الربيع العربي مصطلح معاصر يقصد به ثورات التغيير في أنظمة الحكم العربية الديكتاتورية التي عُرفت بممارسة الظلم وجسدت ثقافة التخلف والتوريث في الحكم وقمع الحريات وتكميم الرأى العام وكان الشعار الأساس في هذه الثورات .. الشعبُ يريد إسقاط النظام وبناء الدولة المدنية الحديثة !!؟ إنطلقت شرارة الربيع العربي الثوري من القطر العربي التونسي برمزية الشاب محمد البو عزيزي بطريقة عفوية حيث قام بإحراق نفسه إحتجاجاً على ممارسة رجال الشرطة وبولوسية النظام في التعامل مع المواطنيين ومطاردتهم في الحصول على لقمة العيش ومصادرة حقوقهم في الحرية والعيش بكرامة في أوطانهم كانت هذه هى الشرارة الأولى في مفهوم ثورة الربيع العربي !! بينما في الحقيقة والتي يدركها المتابع للسياسة الدولية ولُعبتها القذرة كان المخطط مُعد سلفاً من قبل الإدارة الصهيوامريكية وأخواتها الأوربية ومجهزة وسائله التكتيكية وأدواته المادية والبشرية واللوجستية للقيام بدور ظاهره الثورة والتغيير وباطنه السلطة والإنتقام السياسي بين الأنظمة العربية الموالية فعلاً والممانعة لفظاً .
نعم هو الربيع العربي الذي قادته الجماهير العربية التواقة للحرية والتغيير وإسقاط الأنظمة التي حولت الأوظان أرض وإنسان إلى سلعة تتاجر بها بمفهوم العرض والطلب في سوق النخاسة السياسية هدراً لكرامة المواطن وإنتقاص حريته والعبث بثرواته وموارده الطبيعية وإستثمار وجوده الأنساني في بورصة المصالح الفردية للأسر والأنظمة الحاكمة المنبطحة في بيت الطاعة الصهيوامريكية الغربية أنظمة عملت على قمع الأنسان وخصخصة الأوطان تتأمر على بعضها تخدم أسيادها تفرط بالهوية تتسول حماية كراسي السلطة على كرامة المواطن وسيادة الأوطان فكان لزاماً على جماهير الأمة بل ضرورة حتمية وواجب وطني إسقاطها وكان الربيع العربي البديل الثوري إلا أن الأحداث جاءت بما لا تشتهي الجماهير وركب الموج الثوري تيار عمل على تغيير مسار الحدث وتهشيم قدسية الهدف حيث أصبح الديكتاتور الحقيقي المتخم بالفساد والتوريث والتأمر على شرف الأمة والمتاجر علناً بقضاياها المصيرية هو الداعم الأول والممول لثورات الربيع العربي بالرغم من صِغر حجمه والتأريخي والحضاري وكِبر دوره التأمري وصار المستعمر الأجنبي هو المنقذ والمساعد لعملية التغيير وهنا يحق لنا أن نضع علامة تعجب وتسأُل مذيل بإحدى وعسرون علامة إستفهام ؟ ونستسهد بقول الشاعر اليمني .. ويل العروبة أمسى الذئب عاشقها والقرد أصبح محبوباً تواليه..!!؟
نعم سقطت الأنظمة ولتذهب إلى الجحيم غير مأسوف عليها ولكن ماذا بعد ؟ تونس تدهور إقتصادي فوضى تدخل في شؤنها الداخلية إغتيالات طائفية دنية وصراعات سياسية , مصر هبة النيل بروز ظاهرة الفتوى وقدسية المرشد وثقافة الإقصاء وإقصاء الكفاءات وشرعنة التدخل لحماية الأقليات , ليبيا ثورة الناتو !؟ وثوار الميليشيات المسلحة عودة القبيلة إلى الواجهة السياسية وثقافة الإنتقام من الماضي بكل صوره السلبية والإيجابية .. تحدث إلى أحد الأخوة الليبيين المقيمين في مدينة شيفيلد وكان في الصفوف الأولى للتغيير ماذا عن ..؟ فأجاب بمرارة مفرطة وعبارة موجزة ذهب كلبُ وجاء ....؟ تلك لبيبا الثورة , اليمن مبادرة خليجية بديل للدستور تجميد القرار السياسي السيادي حكومة وفاق تسيرها القبيلة والأحزاب المجبولة على السلطة إنفلات أمني رهيب تدمير ونهب للمتلكات الخاصة والعامة وتخريب المؤسسات التنموية والخدمية ومحاصصة فوضى حوار وبوادر الفيدرالية يلوح بالإفق بقوة إن لم تكن العودة إلى ما قبل المشروع الوحدوي الحضاري سوريا تُذبح أرض وإنسان تُهجر الكفاءات وتنتهك الحُرمات وإيحاءات بمناطق عازلة تمهيداً للتدخل الأجنبي لستُ هنا متشائم من الحاضر ولستُ متفائل بالقادم ولكنها الحقيقة التي لا ينكرها إلى جاحد للسياسة ومتعصب للجماعة وغائب عن الواقع إذا كي نحصل على رؤية واضحة لوضع الحلول يجب علينا أن تعترف بالواقع ولا نسلم بديمومته فنحن الجماهير والشعوب من يدفع فاتورة هذا الربيع بالدرجة الأول من فوقية في التصنيف العام وعنترية في التعامل والوطيفة العامة وقدسية المواطنة المتساوية وإنتقاص في الحرية والكرامة والسيادة الوطنية أما من يدفع الثمن الباهض وسيدفع مفابل فاتورة هذا الربيع السعودي القطري . الإيراني الصهيوامريكي , التركي الناتاوي فهو الشعب العربي الفلسطيني فالحقيقة هنا واضحة ولا تحتاج إلى تفسير وتحليل وبلاش عباطة !؟.
الشعب يريد إسقاط النظام فلماذا لم تسقط الأنظمة كمنظومة سياسية متكاملة ؟ ولماذا لم يواصل الربيع العربي إمتداد فصله الثوري إلى مناطق وديكتاتوريات النفط ؟ ثم إين داعموا وممولوا العبث في سورية من ثورة العراق ؟ وهل عرف التأريخ أو دون مجريات ثورة أبوها الناتو وخالها الكيان الصهيوني ؟ مفارقات ليست بالعجيبة .. تباً إلى متى سوف نظل ندفع ثمن حريتنا لقاتلنا ومحتل أرضنا ؟ اللعنة على النفط كم هو غبي حين يكون في أرضنا !!؟ إذاً على هؤلائك المتمترسون خلف التحالف الخارجي وكراسي السلطة ضد المعارضة الوطنية التخلي عن أسلمة الربيع الثوري وتوزيع صكوك الغفران كي لا يتضاعف دفع الثمن وتكون الفاتورة مسبقة الدفع بمزيد من الدماء والفوضى والتأمر بإسم الحرية والتفريط بالقضية المركزية للأمة فلسطين العروبة والإسلام نحن العرب دوماً ندفع , نخسر في بورصة الإستقلال نلعب دور عباس في لافتت أحمد مطر حتى ربيعنا ولد أشقر .!!؟