطينيين كثيراً . وتحت عنوان " الخرطوم وجوبا والتوافقُ الملح " قالت صحيفة البيان في افتتاحيتها ان أزماتٌ وقضايا معقّدة وحكاياتٌ لا تنتهي، يختزنها الواقع السوداني بشطريه الشمالي والجنوبي.. ففيما الصراع على أشده بين حكومة الخرطوم من جهة، والجبهة الثورية ممثّلة في قطاع الشمال في الحركة الشعبية لتحرير السودان وحركات دارفور من جهة أخرى، تفجّر الوضع السياسي في دولة جنوب السودان، بقيام رئيسها سلفاكير ميارديت بإقالة حكومته وإعفاء نائبه، فضلاً عن أزمة اقتصاد لا تزال تمسك بخناق الشطرين، فجّرها توقف ضخ النفط الجنوبي عبر موانئ الشمال، لأسباب عدة أولها انعدام الثقة والاتهامات المتبادلة من كل طرف للآخر بأنه يتربّص به ويدعم معارضيه. واضافت الصحيفة انه لا أفق لحلول عسكرية ممكنة للصراع بين الخرطوم ومتمردي الجبهة الثورية في كردفان والنيل الأزرق ودارفور، بعد معارك طويلة لم يتمكن فيها أي طرف من هزيمة الآخر، ما يجعل طاولة المفاوضات هي المكان الأنسب والخيار الأمثل لحل الخلافات وتجاوز العقبات وتقريب وجهات النظر المتباعدة، فكثير من القواسم المشتركة تبدو ماثلة ما دام الهم هو تنمية الوطن ورفاهيته ورخاؤه، كما لا تنقص الطرفين العزيمة والإرادة للوصول إلى مرافئ التوافق، فقط ربما يحتاجان وقوف المحيط الإقليمي والدولي إلى جانبهما، ودفعهما إلى تحقيق السلام المنشود..وفي الشطر الآخر، يقع على عاتق مسؤولي حكومة الجنوب أن يتوافقوا في ما بينهم، للعمل على تجاوز الخلافات في لحظات جد حرجة من عمر الدولة الذي لم يتجاوز العامين، الأمر الذي يتطلب العمل الجاد والتسامي فوق الخلافات، والسعي الدؤوب لتحقيق مصالحة وطنية بين كل المكوّنات، وصولاً إلى توافق ينصرف بموجبه الجميع إلى البناء، وما ينتظرهم من طريق طويل وعمل شاق في سبيل النهضة وتحقيق التنمية في الدولة الوليدة. واكدت الصحيفة في ختام مقالها انه بين هذا وذاك يظلّ تحقيق السلام بين البلدين الجارين أولى ركائز تحقيق التنمية في كلا البلدين، ووقف الحروب والتوتّرات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلدين بين الحين والآخر، مُوقفة نهضة شاملة يمكن أن تتحقّق، تدلّل عليها موارد هائلة يزخر بها ظاهر الأرض وباطنها في الشطرين. / مل . تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/هج