علي محمود صالح في مثل هذا التاريخ ال 30 من اغسطس من العام الماضي 2012م انتقلت روح الشهيد المناضل العميد عبدالواحد البسيسي (ابا محمد) الى بارئها بعد صراع طويل بين قيم الحق والعدل والحرية التي كان يؤمن بها الشهيد وقيم الظلم والعدوان والفساد التي ترعاها وتحضنها قوى (الاحتلال) الجاثم على صدر شعبنا الجنوبي الابي وعلى أديم الجنوب الارض الطاهرهالمستباحه . عاماً مضى على رحيلك أيها الرجل الانسان الشهم والنبيل والقضيه الجنوبية التي آمنت بعدالتها وقدمت حياتك قرباناً لانتصارها وفي سبيل حرية الجنوب واستقلالة .. هذه القضية قد أضحت اليوم اليوم قضية اكثر من اربعه مليون مواطن جنوبي تقريباً لانها قضية شعب منكوب ووطن منهوب ولذلك لم تعد قضية نخب او هيئات نضالية بعينها كما يتصور البعض .. لقد ترسخت قناعات كبيرة لدى شهيدنا الراحل (ابا محمد) بحق شعبنا الجنوبي بحياة العزة والحرية والكرامة كغيرة من شهداء وجرحى الحراك السلمي الجنوبي الذي سقطوا في ميادين وساحات النضال السلمي وعلى ذلك كانت مواقف شهيدنا البطل منحازة دائماً وبقوة لخيارات شعب الجنوب في الحرية والاستقلال حيث اظهر في مشوار حياته النضالية مواقف شجاعة واقدامة على المشاركة المستمرة في المهرحانات السلمية الجنوبية وفي عدة مناطق جنوبية وفي ظل ظروف امنية معقدة استخدم فيها القمع والقتل والمطارات لفعاليات الثورة السلمية الجنوبية حيث كان شهيدنا متحدياً كل الصعاب والمشكلات التي تواجهه كضابط استخبارات جنوبي سابق . عاماً على رحيلك أيها الثائر الجنوبي الغيور واسمك ومواقفك النضالية المشرفة ما زالت محفورة في ذاكرتنا وقلوبنا جميعاً واخلاقك الانسانية العالية مازالت رياحينها تعطر صفحات تاريخك المشرف فهنيئاً لك يا أبا محمد شرف الشهادة فنم قرير العين فقطرات دمك التي سالت على الشارع العام بعدن الجريحة في ذات مساء غادر قد رسمت لوحة الانتصار لقضية هذا الشعب العظيم الذي اكد وما زال يؤكد بمليوناته المتكررة على وفائة المستمر لدماء الشهداء الاحرار ورفضة المستمر لكل الوان الظلم والقهر والعبودية لغير الله . نم قرير العين يا أبا محمد فالجنوبيون منتصرون لقضيتهم بعون الله تعالى لانهم اصحاب رسالة واصحاب قضية فالرسالة تؤكد على عشقهم الدفين للحرية وانهم شعب اصحاب قيم وفضيلة ولذلك لم ولن يقبلوا بحياة الضيم في كل زمان ومكان . اما القضية فهي قضية انسانية عادلة تتعلق بحاضرهم المثخن بمرارة المعاناة وجور الظلم القائم مثلما تتعلق بمستقبلهم المخيف بآفاقه المظلمة والكارثيه في ظل الواقع الاحتلالي المشين القائم والمفروض قسراً على الجنوب حتى اليوم .. ان الانتصار للقضايا الوطنية الكبرى بحجم (القضية الجنوبية) يعني الانتصار لدماء الشهداء وكل التضحيات التي قدمها الجنوبيون ومازالوا يقدموها ذلك الانتصار بتقديرنا يتطلب حرصاً كبيراً من القيادات النضالية الجنوبية على وحدة الصف الجنوبي والتغلب على عوامل الفرقة والانقسام القائمة مثلما يتطلب قدراً كبيراً من التضحيات الجسام لمواصلة السير بخطاً ثابته في دروب نضالية صعبة وطويلة جداً باتجاة نيل الحرية المنشودة لكل ابناء الجنوب الشرفاء الاحرار امثالك ايها الشهيد الجسور .. .. لقد ايقنت ابا محمد ان الحرية اضحت اليوم تمثل حلم وامل كل الجنوبيين شبابهم وشيبانهم نسائهم واطفالهم ولذلك رأيناهم بصدور عارية وفي مليونيات كاسحة في مواجهة طغيان وجبروت الغزاة .. يخرجون بامواجاً بشرية هائلة تنشد حياة الحرية والعزة والكرامة او الموت دونها .. فنم قرير العين يا شهيدنا الراحل لان هناك شعبا عظيما بعدك لايرضى بغير الحرية الكاملة بديلاً اياً كان الثمن واياًكانت التضحيات وحسبنا الله ونعم الوكيل . بقلم علي محمود صالح تاريخ : 22/8/2013م