موقع أمريكي رسمي ينتقد النواب المتطرفين الداعين إلى الحرب ويؤكد على أن تشديد الحظر المفروض على إيران يؤدي إلى عرقلة المحادثات وتهميش دور المعتدلين. واشنطن (فارس) نشر موقع "هيل" التابع للكونغرس الأمريكي تقريراً حول الحظر المفروض على الجمهورية الإسلامية انتقد فيه النواب الذين يدعون إلى تشديده ويشجعون الحكومة الأمريكية على التشبث بالحل العسكري، وقد جاء في جانب منه: إن إضافة فقرات جديدة للحظر المفروض على إيران يقضي على الآمال في تحقيق حل دبلوماسي للمشكلة النووية وفي حين أن هذا البلد قد شهد أفضل التغييرات مؤخراً من أجل إيجاد حل سلمي نووي لكن هناك دعاة للحرب معه يحاولون تشديد الحظر بغية عدم تحقيق أية نتيجة إيجابية بالنسبة إلى الأزمة النووية. وأضاف جمال عبدي كاتب التقرير: مجيء الدكتور حسن روحاني إلى سدة الحكم بشعار الاعتدال يعتبر تغييراً من شأنه الحيلولة دون تمكن الراغبين بإنتاج سلاح نووي في إيران من تحقيق طموحاتهم وهذا الأمر يدعو للسرور ويجب استغلاله كونه فرصة ذهبية لا يجدر التفريط بها، ولكن مع ذلك نلاحظ أن المتطرفين من المحافظين الجدد في الولاياتالمتحدة يدعون إلى فرض عقوبات أكثر على طهران وترجيح الخيار العسكري حيث أكد بعضهم على أنه لو لم يتم تنفيذ ذلك فسوف تصبح إيران بلداً نووياً. وتعاضد هؤلاء بعض المنظمات والمجاميع المعادية لإيران ولا سيما الإسرائيلية منها، إلا أن هذه الدعوات في الحقيقة تنصب في مصلحة الذين يعارضون إيجاد أواصر سلام مع الغرب في طهران. إذن، ما الهدف من فرض حظر يقوم بتهميش دور المعتدلين في إيران وإبعادهم عن معادلات السياسة الإيرانية؟ ولماذا يسعى هؤلاء المتشددون إلى إعقام كل فرصة لتضييق نطاق البرنامج النووي الإيراني وكذلك لماذا يحاولون تقوية احتمال القضاء على كل وحدة رأي عالمية حول القضية الإيرانية؟ إن الجواب عن هذا السؤال بسيط للغاية فلو رجعنا إلى الماضي بعض الشيء لوجدنا مثالاً يحكي نفس الموضوع ألا وهو ما حدث في العراق حيث لم تكن هناك أسلحة دمار شامل تهدد العالم في هذا البلد، لذا فإن مشكلة هؤلاء المتطرفين الحقيقية هي ليست الأسلحة النووية لإنهم في الواقع لا يطمحون لتحقيق أي اتفاق يضمن عدم حصول طهران على أسلحة نووية، بل إن هدفهم الحقيقي هو شن حرب ضد هذا البلد بعد قطع الطريق على أي اتفاق دبلوماسي محتمل، أي أنهم يريدون إيجاد عراق جديد في إيران. حتى لو فرضنا أن أعداء إيران يحاولون إرغام البيت الأبيض للمصادقة على فقرات جديدة للحظر على طاولة المحادثات، فإن هذا السؤال يطرح نفسه: بعد أن تولى رئاسة الجمهورية في إيران رئيس يتمتع بشعبية واسعة وبخبرة سياسية مشهودة لماذا لا تستثمر الإدارة الأمريكية هذه الفرصة لحلحلة المشلكة؟ فالحظر قد أثر تأثيراً بالغاً على الاقتصاد في هذا البلد لذا فإن أفضل فرصة لإحياء الجهود الدبلوماسية أصبحت سانحة اليوم. ولكن الحقيقة أن الذين يعادون إيران يصعب عليهم تحقيق حل دبلوماسي ويعتبرون ذلك أخطر من حصول إيران على قنبلة نووية لأن هدفهم الوحيد هو إسقاط نظام الحكم في هذا البلد. /2819/