مسيرة المفاوضات الصهيونية الفلسطينية والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من مسيرة المفاوضات والسلام العربية والتي بدأت في سبعينيات القرن الماضي، وبالتحديد بعد حرب أكتوبر عام 1973بين مصر والكيان الصهيوني، وما أعقب ذلك من تصدّع الجبهة العربية وتنافرها وإخراج مصر تماماً من المعادلة العسكرية، وما تبع ذلك من تحولات في النظام العربي، وتوجهاته إلى القبول والتسليم والاعتراف بالوجود الصهيوني الغاصب، مما زاد من التباعد العربي - العربي، وضعف الجبهة العربية الممانعة والمقاومة، وتعرضها للمؤامرات وانعكاس ذلك على الفلسطينيين تراجعاً وضعفاً واختلافاً وتبايناً بين فريقين فريق يذهب إلى المفاوضات والتمسك بالدبلوماسية بينما الفريق الآخر ضد الدبلوماسية، ويرى أن المقاومة المسلحة هي الخيار الوحيد لمواجهة الكيان الصهيوني.. ما أوصل الفلسطينيين إلى الصدام والمواجهة التي أنتجت تقاسم السلطة.. وتقاسم أراضي السلطة الضفة (منظمة التحرير) ،(فتح) وقطاع غزة (حماس، والحركات الدينية المتحالفة).. وكلاهما ضد بعض والكيان الصهيوني ضدهما معاً.. وهكذا انقسم الفلسطينيون تبعاً لانقسام العرب إلى (مفاوضين ومقاومين) فضعفت الجبهة الفلسطينية تبعاً لضعف الجبهة العربية. وهكذا يصبح المفاوض الفلسطيني ضعيفاً أمام المفاوض الصهيوني وسياساته العدوانية والاستيطانية والتهويدية وحصاره لغزة.. وممارساته التي تتنافى وجدية ومصداقية دعواته إلى مفاوضات السلام مباشرة مع الفلسطينيين. فسلوكيات الصهاينة وتصرفاتهم في فلسطينالمحتلة، وضد أراضي وسكان الضفة وغزة لا تدل إلا على استضعاف الطرف الفلسطيني، وأن مفهومهم للسلام هو سلام الكيان الصهيوني، وأمن العصابات الغاصبة، دون أن يسلّم بالتفاوض على قيام الدولة الفلسطينية حدوداً، وأمناً، ولاجئين. الخلاصة هي أن التفاوض لا يكون إلا بين ندّين متكافئين من جميع النواحي؛ لكن في المفاوضات الصهيونية - الفلسطينية يعد الطرف الفلسطيني هو الأضعف، وأية مفاوضات لن تنتهي إلى نتائج عادلة. وعليه ستظل المفاوضات كلاماً سياسياً إعلامياً حتى يولد النظام العربي القادر على دعم وتقوية المفاوض الفلسطيني.