تظاهر الالاف اليمنيين مساء السبت بالعاصمة صنعاء، تنديدا بما وصفوه استمرار الغارات الأميركية التي طالت العشرات من المدنيين بحجة ملاحقة عناصر تنظيم "القاعدة ". وانطلقت التظاهرة التي حملت عنوان "معا ضد انتهاك السيادة وقتل اليمنيين من قبل الاميركان"، من ميدان ساحة التغيير بجامعة صنعاء باتجاه عدد من الشوارع الرئيسة بالعاصمة. وندد المشاركون ب"جرائم الغارات الأميركية الأخيرة التي نفذتها طائرات من دون طيار على أهداف وعناصر تابعة لتنظيم القاعدة"، مشيرين الى أن أكثر الذين يقتلون جراء هذه الغارات هم من المدنيين بينهم نساء وأطفال. ورفع المتظاهرون لافتات نددت بما اسمته "التدخل الاميركي في القرار اليمني"، وطالبوا الحكومة اليمنية "مراعاة حرمة الدم اليمني من انتهاكات تلك الغارات". وشهدت ايضا كلا من مدن ذمار، وحجة، وإب، في اليمن، مظاهرات مماثلة طالبت بالكف عن استهداف المدنيين بواسطة الطائرات الامريكية من دون طيار. ونفذت الطائرات الأميركية من دون طيار 28 هجوماً على متشددين مفترضين في اليمن، منذ بداية العام الجاري وحتى الأربعاء الماضي، أوقعت 101 قتيلاً في صفوف "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، الذي يتخذ من هذا البلد مقرا له بسبب اضطراباته الأمنية المستمرة منذ سنوات. وقال مسؤولون في الجيش والمخابرات الأميركية إن الرئيس باراك أوباما فوض مسؤوليه للقيام ب9 ضربات لطائرات بدون طيار في اليمن، منذ كشفوا عن اعتراضهم اتصالات إلكترونية متبادلة بين قادة القاعدة الذين ينوون شن هجوم إرهابي كبير. وقال مسؤولون كبار في وزارة الدفاع إنه "تم بالفعل تحديد الأهداف"، لكن هذه الضربات لم تنفذ بعد تغيير في السياسات هذا الربيع "تباطأ كل شيء". لكن هذا "التباطؤ" اختفى، ونفذت الضربات فجأة بعد اعتراض الولاياتالمتحدة، في أواخر يوليو/ تموز، ما قالت إنها اتصالات بين اثنين من قادة تنظيم القاعدة، الذين يريدون أن يفعلوا "شيئا كبيرا". ورأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن حملة ضربات الطائرات الأميركية بدون طيار التي تشنها الولاياتالمتحدة في اليمن تثبت وجود عيوب في السياسة التي تتبعها واشنطن لمكافحة الإرهاب. وذكرت الصحيفة في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أنه رغم وابل ضربات الطائرات بدون طيار على مدار الأسبوع الماضي من المفترض أن يكون أضعف فرع تنظيم القاعدة في اليمن، فإن المنظمة الإرهابية التي استحوذت على اهتمام واشنطن تتصرف بطريقة عكس ذلك. وأضافت الصحيفة، أن القاعدة في اليمن لم تتعهد فحسب بهجوم آخر بل إنها دفعت الولاياتالمتحدة لغلق سفارتها هناك بينما أعادت فتح سفارات أخرى مما يسلط الضوء ضمنيا على ضعف السياسة الأمريكية الخاصة بإطلاق ضربات طائرات بدون طيار أولا ثم طرح أسئلة في وقت لاحق. وأشارت الصحيفة إلى أن حديث الأجهزة الاستخباراتية حول هجوم تشنه القاعدة في شبه الجزيرة العربية دفع واشنطن إلى اثنين من ردود الأفعال الأول هو إصدار أوامر بغلق السفارات والقنصليات في كثير من الدول بالشرق الأوسط وأفريقيا، والثاني هو الأمر بزيادة ضربات الطائرات بدون طيار في اليمن. وأوضحت الصحيفة أن الزيادة المستمرة في هجمات الطائرات بدون طيار يراها البعض على أنها نذير شؤم بشأن قدرات الولاياتالمتحدة الحقيقية في اليمن بعد أربعة أعوام من تحديد القاعدة في شبه الجزيرة العربية كتهديد إرهابي كبير. ولفتت الصحيفة إلى أن أية ضربة تستهدف أفرادا ربما يكون لها تأثير تكتيكي على هذا الفرع لتنظيم القاعدة، لكن ذلك يظهر بالكاد مؤشرات على تعرض التنظيم لضغوط. ونوهت إلى أنه في الوقت الذي تبقى فيه الولاياتالمتحدة سفارتها لدى صنعاء مغلقة وتستمر الطائرات بدون طيار في إطلاق صواريخ تضرب اليمن، يرى الخبراء بأنه من الضروري لواشنطن تطوير استراتيجية لليمن تكون مدروسة للغاية وأكثر دقة من القصف.