يبدو أنّ الحكومة الأميركية تسعى لإرغام الجمهورية الإسلامية الايرانية على التخلي عن جانب من البنى التحتية لتخصيب اليورانيوم وفي الحين ذاته تحاول إجبارها على الإذعان لحظر نووي دائم دون أن تجري تعديلات على الحظر المفروض. طهران (فارس) بعد تولي الحكومة الجديدة مقاليد الأمور في الجمهورية الإسلامية وانتعاش نشاطات سياستها الخارجية فإن قضية المحادثات مع الغرب أصبحت إحدى أكثر المواضيع نقاشاً بين أبناء المجتمع وأما التيارات السياسية على الساحة فكل واحد منها ينظر إلى هذه الأزمة من زاوية معينة ولكن الأهم في هذا المضمار هي رؤية قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي والتي تتمحور حول عدم حسن الظن بالغربيين. أما الرأي العام الإيراني فإنه يرتقب نتائج مثمرة إلى حد كبير ويطالب بالحصول على امتيازات من الطرف المقابل لكن قبل ذلك يجب التنويه إلى أن الوعود التي كان الغرب يطبل لها قد اتضح أنها واهية كان هدفها خداع الرأي العام العالمي وكما هو واضح فإن هذه الوعود قد أصبحت استراتيجية يعتمد عليها الغرب في التعامل مع الجمهورية الإسلامية. ويمكن إثبات منشأ سوء الظن بالغرب في إطار ثلاثة أسباب كان قائد الثورة الإسلامية قد أكد عليها مسبقاً، وهي كالتالي: 1 -في الوقت الراهن فإن الكونغرس الأميركي في صدد المصادقة على قرار لفرض فقرات جديدة من الحظر على طهران، كما أن الاتحاد الأوروبي يروم إعادة الحظر المفروض على صنعة الملاحة الإيرانية بعد أن تم إلغاؤه مسبقاً. فضلاً عن ذلك فإن لجنة البنوك في الكونغرس الأمريكيرفضت طلب البيت الأبيض في تأخير موعد مناقشة فقرات الحظر الجديد ضد إيران. وهذا الأمر هو عداء جلي. 2 -الإدارة الأميركية أكدت على أنه حتى لو كان من المقرر منح الجمهورية الإسلامية الايرانية امتيازاً اقتصادياً فسوف يكون الأمر مقتصراً على نطاق إرجاع بعض الأموال المجمدة دون إلغاء الحظر أو تعديل فقراته، وهذا الأمر يدل على أن واشنطن تعمل على إرغام طهران للتخلي عن بعض البنى التحتية لتخصيب اليورانيوم وكذلك إجبارها على قبول حظر دائم يطال برنامجها النووي دون إحداث أي تغيير على الحظر المفروض حالياً. 3 -القرائن الموجودة تدل على أن الجانب الغربي ينظر إلى البرنامج النووي الإيراني وكأنه مجرد ذريعة للضغط على طهران بما في ذلك تسليط الضوء على الأزمة السورية وحقوق الإنسان كمحاور أساسية حيث يحاول الأمريكان من خلالها إجبار الجمهورية الإسلامية على قبول طلباتهم اللاحقة، فعلى الرغم من أن الجمهورية الإسلامية الايرانية قد وافقت على المشاركة في مؤتمر جنيف دون أي شرط مسبق لكن الولاياتالمتحدة اشترطت تشكيل حكومة مؤقتة دون الأسد وهذه القضية لها صلة بالمحادثات النووية أيضاً فالإدارة الأمريكية لم تتخذ حتى الآن موقفاً صريحاً حول مصير سوريا حتى عام 2014م والذي سيشهد انتخابات رئاسية في دمشق ويعتبر الأمريكان ذلك بأنه امتياز منحه البيت الأبيض لإيران. إذن طبق ما ذكر أعلاه فإن تصور البعض بأن الفريق الإيراني المفاوض يمكن أن يحقق إنجازاً ويقلص من فقرات الحظر المفروض هو في الحقيقة لا أساس له من الصحة لأن الإدارة الأمريكية لم توافق على ذلك بل إنها في صدد فرض فقرات جديدة من الحصار الاقتصادي والسياسي، كما أن تصور بعض الغربيين بكون الحظر قد ألقى بظلاله على الاقتصاد الإيراني وأنهك طهران هو الآخر لا صحة له لذا لا يمكنهم ابتزاز الجمهورية الإسلامية بهذه الذريعة. ومن البديهي أن أية سياسة ترتكز على الضعف وطلب العون من الغرب فإنها تزيد من الضغوط على طهران وتجعلها عرضة للابتزاز. / 2811/