ينتسب جعفر بن إبراهيم بن أحمد فقيه للفرع المدني لأسرة فقيه وهو أحد أعيان المدينةالمنورة خلال القرن الرابع عشر الهجري، وأنجب عشرًا من الذرية وأبناؤه الذكور هم: «سامي، إحسان، أسامة، أحمد، مصطفى، خالد». ولد الشيخ جعفر بالمدينة سنة 1320ه، الموافق 1902م ونشأ في أحضان أبيه الشيخ إبراهيم، أخي الشيخ مصطفى مؤسس الأسرة في المدينةالمنورة والتحق بكتاب الشيخ إبراهيم الطرودي وهو ابن خمس لحفظ كتاب الله، فأتمه وهو ابن عشر سنوات. ورث الشيخ جعفر عن والده الاشتغال بالطوافة واقتضت مهنة (المطوف) آنذاك استضافة الحجيج في بيت المطوف والقيام بكامل واجب خدمتهم وإعانتهم على قضاء مناسك العمرة أو الزيارة، ونُظمت المهنة بحيث تختص كل أسرة من أسر المدينة بفئة معينة من الحجاج وفق بلد القدوم واختصت أسرة آل فقيه بحجاج بيروت وتركيا والبلقان والقطر المصري. وافتتح الشيخ جعفر مع بداية عام 1349ه، مكتبة تجارية اسماها «مكتبة الإخاء الحجازية» بالقرب من باب الرحمة واكتسبت دار جعفر فقيه الكائنة بجوار المسجد النبوي آنذاك شهرة وصيتًا كملتقى أدبي قائم على مدار العام، ويشهد ذروته خلال مواسم الحج، يرتاده كبار علماء ومفكرو المدينةالمنورة والعالم العربي والإسلامي ممن كان آل فقيه على اتصال بهم نظرًا لاحترافهم خدمة ضيوف الرحمن وإضافة لما كان له من علاقات بوجوه وأعيان مصر وبيروت ودمشق واسطنبول الذين كانوا يحلون ضيوفًا ببيته طوال فترة إقامتهم بالمدينةالمنورة.