يتبادر إلى الذهن عند سماع كلمة «مكرون» أن المقصود بها «المعكرونة»، لكن «المكرون» في واقع الأمر هي حلوى فرنسية شهيرة شقت طريقها مؤخرًا على سوق الحلويات السعودي وبات لها محبون وجمهور يفضل تناولها على غيرها من الحلويات، وهي مزيج من خليط اللوز. وبعد أن بات العديد من الناس يعشق هذه الحلوى الفرنسية ويفضلها على الحلويات التقليدية والمعروفة، أصبح بعضهم يضع صوره مع المكرون في مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت مثل الانستجرام والفيسبوك، ويتحدثون عن نكهاته وألوانه وحتى طريقة صنعه وتحضيره، ويصفون أشهر المحلات العالمية التي تقدم هذه الحلوى، ما يؤكد أن الأطعمة والحلويات في هذا العصر لم تعد حكرًا على منطقة جغرافية أو ثقافة بعينها، بل باتت تنتقل من شعب إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى عقب ثورة الاتصالات والزيادة المضطردة للرحلات عبر مختلف البلدان، وما يتبع ذلك من نقل للخصائص الثقافية بين المجتمعات، ومن بينها الأطعمة والمشروبات والحلويات. وتختلف المصادر في تحديد تاريخ ظهور المكرون بشكل دقيق، وتقول موسوعة Larousse Gastronomique المختصة في المطبخ الفرنسي أن ولادة المكرون كانت في دير كورميري، والبعض يشير إلى أن ولادتها كانت في عهد الملكة medici الإيطالية الأصل حينما استدعت طباخين إيطالين قاموا بتحضير هذه الحلوى لها. وقد خاض عدنان الحواري الذي يمتلك مطعمًا مخصصًا لبيع المكرون في جدة مغامرة إفتتاح مطعم يعتمد على تقديم هذه الحلوى الفرنسية التي تعتبر جديدة على المطبخ العربي، ويقول الحواري عن هذه الحلوى : إنها ليست موضة وقتية وستموت، لأن هذه الحلوى الفرنسية عمرها مئات السنين ومعروفة في أوروبا وكل من سافر الى باريس لابد أنه تذوقها ولو لمرة واحدة أو سمع عنها وشاهدها، إلا أنها دخلت السوق في السنتين أو الثلاث الأخيرة، ورغم أنها دخلت إلى المنطقة قبل فترة قصيرة، إلا أنها لاقت إقبالاً جيدًا، ويضيف: «عندما افتتحنا فرعنا الأول وصادفنا نجاحًا لا بأس به من قبل الزبائن، شجعنا ذلك على افتتاح هذا المكان، ونلاحظ أن العديد من الفتيات اللاتي استبدلن الحلويات التقليدية والشوكولا بالمكرون في حفلات الميلاد والزواج التخرج، ويرى البعض في تناول هذه الحلوي شيئًا من التغيير والتجديد. وعن مكوناتها الخاصة يقول حواري: «المكرون حلوى مصنوعة من بودرة اللوز وبياض البيض المخفوق ولم تكن هناك نكهات في البداية، وتطورت لاحقًا بإضافة النكهات»، ويضيف: «نحاول تقديم هذه الحلوى الفرنسية العريقة في مجتمعنا بأيدي ونكهات عربية، وقدمنا على سبيل المثال في رمضان الماضي ماكرون بمذاق الكنافة والحلاوة الطحينية»!، وعن سر ارتفاع ثمن المكرون يقول: «إنها حلوى مدللة كثيرًا تخبز بطريقة معينة وعلى درجة حرارة يجب أن تحدد بدقة، كما أن ألوانها المبهجة تذكر بزهور الربيع، ولها نكهات مختلفة بين الفانيليا والشوكولا والتوت وغيرها إلى أن وصلنا إلى ما يقارب 40 نكهة مختلفة مستخدمين في صناعتها المكونات الطازجة بحثًا عن التميز في ظل المنافسة. وتتباين الإضافات المحلية لهذه الحلوى في مختلف الدول، ففي العاصمة اليابانية طوكيو على سبيل المثال يستخدمون دقيق الفول السوداني بدل اللوز، كما تعرفت الولاياتالمتحدةالأمريكية على هذه الحلوى قبل فترة قصيرة أيضًا، قبل أن تنتقل إلى المملكة وتظهر على الفيسبوك والانستجرام صور محبيها وهم يأكلونها مع فنجان من القهوة أو الشاي.