أشارت دراسة قامت بها الغرفة التجارية الصناعية بأبها أن القطاع الصناعي أحد أهم القطاعات الاقتصادية التي تسهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي للعديد من الدول، وتبرز أهمية هذا القطاع الحيوي في كونه يسهم في رفع مستوى معيشة الأفراد، إضافة إلى مساهمته الفعالة في القضاء على البطالة، وفي إطار حرص المملكة على تنمية كافة القطاعات الاقتصادية قامت وزارة التجارة والصناعة بإعداد إستراتيجية صناعية تهدف إلى إنشاء صناعة منافسة، واقتصاد قائم على المعرفة بالمملكة، وتقوم على مجموعة من الأسس الإستراتيجية، وقد تضمنت تلك الإستراتيجية على الأساس الإستراتيجي التاسع والمعني بتبني ودعم التنمية الصناعية المتوازنة، وذكر التقرير إقامة البنى التحتية اللازمة للصناعة في كل مناطق المملكة، وتحديد الميزات النسبية الصناعية لكل منطقة من مناطق المملكة. واشار التقارير أن العام المنصرم شهد إقامة 34 مصنعًا جديدًا بتمويل بلغ 162 مليون ريال، مقارنة بحجم مصانع العام 2011، وحجم التمويل في نفس العام، وأن منطقة عسير من أكبر المناطق بالمملكة من حيث الكثافة السكانية، حيث تحتوى على حوالى مليوني نسمة، تمثل حوالى 7.1% من إجمالي السكان بالمملكة. وتأتي المنطقة رابعًا من حيث الكثافة السكانية بالمملكة. واستعرض التقرير المؤشرات حول الوضع الراهن للصناعة في منطقة عسير، وتطور أعداد المصانع، حيث بلغ عدد المصانع في عام 2006م 89 مصنعًا، وبلغ حجم التمويل 1858 مليون ريال، بلغ عدد العمالة 4658. وفي عام 2007م 96 مصنعًا وبلغ حجم التمويل 2570 مليون ريال، وبلغ عدد العمالة 5149، وفي عام 2008م 99 مصنعًا وبلغ حجم التمويل 2690 مليون ريال، وبلغ عدد العمالة 5549، وفي عام 2009م 123 مصنعًا وبلغ حجم التمويل 3869 مليون ريال، وبلغ عدد العمالة 7384 عاملاً وفي عام 2010م 127 وبلغ حجم التمويل 3981 مليون ريال، وبلغ عدد العمالة 10683 عاملاً، وفي عام 2011م 148مصنعًا وبلغ حجم التمويل 4261 مليون ريال، وبلغ عدد العمالة 13174 عاملاً، وفي عام 2012م 182 مصنعًا، وبلغ حجم التمويل 4423 مليون ريال، وبلغ عدد العمالة 15311 عاملاً، أي أن معدل الزيادة خلال العام المنصرم في المصانع بلغ 34 مصنعًا، وأن التمويل لهذه المصانع مقارنة بالعام 2011، بلغ حوالى 162 مليون ريال، وهذا ما يدل على أن هناك نموًا في القطاع الصناعي بالمنطقة، حيث بلغ متوسط معدل النمو في أعداد المصانع عن الفترة من 2007 م وحتى 2012م حوالى 13,6%، ولكن إذا ما تمت المقارنة بين أعداد المصانع بالمنطقة وإجمالي أعداد المصانع على مستوى المملكة نجد أن النسبة متدنية، حيث تبلغ حوالى 3% فقط! وهو ما يعود للعديد من الأسباب، منها عدم وجود أراضٍ صناعية بالمنطقة. وقال التقرير: أحجام تمويل القطاع الصناعي بالمنطقة تطور، فقد بلغ حجم التمويل بالقطاع من حوالى 2,6 مليار ريال عام 2007م إلى حوالى 4,4 مليار ريال العام الماضي، بمتوسط معدل نمو بلغ حوالى 11,5%، وإذا ما تمت المقارنة مع أحجام التمويل للقطاع الصناعي على مستوى