على وقع التهديد الأميركي بضرب سوريا.. يعيش الإسرائيليون حالة رعب وهلع غير مسبوقة في ظل تصاعد حالة التوتر الأمني على وقع التهديد الأميركي بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا. القدسالمحتلة (فارس) وتسعى السلطات المحلية في كيان الاحتلال لتأمين أكبر قدر من الكمامات والأقنعة الواقية للجمهور، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي مناوراته العسكرية على كيفية التصرف مع الجمهور في حالة الطوارئ. وقال مراسل الإذاعة الإسرائيلية العامة بالمنطقة الشمالية إيدان أفني: "عناوين الصحف ووسائل الإعلام هي التي تسطر المشهد هنا، ومعها تسيطر حالة الخوف والرعب على الجمهور". وتحدثت سيدة إسرائيلية تدعى سارة مع المراسل أفني قائلةً: "على الصعيد الشخصي فإنني لا أجد سبباً ما من أجل أن أتأقلم مع وضع سيء كهذا، فأنا قدمي ترتجف خوفاً نتيجة لكسر حاجز الصوت الذي يذكرني بالأوضاع التي كانت قبل 40 عاماً – في إشارة إلى حرب أكتوبر عام 1973م-، لا يمكن الاعتماد على أحد سوى الملاجئ فقط". ويشير المراسل إلى أنه وخلال الحرب الثانية في لبنان عام 2006م، فإن معظم السلطات المحلية لم تكن تعمل أثناء حالة الطوارئ، لذلك لا يعول غالبية الإسرائيليين هنا على ما يجري حولهم من استعدادات. وقال أحد الإسرائيليين للمراسل: "يتوجب على السلطات المحلية القيام بعملها أثناء الحروب، وعلى الرغم من ذلك أعلم أن من يُقدم الحلول الفورية ويعطي التعليمات هي الجهات الأمنية التي من المفترض أن تتعامل مع المعضلة". ويعتقد 75% من الجمهور الإسرائيلي بأن السلطات المحلية في المنطقة الشمالية لن تقدم لهم الخدمات المطلوبة، في حين أعرب 66% منهم عن خشيتهم من تعطل الخدمات الطبية وتوقفها عن العمل خلال الحرب. وتشير الإذاعة الإسرائيلية إلى أن الحكومة أمرت بإنشاء العديد من مراكز الحصانة، التي كلفتها أموالًا هائلة، إلا أنه وخلال سنوات الهدوء الأخيرة تم إغلاق بعضها، وبقيت تلك المراكز دون مراقبة ورعاية. على صعيدٍ ذي صلة، كشف استطلاعٌ للرأي أجري على سكان مستوطنة "كريات شمونا" النقاب عن أن 40% منهم يشعرون بالخوف الشديد نتيجة التهديدات الأمريكية بضرب سوريا، في حين يشعر 30% بالضائقة النفسية. وأظهر الاستطلاع - الذي شمل 400 إسرائيلي من سكان المستوطنة حول الوضع الأمني - أن 66% من المستطلعة آراؤهم يرون أن "إسرائيل" تواجه خطر الزوال، وتأتي هذه النتيجة على الرغم من أن 80% منهم أعربوا عن ثقتهم بالمجتمع المحيط بهم وبأنفسهم. وعلى الرغم من أن المنطقة الشمالية تعيش سبع سنوات من الهدوء إلا أن الطمأنينة لم تكن في قلوب من اعتادوا على صواريخ الكاتيوشا على مدار عشرات سنوات. وبحسب مراسل الإذاعة الإسرائيلية فإن سكان "كريات شمونا" كانوا في السابق يبتعدون عن مناطق سقوط الصواريخ عشرات الكيلو مترات، بينما الآن وفي ظل أن مدى تلك الصواريخ يغطي جميع أنحاء "إسرائيل" يدرك معظم السكان أنه لا يوجد مكان يفرون إليه. /2336/