تأثرنا كثيرًا بالغرب في لباسهم ,ومأكلهم ومشربهم ,فأصبحنا نرتدي الجينز بحجة أنّه الأسهل في الحركة والتنقل من مكان لآخر ,وأكلنا الوجبات السريعة مع علمنا المسبق بمدى الأضرار التي تسببها لنا ولأبنائنا ,وذلك مواكبة للعصر صاحب الإيقاع السريع ,فأصبحنا نستطيع الأكل ونحن نسير على أقدامنا ,ونحن نقود مركبتنا ,ونحن نقضي حاجياتنا ولاضرر وجبات سريعة تسدّ الرمق.ثمّ وصل الأمر إلى تناول القهوة ,فظهرت بعض المقاهي الّتي تسير سير الفرنجة ,فلا يوجد داخل تلك المقاهي كراسي لاحتساء القهوة بل تحتسيها ,وأنت واقفٌ منتصب القامة ,وعلى عجلة من أمرك ,وهذه هي الحياة سير مستمرٌ ,وركض سريع . فقد احتل الإفرنج على كلّ شئ في حياتنا,وغزوا فكرنا وأصبح لهم بصمة واضحة علينا ,وأصبحنا نتبعهم في جلّ أمورنا ,ولا غرابة في ذلك فهذه سنة الحياة الضعيف يقوده القويّ دومًا . وهذا الاتباع من قبلنا وصل للغتنا الوتيرة ,فهذه اللغة المميزة,والتي لها خصائص منفردة عن غيرها إنقادت من حيث لاندري للغة الإفرنج ,فعندما نتحدث أصبحنا نحذف حروف العطف والاستئناف من هذه اللغة ,وذلك على غرار ما يحدث في اللغة الإنجليزية الّتي تحذف حروف العطف في الجمل المتلاحقة ,ولكن ذلك شأن هذه اللغة في حين العربيّة من خصائصها قصر جملها وترابطها بحروف الجرّ,فنحن نسمع المذيع العربيّ يقول : نذيع عليكم الأخبار المحليّة العربيّة الإقليميّة والعالميّة ,والصواب هو قصر الكلمات بحرف العطف الواو فله أن يقول:نذيع عليكم الأخبار المحليّة والعربيّة والإقليميّة والعالميّة . ومن تأثير الإفرنجة علينا أيضًا استخدامنا لكلمة «بينما « فهناك من يكتب فيقول :وأنا منهمك في أداء عملي بينما أمّي كانت تطهو الطّعام -وهذا فيه تأثرٌ واضحٌ باللغة الإنجليزيّة الّتي تسوغ استخدام بينما في وسط الكلام وابتدائه في حين اللغة العربيّة لايمكن استخدام بينما إلاّ في صدر الكلام –والصواب في كتابة الجملة السابقة هو بينما أنا منهمكٌ في أداء عملي كانت أمّي تطهو الطعام . فهذا كلّه من تأثرنا بالإفرنجة ,ومحاكاتنا لهم وبعدنا عن هويتنا وعن لغتنا القوميّة ,وإعطائها الاهتمام الكافي دراسة ً ورعايةً .فهيا لنستيقظ ولنحافظ على هذه اللغة في إعلامنا وفي صحفنا ,فهي هويتنا عند غيرنا . هدى عمر باشديلة- جدة