- شهدت عاصمة محافظة مأرب شمال شرقي اليمن اليوم الاربعاء وللمرة الثانية خلال أسبوع تظاهرة حاشدة تنديدا بما وصفوه انتهاكات السيادة عبر الغارات الأميركية التي طالت العشرات من المدنيين بحجة ملاحقة عناصر تنظيم "القاعدة ". وانطلقت التظاهرة لتجوب شوارع مدينة مأرب عاصمة ذات المحافظة حاملة أعلام تنظيم القاعدة ، ولافتات خاطبت الشارع اليمني وفئاته المختلفة اكثر من مخاطبة الخارج ، مع مظاهر مسلحة للمشاركين فيها. وحسب مصادر مشاركة في التظاهرة فإنها تعرضت لقمع وسط المدينة من قبل قوات الامن المركزي الذي أطلق النار لتفريقهم..الامر الذي تطور لاندلاع اشتباكات وحملة مطاردة بين الطرفين . ولم تذكر المصادر سقوط ضحايا في الاشتباكات حتى اللحظة. وقال المشاركون في التظاهرة أن فعاليتهم للتنديد بالعبث الحاصل في اليمن ، وتأتي إيمانا منهم بأن "انتهاك سيادة البلاد جريمة كبرى، وأن القتل الناتج عن السماح بانتهاك السيادة جريمة أكبر، وأن السكوت إزاء السماح بانتهاك السيادة وإزاء القتل خارج القانون جريمة لا تقل عن الجريمتين". ودعا المتظاهرون في مأرب "كافة أبناء الشعب اليمني، من المهرة إلى صعدة، للخروج في مسيرات منددة بكل هذه الجرائم "، معتبرين إن "استمر السكوت عنها لن تقف عند جهة بعينها، وقد تصل إلى كل مدينة وكل مديرية وكل قرية، إن لم تذق مرها كل أسرة في البلد"، مستشهدين بارتفاع وتيرت تلك الانتهاكات. وقال بيان صادر عن التظاهرة انه " لا ينبغي أن يكون الصمت واحدا من العوامل المشجعة على المزيد من القتل القادم من خارج الحدود، وينبغي أن يكون صوت اليمنيين عاملا رئيسيا في إيقاف جرائم انتهاك سيادة اليمن وجرائم قتل المواطنين بصواريخ طائرات أمريكا من دون طيار وبطيار". وتوعد البيان "المسئولين عن السماح بانتهاك سيادة اليمن وعن جرائم القتل خارج القانون، داخل البلد وخارجه" بأنهم "لن يفلتوا من العقاب، طال الزمن أم قصر" حد قولهم. ونفذت الطائرات الأميركية من دون طيار منذ نهاية الشهر الماضي وحتى مطلع هذا الأسبوع ما يزيد عن 13 غارة ، كما شنت 28 غارة منذ بداية هذا العام على متشددين مفترضين في اليمن، أودت بحياة العشرات ، وخاصة في محافظات مأرب وحضرموت ، وأبين ، وشبوة ، ولحج ، كما حلقة طائرات بدون طيار للمرة الأولى منذ انتهاك متصاعد للسيادة اليمنية فوق سماء العاصمة صنعاء لأيام قبيل وأثناء إجازة عيد الفطر. وقال مسؤولون في الجيش والمخابرات الأميركية إن الرئيس باراك أوباما فوض مسؤوليه للقيام ب9 ضربات لطائرات بدون طيار في اليمن، منذ كشفوا عن اعتراضهم اتصالات إلكترونية متبادلة بين قادة القاعدة الذين ينوون شن هجوم إرهابي كبير. وقال مسؤولون كبار في وزارة الدفاع إنه "تم بالفعل تحديد الأهداف"، لكن هذه الضربات لم تنفذ بعد تغيير في السياسات هذا الربيع "تباطأ كل شيء". لكن هذا "التباطؤ" اختفى، ونفذت الضربات فجأة بعد اعتراض الولايات المتحدة، في أواخر يوليو ، ما قالت إنها اتصالات بين اثنين من قادة تنظيم القاعدة، الذين يريدون أن يفعلوا "شيئا كبيرا". ورأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن حملة ضربات الطائرات الأميركية بدون طيار التي تشنها الولايات المتحدة في اليمن تثبت وجود عيوب في السياسة التي تتبعها واشنطن لمكافحة الإرهاب. وذكرت الصحيفة في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أنه رغم وابل ضربات الطائرات بدون طيار على مدار الأسبوع الماضي من المفترض أن يكون أضعف فرع تنظيم القاعدة في اليمن، فإن المنظمة الإرهابية التي استحوذت على اهتمام واشنطن تتصرف بطريقة عكس ذلك. وأضافت الصحيفة، أن القاعدة في اليمن لم تتعهد فحسب بهجوم آخر بل إنها دفعت الولايات المتحدة لغلق سفارتها هناك بينما أعادت فتح سفارات أخرى مما يسلط الضوء ضمنيا على ضعف السياسة الأمريكية الخاصة بإطلاق ضربات طائرات بدون طيار أولا ثم طرح أسئلة في وقت لاحق. وأشارت الصحيفة إلى أن حديث الأجهزة الاستخباراتية حول هجوم تشنه القاعدة في شبه الجزيرة العربية دفع واشنطن إلى اثنين من ردود الأفعال الأول هو إصدار أوامر بغلق السفارات والقنصليات في كثير من الدول بالشرق الأوسط وأفريقيا، والثاني هو الأمر بزيادة ضربات الطائرات بدون طيار في اليمن.