يعد شهر رمضان شهر اهتمام المسلمين بالحصول على الكثير من الحسنات والأجور والثواب والقرب من الله والخير العميم، كما يعد شهر الافتاء والأسئلة عن كثير من أمور الصوم المعتادة أو ما استجد منها ومن هذه المستجدات نوازل الصوم المعاصرة أو فقه الصوم المعاصر إذ تكثر أسئلة المستفتين حول ما يفطر منها وما لا يفطر فكيف يمكن التعامل مع هذه النوازل الجديدة؟ في البداية قال عضو الجمعية الفقهية السعودية الدكتور حمود بن محسن الدعجاني: حدثت في واقع المسلمين المعاصر نوازل معاصرة تتعلق بالعبادات والمعاملات ومن ذلك المسائل المعاصرة في الصوم فعلى الفقيه أو طالب العلم أن يراعي عند النظر في هذه النوازل التثبت والتحري واستشارة أهل الاختصاص من أهل الطب وغيرهم والرجوع إلى علمهم في مثل تلك التخصصات عملا بقوله تعالى ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُم ْلاَتَعْلَمُونَ﴾ وهذا يساعد الفقيه على التوصيف الصحيح للمسألة وعدم القول بلا علم، والاجتهاد الجماعي في وقتنا الحاضر المتمثل بالمجامع الفقهية ومراكز البحث العلمي يحقق الدور المنشود لأن فيه تحقيق مبدأ الشورى وتمحيص للآراء، وتلاقح للأفكار، عبر مناقشات علمية، تجعل الحكم النابع عن ذلك الاجتهاد أكثر دقة في النظر، وأكثر إصابة في الرأي. وأضاف الدعجاني أن من أمثلة هذه المسائل المعاصرة في الصوم الغسيل الكلوي، وبخَّاخ الربو، والأقراص التي توضع تحت اللسان، وغاز الأكسجين، والإبر العلاجية، والتحاميل (اللبوس)، وإدخال المنظار، أو إدخال دواء، أو محلول لغسل المثانة، أو مادة تساعد على وضوح الأشعة، والتقطير في فرج المرأة والتحاميل المهبلية وضخ صبغة الأشعة وغير ذلك. ومن جانبه، أشار الداعية المعروف الشيخ سعود بن مقبل العصيمي إلى أن مسألة النوازل من الأمور المهمة التي ينبغي لأهل العلم طرحها ومناقشتها، لما في ذلك من إنارة السبيل أمام الناس بإيضاح حكم هذه النازلة حتى يعبدوا الله على بصيرة. والتصدي للنوازل من أهل العلم الراسخين يبين للعالم أجمع كمال الشريعة وصلاحها لكل زمان ومكان. أما الداعية المعروف حسن بن قعود فقد أوضح أن مسائل النوازل المعاصرة التي ظهرت في الصوم كثيرة ولابد أن يعرفها الصائم فيعلم المفطر منها من غير المفطر، ومن ذلك الإبر المغذية وعلاج السكر وغسيل الكلى وغيرها فقد أصبحت موضع خلاف بين الفقهاء لأنها مستجده، الأصل أن الطعام وما يلحق به وما يؤدي دور الطعام في الجسم هذا يفطر، أما ما سوى ذلك لا يحكم بأن الإنسان قد أفطر بما سوى ذلك. وأضاف ابن قعود أن ديننا واضح في قضية المفطرات من الطعام والشراب والجماع، فالطعام هو غذاء يدخل إلى الجسم يفطر سواء كان من النوازل المعاصرة كإبرة، أما قطرة العين فهي لا تغذي يعني لا تحتاج كثرة أسئلة أو فتاوى، أما أي شيء يلحق بالغذاء فهو مفطر. وأضاف ابن قعود أن الدين يسر قال تعالى( فاتقوا الله ما استطعتم ) وكذلك قال جل وعلا ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) فعلى المريض أن لا يعرض نفسه إلى الهلاك بالتحمل على نفسك من أجل الصوم، وإنما إذا شعر بإرهارق شديد يخشى أنه سيزيد في مرضه أو - لا قدر الله - أنه سيدخل صحته مرحلة الخطر فيحق له أن يفطر وليس عليه شيء بل يتقبل هذا الأمر ويطعم عن كل يوم مسكين. المزيد من الصور :