ربما لم تمر البلاد العربية في فوضى وفي خراب مثل الذي تمر به الآن من دمار وتخريب وعبث ، هذه الفوضى ناتجة عن ما يسمى « الربيع العربي « ، فصل الربيع هو فصل النمو والتجديد ولكنه في السياسة فصل القتل والدمار والخراب . مصر التي شهدت ثورتين في غضون السنتين الماضيتين تواجه موجة فوضى غير مسبوقة لأن فئة من المجتمع المصري تضع خراب الدولة المصرية في كفة مقابل لفقدان السلطة ، والفئة الأخرى ترى أنها انحازت للشعب وتدخلت من أجل مصر التي كما يقولون تعيش في أسوأ تاريخ لها اقتصاديا وسياسياً . ليبيا لا تعرف من الرئيس ومن المرؤوس ، دولة تعيش تحت وطأة المليشيات المسلحة ، وبسهولة كبيرة يستطيع قائد من أحدى المليشيات المسلحة أن يحاصر وزارة ويشل عملها ، دولة تعُج بالسيارات المفخخة في كل مكان وحالات الاغتيالات العديدة للكثير من النشطاء السياسيين أمام منازلهم وتحت سمع وبصر ما يسمى بالدولة . تونس لا تختلف عن ليبيا كثيرا فهي تغرق في بحر الفوضى والقتل ، ثمانية جنود تونسيين يُقتلون دفعة واحدة برصاص مسلحين ، وموضة قتل القيادات السياسية والوطنية تطغى على المجتمع التونسي الذي يعاني من التفرق والتشرذم مما قد ينبئ بمستقبل سييء للدولة التونسية وللشعب التونسي . العراق شلالات من الدماء لا تتوقف ، سيارات مفخخة في كل مكان وفي كل حي وفي كل شارع وآخرها انفجارات لسبع عشرة سيارة مفخخة أودت بحياة العشرات وبعثرت أجسادهم في كل مكان. سوريا « دولة القتل « دولة ينتشر فيها كل شيء ، قصف ، تدمير ، اغتيالات ، سيارات مفخخة ، قتل على الهوية ، تشريد ، دولة يتم فيها العبث بتاريخ وثقافة عظيمة وعريقة وتخريب لتراث وتاريخ لآلاف السنين . تركي محمد الثبيتي - الطائف