انتقد هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، الممارسات التي تقوم بها جبهة الأصوليين المتطرفة. وقال رفسنجاني في تجمع للمواطنين في جماران أمس الجمعة (شمال طهران) إن «البعض من هؤلاء المتطرفين، يدعون بأنهم الأقرب والأخلص لمنهج مؤسس الثورة الإمام الخميني، لكنهم بالحقيقة يقومون بتصرفات ظالمة إزاء مؤسس الثورة، وقاموا بسلوكيات متشددة تهدف إلى منع الناس من المشاركة في الانتخابات». وأضاف «مؤسس الثورة الخميني تعرض أيضًا إلى الجماعات المتطرفة، والتي سعت إلى مصادرة فكره وثورته لصالح أجندتهم الحزبية والفئوية». مشيرًا إلى أنه «وبسبب الظروف لا يمكنه الإدلاء بكل شيء، لكن المتطرفين قاموا بحذف اسمي من الانتخابات دون سبب». كما انتقد رفسنجاني أيضًا بعض الجماعات في الداخل التي تطلق على نفسها ب «حزب الله» قائلًا، إن «هؤلاء يتصورون بأنهم يقومون بتأدية الخدمة للناس، من خلال ممارسة الضغوط الأمنية علي حرية الناس، لكنهم في الحقيقة يمارسون الظلم». يذكر أن مجلس الصيانة رفض ترشيح رفسنجاني للانتخابات الرئاسية بسبب كبر سنه، لكنه تبين فيما بعد بأن المجلس برئاسة أحمد جنتي، كان يخشي تكرار الأحداث والاحتجاجات عام2009 فقام بشطب اسم رفسنجاني. فيما يعتقد خبراء إيرانيون بأن انتصار الرئيس حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية ال11 هو انتصار لهاشمي رفسنجاني، الذي عرف الشارع الإيراني بشخصية روحاني المعتدلة، ورغم ذلك فإن الأصوليين داخل البرلمان، حذروا الرئيس روحاني من مغبة ترشيح وزراء آخرين لديهم سابقة في جبهة الإصلاحات والاضطرابات التي حصلت عام2009، وقد رفع 50 نائبًا أصوليًا برسالة إلى رئيس البرلمان لاريجاني، طالبوه بضرورة توجيه التفات للرئيس روحاني، بسبب إلغائه لوائح لحكومة الرئيس السابق نجاد، وأن البرلمان سيقوم باستجواب 3 وزراء من حكومته، بسبب قيامهم بإلغاء لوائح تابعة لنظرائهم من وزراء حكومة نجاد. بينما يصر روحاني على ترشيح وزراء من جبهة الإصلاحات، رغم تهديدات الأصولين، حيث أعلن سكرتير وزارة العلوم الإيرانية، جعفر توفيقي بأنه «سيكون الخيار الأخير للرئيس روحاني لأجل تقديمه للبرلمان كوزير للعلوم في حكومته». وقال توفيقي بأنه «سيحترم موقف البرلمان سواء كان إيجابيًا أم سلبًيا». وكان نواب أصوليون في البرلمان، هددوا بحجب الثقة عن الوزير المذكور في حالة ترشيحه من الرئيس روحاني، بسبب ارتباطاته مع زعماء المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي عام2009. إلى ذلك، وفي سياق الموقف الإيراني من التطورات في سوريا والضربة الأمريكية المحتملة، قال قائد فيلق القدس في قوات حرس الثورة الجنرال قاسم سليماني، «على كل جندي أمريكي ينزل من طائرته أو يغادر بارجته إلى سوريا، أن يحمل تابوته معه». مؤكدًا أن «سوريا خط أحمر، و بلاد الشام هي معراجنا إلى السماء، وستكون مقبرة الأمريكيين». فيما نفى مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان، أن تكون طهران أبلغت بموعد الهجوم العسكري المحتمل على سوريا، عن طريق الأمين العام المساعد للأمم المتحدة جيفري فيلتمان. نافيًا ما ذكرته صحيفة الأخبار اللبنانية، وقال «خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها فيلتمان إلى طهران، جرت محادثات تناولت التطورات الإقليمية، وخاصة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية ومؤتمر جنيف - 2، وكذلك دعم طهران للمبادرات السياسية للأمم المتحدة». وأضاف «كما تم إبلاغ فيلتمان أن إيران تعارض استخدام السلاح الكيمياوي، باعتبارها ضحية للأسلحة الكيمياوية، وسوريا طمأنت طهران وبكين وموسكو بأنها لم تستخدم السلاح الكيمياوي». وأكد مساعد وزير الخارجية، أن شن هجوم عسكري على سوريا، يعتبر خطأ إستراتيجيًا، وفي حالة حدوثه فإن أبعاده لن تكون محدودة. (حسبما قال).