المملكة فنجد أن منطقة عسير تمثل حوالى 0,7% فقط من إجمالي أحجام التمويل على مستوى المملكة، حيث بلغ إجمالي تمويل القطاع الصناعي على مستوى المملكة حوالى 647 مليار ريال العام الماضي، منها 95 مليار ريال حجم إقراض صندوق التنمية الصناعي للقطاع على مستوى المملكة، وبلغ نصيب منطقة عسير منها 870 مليون ريال فقط! وهو ما يظهر ضعف تمويل صندوق التنمية الصناعي للقطاع الصناعي بالمنطقة. ويساهم القطاع الصناعي في حل مشكلة البطالة بالمنطقة -وإن كانت تلك المساهمة لا ترقى للطموحات المنتظرة من هذا القطاع الهام- حيث بلغت أعداد العمالة بالقطاع خلال العام الماضي 15311 عاملاً، في حين كان هذا العدد عام 2007م 5149 عاملاً بمتوسط معدل نمو خلال الفترة بلغ حوالى 24.4%، وتمثل أعداد العمالة بالقطاع الصناعي بالمنطقة حوالى 2% فقط من إجمالي أعداد العمالة على مستوى المملكة والبالغة حوالى 768449 عاملاً. وأكدت الغرفة في تقريرها أن المدينة الصناعية الأولى بمنطقة عسير هي الركيزة الأولى لتنمية القطاع الصناعي بالمنطقة، فقد تم إنشاؤها عام 1410ه الموافق 1990م على ثلاث مراحل لتصل إلى مساحة إجمالية 2.6 مليون متر مربع. وقد شهدت المدينة إقبالاً متزايدًا، حيث بلغت أعداد المشروعات الصناعية أكثر من 100 مشروع صناعي ما بين قائم، ومنتج، أو تحت التأسيس بعد أن كان عدد المصانع قبل عامين في حدود 20 مصنعًا فقط، وكنتيجة طبيعية لهذا النمو أولت هيئة المدن الصناعية اهتمامًا بتوفير الأراضي الصناعية اللازمة، ومن المتوقع أن تضم المدينة الصناعية الأولى أكثر من 150 مشروعًا صناعيًّا ستسهم في توطين الصناعة في المنطقة، وإيجاد فرص وظيفية للمواطنين وتنمي المنطقة باستقطاب المشروعات المساندة والخدمية والإسكانية والتجارية، وذلك لما تتمتع به المدينة الصناعية من توفر المياه والكهرباء والاتصالات وخدمات الأمن الصناعي، وقربها من الأسواق المحلية فهي تقع بين مدينتي أبها وخميس مشيط، وتبعد عن مطار أبها الإقليمي 24 كلم. وتضم المدينة العديد من الصناعات منها الصناعات الغذائية، الصناعات المعدنية، والصناعات الكيميائية، كما تحتوى على مجموعة من المصانع المميزة على سبيل المثال مصنع الجزيرة للدهانات، وهو أحد المصانع التي تصدر منتجاتها للخارج، مصنع الفردان للبلاستيك، مصنع الخليج لمستحضرات العناية الصحية والتجميلية، مصنع العمري للألمنيوم، شركة أنظمة التلوين، مصنع شركة المستقبل للصناعات الحديدية والصلب، شركة سيد الخبازين السعودية المحدودة. وذكر التقرير مزايا الاستثمار بالمدينة الصناعية بعسير، حيث أظهر أن استئجار أراضٍ صناعية لمدد طويلة ابتداء من ريال سعودي واحد للمتر المربع سنويًّا، ومقابل تكاليف مصروفات الهيئة لإعداد الأرض للتأجير (20) ريالاً للمتر المربع، تدفع لمرة واحدة وإمكانية الحصول على تسهيلات مالية وقروض حكومية تصل إلى 75%، وإعفاء جمركي للآلات والمعدات والمواد الخام الداخلة في الصناعة، وتسليم الأرض خلال فترة وجيزة من تاريخ تقديم الطلب إلكترونيًّا عبر موقع الهيئة.