في الذكرى ال 96 لوعد بلفور المشؤوم .. ساسة ومسؤولون فلسطينيون يحذرون من وعد بلفور فلسطيني تتويجاً لمفاوضات التسوية تساور الأوساط الفصائلية والسياسية الفلسطينية حالة من القلق والخشية من إقدام السلطة في رام الله على توقيع اتفاق مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، بخصوص المسائل الجوهرية أو تلك التي توصف بقضايا الحل النهائي تتويجًا للمفاوضات التي تجري برعاية أميركية. غزة (فارس) وحذّر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور محمد الهندي، من توقيع أي اتفاق مرحلي أو نهائي بين السلطة وكيان الاحتلال، يتخلى عن الثوابت الفلسطينية. جاء ذلك خلال كلمةٍ ألقاها الهندي في عشرات الآلاف من جماهير حركة الجهاد الإسلامي، الذين احتشدوا في غزة بعد تأديتهم صلاة الجمعة، حيث جابوا شوارع المدينة في الذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس حركتهم، والثامنة عشرة لاستشهاد الأمين العام المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي. واعتبر الهندي أن توقيع أي اتفاق مع الكيان الإسرائيلي سيكون بمثابة وعد بلفور فلسطيني، يضاف إلى وعد بلفور البريطاني، الذي يصادف اليوم السبت ذكرى توقيعه السادسة والتسعين. ونوه إلى أن الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية قد تراجع بسبب استمرار المفاوضات، التي تشكل غطاء لسرقة الأرض وتهويد القدس واقتحام المسجد الأقصى المستمر. وتساءل الهندي عن سبب الصمت المطبق من قبل المفاوض الفلسطيني على جرائم الاحتلال في القدس والضفة، وبحق الأسرى، لافتًا إلى أن جماهير الضفة لن تسكت طويلًا على ذلك، وهي تستعد لتفاجئهم بانتفاضة جديدة عبر وهج دماء الشهداء. من جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "عبد الرحيم ملوح"، أن أميركا وحكومة الاحتلال الإسرائيلي تستغلان حالة التفاوض مع السلطة الفلسطينية، لإشغال الرأي العام بها، وخلق حقائق أمر واقع متجددة دائمًا. وطالب برفض المفاوضات الجارية بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، وعدم الرهان عليها، أو القبول بأن تكون الإدارة الأميركية مرجعيتها. وحذّر "ملوح" من أن واشنطن والجانب الفلسطيني المقرر، سوف يمددان المفاوضات بعد التسعة شهور، ولديهما الاتفاقية النهائية وهي جاهزة بالدرج، منبهًا إلى كل اتفاقية في هذه المرحلة ستكون بالضرورة على حساب المشروع الوطني الفلسطيني، أي على حساب الشعب والقضية الفلسطينية في ظل ميزان القوى المختل الآن لصالح الاحتلال على مختلف المستويات. هذا وأصدرت الجبهة الشعبية في ذكرى وعد بلفور بيانًا، جددت فيه موقفها، بأن إسقاط ومغادرة نهج مدريد - أوسلو والتزاماته هو السبيل الوحيد أمام الشعب الفلسطيني والشعوب العربية لولوج درب الحرية والديمقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. وطالبت، القيادة الفلسطينية المتنفذة بالانسحاب الفوري من المفاوضات، وبناء إستراتيجية وطنية وديمقراطية تحررية، سياسية واجتماعية بديلة، وترتيب البيت الفلسطيني باعتبار المقاومة والوحدة هما السبيل الوحيد لنيل الحرية والاستقلال والعودة. من جانبها، قالت لجان المقاومة في فلسطين: "إن ذكرى وعد بلفور المشؤومة تحل علينا ولازال الشعب الفلسطيني المجاهد يخضع للاحتلال، ويتعرض لكافة أشكال العدوان الغاشم ولا سيما في قطاع غزة الصامد والضفة الغربية والقدس المباركة التي تتعرض لأبشع محاولات التهويد والسيطرة عبر سياسة ممنهجة من قبل كيان العدو المجرم". وأشارت اللجان في بيانٍ لها بهذه المناسبة، إلى محاولات أعداء الأمة صياغة الخريطة الجغرافية والسياسية للمدينة المقدسة بل، وللمنطقة بأسرها في ظل انقسام فلسطيني وتهاون عربي وإسلامي. وأكد البيان أن الوعد الظالم شكّل بداية الطريق لسلب واغتصاب فلسطين وطرد وتهجير أهلها، عبر مجازر التطهير العرقي بقوة إرهاب العصابات الصهيونية المجرمة. وشددت لجان المقاومة على أن جريمة وعد بلفور تتحمل مسؤوليتها الكاملة الحكومة البريطانية والدول الغربية و"دولة القتل أميركا"، لافتةً إلى إرهاب العصابات الصهيونية على مدار ستة وتسعين عاماً ضد الشعب الفلسطيني. وأكدت اللجان أن صمود الشعب الفلسطيني المرابط في كافة أماكن تواجده وتمسكه بحقوقه وثباته على مواقفه وإيمانه بقضيته وعدالتها هو الذي أبقي القضية حية، وستبقى كذلك ما دام هناك فلسطيني واحد يؤمن بأن فلسطين كل فلسطين هي حق كامل للشعب الفلسطيني، حق لا يقبل القسمة ولا يسقط بالتقادم، وأن هذا الكيان الغاصب إلى زوال بإذن الله. وبحسب البيان فإن "آثار هذا الوعد الباطل وما ترتب عليه لن يزول إلا بالتمسك بطريق الجهاد والمقاومة والوحدة الحقيقية التي تحافظ على برنامج المقاومة والتحرير والتي أثبتت جدواها في كافة التجارب والمواجهات التي خاضها شعبنا ومقاومته ضد العدو الصهيوني". /2336/ 2868/