أبوظبي في 12 أغسطس/ وام / اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بالأزمة السياسية التي تشهدها تونس إضافة إلى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية واستمرار إسرائيل توسيع مستوطناتها وانتهاكها القوانين والأعراف الدولية في الأراضي المحتلة. وتحت عنوان " الشكوى تحريض " قالت صحيفة " الخليج " إنه حينما يشكو الفلسطينيون من أن الاستمرار في توسيع المستوطنات يؤثر في نجاح المفاوضات يشكو نتنياهو إلى كيري من أن الفلسطينيين يحرضون الأجيال القادمة على إسرائيل ..الشكوى ممنوعة لأنها تحريض لكن اغتصاب الأرض مسموح و سرقة المياه مسموحة و انتهاك كل القوانين الدولية التي تنظم حالة الاحتلال مسموحة..في عالم الغابة الحيوانات التي تفترس تجأر بالشكوى لكن في "واحة الديمقراطية " الشكوى تربك المفترس وتزعجه..مؤكدة أن العبرة من هذا لا تقوم في السخرية التي يتضمنها الحدث بقدر ما هي تكمن في دلالاتها على المفاوضات وعلى مستقبل الفلسطينيين. وأضافت أن نتنياهو ذهب إلى المفاوضات شريطة ألا تفرض عليه شروط و لكنه من جانبه يفرض الشروط .. متسائلة إذا كانت الشكوى من الظلم ممنوعة فكيف سيكون حال المطالبة برفع الظلم..وإذا كانت الشكوى من توسيع المستوطنات يؤذي المفاوضات فكيف سيكون الطلب بأن تزال المستوطنات وأن توضع الموارد الطبيعية في أيدي أصحابها وأن يكف الاحتلال عن انتهاك القانون الدولي .. مؤكدة أن العبرة من هذا كله أن المفاوضات مع الإحتلال الإسرائيلي تصبح عبثية ولا تخدم أية مصلحة سوى مصالحه. وبينت أن طلب نتنياهو عدم الشكوى منسجم مع المصلحة الإسرائيلية في خوض المفاوضات..فالمفاوضات رغب فيها نتنياهو لأنها تكفيه - وهو يلتهم ما تبقى من فلسطين- المزعجات الدولية فهو يريد لعملية الالتهام أن تتم تحت ستر المفاوضات. وقالت هو يلتهم والفلسطينينون يتفرجون والمجتمع الدولي فرح لأن اللعبة تسير من دون منغصات تؤرق الضمير وتظهر الازدواجية في التعامل مع قضايا العالم..هذه الصورة ليست غائبة عن عين أحد من الفلسطينيين وخصوصا من يذهبون منهم إلى المفاوضات. وأضافت إذا كان الأمر كذلك فلم يا ترى يذهبون خصوصا أن لا مصلحة لهم في ذلك ..الزعم بأن الأمل يدفعهم إلى ذلك حيث إنهم لن يتركوا فرصة تفوتهم تنفيه المعطيات والوقائع..فليس هناك أية فرصة..والأمل ليس حلما وإنما ينبغي أن يكون له ما يسوغه..فحينما لا يكون لأي أمل مسوغ يصبح السعي وراء الشيء حلما.. مؤكدة أن قضايا الشعوب المصيرية لا تدار إلا وفق معطيات ملموسة ووقائع واضحة.. والوقائع كما المعطيات في حال المفاوضات الحالية كلها تشير إلى مزيد من ابتلاع الأرض لا التخلي عنها وأنها لبيئة مناسبة لنتنياهو لكي يستمر في تنفيذ خططه لا للوصول إلى اتفاق يضمن الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين. وأكدت " الخليج " في ختام افتتاحيتها أن هذه المعطيات والوقائع ليست حقائق مشاهدة يوميا على الأرض الفلسطينية وإنما هي إعلانات إسرائيلية أيضا من دون لف أو دوران. من جانبها دعت صحيفة " البيان" مختلف القوى التونسية إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية الضيقة والارتقاء إلى مستوى المسؤولية التاريخية .. مؤكدة أن ذلك يقتضي تحديد رؤية واضحة وموحدة حول القضايا الأساسية تقوم على الانتقال الديمقراطي السلمي والعمل على آفاق واسعة لإقرار دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية من أجل التوصل إلى نتائج ملموسة والخروج بالبلاد من الوضعية الاستثنائية إلى دولة مؤسسات تحافظ على المكتسبات التي تحققت في مجالات كثيرة . وتحت عنوان " تونس والخوف من المجهول " إن تونس تعيش أزمة سياسية خانقة يتصاعد فيها الاستقطاب بصورة حادة بين القوى العلمانية والإسلاميين وسط تصاعد التحشيد في الشوارع وتتصاعد بالتالي المخاوف من انزلاق تونس في مواجهات لا تخلو من عنف وهذا سيعقد الأزمة دون أدنى شك ويزيدها اختناقا على اختناق . وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن تونس تعيش مرحلة الانتقال من الثورة إلى تأسيس نظام ديمقراطي جديد إلا أنها دخلت في نطاق أزمة سياسية ودستورية بعد تصاعد الأحداث بشكل مفاجئ. وما يجري على أرض الواقع ينذر بأن تونس باتت على فوهة بركان سياسي خصوصا بعد مقتل المعارض محمد البراهمي مما دفع بها إلى أزمة تفكك تعاني منها مؤسسات الدولة بل وأصبحت البلاد مهددة بالدخول في موجة من العنف والقتل والتخريب . وأوضحت أن المشهد السياسي في تونس يشير إلى أننا فعلا إزاء أزمة ثقة..