لابد للباطل أن ينجلي تباً لكم أيها البشرُ ماذا فعلتم من فجورِ؟ ماذا جنت يداكم؟ لنمنع القطر وانفراج أساريرنا بالحبورِ عمَ البلاء بالفوضى وتردي الأخلاق وركوب سفينة الغرورِ والأنا أعمت قلوبهم وأصمت آذانهم وصار همهم سكنى القصور فلا الوطن يهمهم ولا أخيهم ولا ابن عمهم ينظرون بلؤم للمقهور المكسورِ كأنهم ينتقمون منه بالتهميش والتطنيش ويا ويله لو ابتلي بالشعورِ فرفع صوته بالآه أو الشكوى أو التذمر ورفض الشرورِ يحملون شعاراتهم البراقة ويسوفون بالوعود لبَهم التخلف ويأخذون من الحضارة زيف القشورِ أليس لكم ضميرٌ ليصحا؟! أليس فيكم رجلٌ رشيدٌ؟! يكف يد الأذى ويحد من انتشار القبورِ فينتزع أشواك السهل ومدية القتل ويستبدلها بالزيتون والزهورِ أليست بلاد الشام طيبة الهوى؟! وأهلها ظاهرين على الحق على قلتهم يعتصمون بحبل الرب الغفورِ ولا بد للباطل أن ينجلي وتتكسر أمواجه ويتبعثر كالزبد بين الصخورِ وما ينفع الناس يمكث في الأرض ليعيد انتعاش الروضِ فتؤوب إليه تسابيح الطيورِ وتختال الطبيعة بين تبرَج وسفورِ د. هدى برهان طحلاوي