صحف الامارات/ افتتاحيات . أبوظبي في 3 يناير/ وام / اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بالمساعي التي يقوم بها حاليا وزير الخارجية الأميركي جون كيري لتوقيع مسودة اتفاق إطار حول قضايا الحل النهائي وتمديد المفاوضات لنهاية العام الحالي وخطورة الطرح الامريكي الذي يمكن ان يتفتت الفلسطينيين في الضفة الغربية بفضل المستوطنات التي ستمارس دورها كمؤسسة من مؤسسات الهيمنة الإسرائيلية على الدولة الجديدة . فتحت عنوان " فرملة إسرائيلية لجهود كيري" قالت صحيفة البيان في مقالها الافتتاحي ان الجولات المكوكية التي يقوم بها كيري إلى المنطقة لم تصل إلى نتيجة ملموسة بشأن عملية التفاوض بسبب العراقيل التي تضعها إسرائيل أمام الجهود الأميركية المنصبة على توقيع اتفاق يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.. فمع كل جولة جديدة للوزير الأميركي تطفو على السطح مطالب تعجيزية إسرائيلية جديدة، ويسبق وصوله، كالعادة، الإعلان عن مشاريع استيطانية ضخمة في مستوطنات الضفة الغربية، وكأنها رسالة إسرائيلية مفادها المفاوضات شيء والوقائع على الأرض شيء مغاير ولا ارتباط بينهما ، خاصة مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اعتزام بناء 1400 وحدة استيطانية جديدة مقابل إطلاق سراح الدفعة الثالثة من الأسرى فجر الثلاثاء الماضي. واضافت الصحيفة انه من هنا يجب أن لا ينصب الضغط الأميركي على طرف دون آخر، لأن ذلك سيجعل إسرائيل تتمادى أكثر فأكثر في عنجهيتها وعربدتها على الشعب الفلسطيني الأعزل.. وكما رأينا فإن آخر تقليعاتها في الغطرسة هو مشروع القانون الذي تعتزم إقراره في الكنيست لضم غور الأردن إلى الأراضي التي احتلتها العام 1948، ما يعني توجيه ضربة قاصمة للمسار التفاوضي وللدولة الفلسطينية التي يتم التفاوض بشأنها من خلال اقتطاع أحد أركانها الأساسية وهو الغور الذي يُمثّل ثلث مساحة الضفة الغربية التي تُشكّل بدورها 15 في المئة من مساحة فلسطين التاريخية.. وفي هذه الحالة ما هو مصير المفاوضات، وما مصير الدولة التي يتم التفاوض بشأنها، طالما لم يبق ما يتم التفاوض بشأنه؟. واكدت الصحيفة في ختام مقالها إن سعي واشنطن لتوقيع مسودة اتفاق إطار حول قضايا الحل النهائي وتمديد المفاوضات لنهاية العام الحالي 2014 ينبئ بأنها قد تخضع للضغوط الإسرائيلية التي تريد أن توقع الفلسطينيين في شرك جديد وقعوا فيه مراراً وتكراراً، حيث من المفروض أن الدولة الفلسطينية أقيمت قبل أكثر من ثلاثة عشر عاماً بناء على ما نص عليه اتفاق أوسلو الموقع العام 1993 وبرعاية واشنطن نفسها، فلماذا المماطلة والتسويف وممارسة الضغوط ؟. وتحت عنوان " الجولات المكوكية " قالت صحيفة الخليج في مقالها الافتتاحي ان وزير الخارجية الأمريكية يسير على خطى آخر سابق، كيسنجر، الذي عمل على تثبيت وقف النار في المنطقة، ومهّد الطريق نحو كامب ديفيد .. والفرق أن كيري يعمل من أجل تثبيت الوقائع التي خلقتها إسرائيل في الأرض الفلسطينية .. فمبادرة كيري للوصول إلى تسوية لا تعدو أن تكون بين أمرين، إما تسوية نهائية في كل تفاصيلها، وإما تسوية تتضمن مبادئ عمل تعمل على الوصول إلى تسوية، كما عملت اتفاقيات أوسلو للوصول إلى الحال الذي عليه الفلسطينيون الآن .. فالتسوية النهائية صعبة خلال الفترة الزمنية التي يريد كيري إنجازها فيها .. فبعض المسائل تحتاج إلى طبخ على نار هادئة ..والتسوية القائمة على المبادئ أكثر واقعية، لأنها بغموضها المقصود تتيح للقوي في النهاية أن يحدد معانيها .. تماماً كما حصل في اتفاقيات أوسلو التي كان غموضها منارة تهتدي به اسرائيل لتحقيق أغراضها في الأرض المحتلة .. فالمبادئ التي يريد كيري تضمينها في التسوية معروفة من خلال المواقف والتصريحات الأمريكية .. فالقدس ستكون تحت السيطرة الإسرائيلية الفعلية وقضية اللاجئين الفلسطينيين ستتحول إلى قضية إنسانية وليس كما هي قضية سياسية .. فالقضية بمفهومها الأول يمكن معالجتها بالمال ومأساوية اللاجئين الفلسطينيين ستتركز في تمكينهم من العيش المقبول إلى حين، أي في مزيد من المنح والمساعدات الاقتصادية وليس في كونهم لاجئين أجبروا على مغادرة أراضيهم بالقوة، ومن حقهم العودة إليها، كما تقول قرارات الأممالمتحدة .. وستعمل الولاياتالمتحدة على ترجمة هذا الاتفاق إلى قرارات جديدة في الأممالمتحدة، تتضمن كل معطيات التسوية الجديدة .. حينذاك تكون المرجعية القرارات الجديدة، وليس القديمة .. ولم تضيع الإدارة الأمريكية الوقت من أجل تحضير الأرضية الدولية لترجمة ما ستفرضه من تسوية على الفلسطينيين إلى قرارات دولية .. فهي كثفت من ضغوطها ومن محاولاتها لإقناع البلدان الرئيسية ومنها الجامعة العربية بمنهجية التسوية التي تعمل عليها .. فما بعد التسوية مهما كان شكلها هو غير ما قبلها من حيث حقوق الفلسطينيين على الأقل في المرجعية الدولية فالتسوية النهائية ستقفل موضوع القدس واللاجئين حتى ولو بشكل غامض، لأن تفسير دلالاتها سيحدده ميزان القوى . واكدت الصحيفة في ختام مقالها ان التسوية النهائية ستمزّق الفلسطينيين ليس فقط فيما يتعلق بفلسطينيي الخارج، أو حتى بين فلسطينيي الخط الأخضر وخارجه، وإنما ستفتت الفلسطينيين في الضفة الغربية بفضل المستوطنات التي ستمارس دورها كمؤسسة من مؤسسات الهيمنة الإسرائيلية على الدولة الجديدة التي لن يكون لها من مفهوم الاستقلال سوى الاسم وهذا ما تريده الإدارة الأمريكية . / مل . تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/هج