فالسياسيون كافة يرفضون الاعتراف بالفشل والكل يتراشق بالتهم ويحمل خصمه مسؤولية عجزه في عزلة تامة عن الشارع التونسي الذي أصبح منقسما إلى شقين شق رافض للجميع وشق منصرف تماما عن السياسة ومقتنع بأنها حكر على أهلها يوزعون بينهم الكراسي في صراع لا يبقى فيه إلا الأقوى ما يؤكد جليا أن الأزمة السياسية اليوم لا تكمن فحسب في ظاهر التجاذبات الحادة والوهن الأمني . وحذرت " البيان " في ختام إفتتاحيتها من خطر الانتقال من الصراع داخل مؤسسات الدولة والمجتمع إلى صراع في الشوارع والساحات مع ما يعنيه ذلك من إمكان الانزلاق التدريجي إلى الفتنة ودعت عقلاء تونس إلى الاستفادة مما يحدث في مصر من أزمة تلطخت بالدم لتجنيب وطنهم مخاطر الانقسام والتشرذم . وفي موضوع آخر تحت عنوان " الصحافة العالمية على المحك " قالت صحيفة " الوطن " إن الأحداث في سوريا وقبلها العراق وأفغانستان وليبيا واليمن سحبت إقدام قضية الصحافة والمعلومات إلى ساحة المعارك الساخنة حيث تفاقمت الخلافات حول ما إذا كانت الصحافة تقدم معلومات صحيحة أم مغلوطة أم ناقصة أم ملونة حسب هوية وسيلة الإعلام واتجاهها وخلفيتها الفكرية والتزامها السياسي . وأضافت أن الأحداث السورية جاءت لتجعل القضية أكثر سخونة وجدلا حيث ركزت بعض وسائل الإعلام على طرف دون طرف وتحولت بعض الوسائل خاصة الفضائيات إلى بوق دعاية أكثر من وسيلة لنقل المعلومات الحقيقية وبهذا انتفت المهنية من كثير من الفضائيات المعروفة بانحيازاتها السياسية والفكرية داخل سوريا وخارجها ثم جاءت التطورات السياسية في مصر مؤخرا لتؤكد أهمية الإعلام في المعارك السياسية والتباينات في المواقف خاصة بعد الانقسام الحاد في المجتمع المصري وهو ما جعل الرأي العام في مصر وخارجها محتارا بين ميدانين وتيارين وقوتين وقد أكدت أحداث الاعتصامات هذه النكسة في الإعلام. وأكدت أن الإعلام الغربي سقط أيضا فريسة تلك الانقسامات فلم يحتفظ بمهنيته وصدقيته إنما سار وراء الموقف السياسي الذي يرى الأحداث من منظار " الموقف الرسمي" للحكومات الغربية على الرغم من أن الفرصة كانت متاحة للتحقق من كثير من الأحداث عمليا وواقعيا. فعدسة الإعلام الغربي ضاقت حتى أصبحت لا ترى غير "رابعة العدوية" فلم تنظر إلى ما يجري في سيناء ولم تنظر إلى ما يجري حتى في ساحة رابعة من انتهاكات لحقوق الأطفال الذين سيقوا إلى مهزلة خطيرة باستخدامهم في الحملات الدعائية ووضعهم كدروع بشرية ونماذج لاستدرار العطف مع المعتصمين في مقر الاعتصام الذي فقد شرعيته مع استمرار الحكم الجديد الذي أخذ يتجاوز تلك المرحلة إلى ما بعدها . وأشارت إلى أنه مع اعتماد المراكز والمؤسسات السياسية والإعلامية الغربية تلك المرجعيات الفكرية الغربية فقط دون الالتفات إلى طبيعة الحياة السياسية في المنطقة العربية قد يصعب فهم ما يجري من تطورات في المنطقة العربية وهو ما يكشف عن تناقض بين الموقف المصري مثلا والمواقف الغربية في هذه اللحظة الراهنة . ولفتت " الوطن " في ختام افتتاحيتها إلى ما كتبه السناتور جون مكين الذي زار مصر مؤخرا حيث قال إنه لا يستطيع فهم التطور الذي حدث مؤخرا في مصر إلا انه انقلاب..لأن "طريقة تغيير الحكام لابد أن تتم عبر الصناديق " وهذا أمر مغالط ومناقض لموقف الأمريكيين تجاه الطريقة التي تم بها إسقاط الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك..حيث لم تتم عبر الصناديق إنما بثورة شعبية امتلكت شرعيتها ومشروعيتها . خلا / عب / زا /. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/عب/ز ا