في الوقت الذي يسعى ساسة البيت الأبيض لمنع فرض حظر جديد ضد الجمهورية الإسلامية من قبل الكونغرس، تم إدراج اسم 19 شركة أخرى وشخصية في قائمة الحظر مما يؤدي إلى تعقيد الأوضاع ونقض اتفاق جنيف. طهران (فارس) لا شك في أن الإدارة الأمريكية معروفة بتناقض كلامها مع تصرفاتها ولكن ما يحدث اليوم من نقض لما تم الاتفاق عليه في جنيف يعد أمراً غريباً للغاية. يذكر أنه تزامناً مع بداية مرحلة جديدة من المحادثات بين طهران ومجموعة الستة في الشهر المنصرم حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نواب الكونغرس من أن تشديد الحظر على إيران يهدد مصير هذه المحادثات كما أنه أعلن للجنة الشؤون المصرفية التي كانت تروم إصدار حزمة جديدة من فقرات الحظر المفروض بأن هذا الأمر يهدد موقف الولاياتالمتحدة وقد يجعل حلفاءها يتخلون عنها في هذه الأزمة. كذلك كان كيري قد أكد سابقاً على أن أي حظر جديد ضد الجمهورية الإسلامية من شأنه تهديد الحوار المشترك بين الجانبين بعد انتظار دام أكثر من ثلاثين عاماً، إضافة إلى ذلك فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو الآخر أثناء لقائه مع بعض السيناتورات ذوي النفوذ في الولاياتالمتحدة شدد على ضرورة غض النظر عن فرض حظر جديد ضد طهران. ومن الجدير بالذكر أن إعلان جنيف قد تضمن فقرة تمنع الحكومة الأمريكية والكونغرس من إصدار أي قرار جديد لتشديد الحظر النووي على الجمهورية الإسلامية لذا بدأت مرحلة من المفاوضات بين الساسة الأمريكان وسيناتورات الكونغرس للعمل على تنفيذ مقررات هذه الاتفاقية ولإثبات حسن نية واشنطن. لكن وكالة أنباء رويترز نشرت تقريراً ذكرت فيه أن الإدارة الأمريكية تحظى بدعم من مجلس الأعيان للسير قدماً في حل الأزمة مع طهران لكن مع ذلك قامت الحكومة الأمريكية بإصدار عقوبات بحق عدة شركة بذريعة نقضها قوانين الحظر المفروض على الجمهورية الإسلامية! بما فيها شركات سنغافورية وفلبينية وأوكرانية وإيرانية وبعض الشخصيات التجارية الدولية. إن هذا الإجراء بطبيعة الحال وجه ضربة لاتفاقية جنيف وهو يعد صدمة واجهها المجتمع الدولي لدرجة أن وزارة الخارجية الروسية اعترضت عليه فقد صرحت الناطقة باسم هذه الوزارة ماريا زاخاروفا قائلة: إضافة شركات وشخصيات أخرى إلى القائمة الأمريكية السوداء قد وجه ضربة قاصمة لاتفاق جنيف وجعل الأمر أكثر تعقيداً. وأكدت هذه الناطقة على أن ما قامت به واشنطن يمس بالثقة المتبادلة بين أطراف الحوار كما طالبت حكومة أوباما بضرورة إيجاد تغييرات إيجابية في المحادثات النووية مع طهران. يرى بعض المحللين أن الضجة التي أثيرت حول الحظر الذي فرضه الكونغرض ضد الجمهورية الإسلامية هي في الحقيقة تشمل الإدارة الأمريكية أيضاً إذ يتوقع هؤلاء أن حكومة أوباما غير مصونة من هذه الإجراءات ما يدل على ازدواجية السياسة الأمريكية ونقضها لاتفاقية جنيف بغية إرضاء البلدان المتطرفة التي تدعمها واشنطن ولإرغام طهران على اتخاذ موقف دفاعي. /2819/