وصف سياسيون عراقيون المبادرة التي اطلقها رئيس وزراء بلادهم نوري المالكي لحل الازمة السورية بانها موقف نبيل، مشيرين الى ان امريكا وحلفائها لا تتعاطى مع تلك المبادرة كونها تدعو الى السلام، محذرين في الوقت ذاته من ردود افعال كبيرة وعواقب وخيمة في حال تنفيذ الضربة الامريكية ضد سوريا. بغداد (فارسِ) وقال الكاتب والمحلل السياسي رائد السوداني في تصريح لمراسل وكالة انباء فارس ان" المبادرة التي اطلقها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لحل الازمة السورية، جاءت في وقت لا يسمع فيه إلا قعقعة السلاح، فالأطراف المتصارعة في سوريا قد اتخذت قرارها بالتصعيد ولم يتعاملوا مع اي مبادرة من هذا النوع بجدية". مبينا ان"الاطراف المتصارعة ليس المقصود به التنظيمات الارهابية فقط وصغار المقاتلين بل الاطراف الدولية مثل امريكا واسرائيل اللتان تستخدمان هؤلاء في حربها بالنيابة عنها داخل سوريا". واوضح ان"المبادرة لم تلقى اذان صاغية لان القرار الامريكي ينص على تدمير سوريا فضلا عن امتلاكها مقومات الهيمنة على الاممالمتحدة والجامعة العربية". واعتبر السوداني"مبادرة المالكي بانها خطوة نبيلة وستسجل في التاريخ كونها جاءت في زمن لم يسمع فيه الا اصوات القنابل وزمجرت السلاح الغربي". مبينا ان"امريكا لن تتعاطى مع المواقف النبيلة التي تدعو الى السلام". مضيفا بالقول "لا مكان اليوم لمبادرات نبيلة ماقبل الاصرار على توجيه الضربة الذي صنع قرارها في غرف ودهاليز الحكم في أمريكا والغرب إلا لمن يبادر لتأييدهم". وقال المالكي، في كلمة متلفزة، إن المبادرة تتضمن الدعوة لوقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل على كامل الأراضي السورية، ووقف عمليات تزويد أي طرف من أطراف النزاع بالمال والسلاح، وانسحاب جميع المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية. كما تتضمن المبادرة دعم استمرار التحقيق المحايد الذي تجريه منظمة الأممالمتحدة حول استخدام السلاح الكيميائي، إضافة الى رفض التدخّل الأجنبي في الشأن السوري، وأية عملية عسكرية تستهدف الدولة والأراضي السورية. من جانبه اوضح المحلل السياسي واثق الهاشمي، ان امريكا لن تتعامل مع مبادرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نظرا لوجود اطراف ممانعة لهذه المبادرة ذات تاثير مباشر على القرار الامريكي. وقال الهاشمي لمراسل وكالة انباء فارس ان"مبادرة المالكي مهمة جدا في ظل الظروف المتأزمة الحالية التي تمر بها دول المنطقة والمتمثلة بالصراع الطائفي بين السنة والشيعة والذي ينذر بعواقب وخيمة". مبينا انها"ستواجه رفضا واسعا من قبل اطراف ممانعة لها وذات تاثير على القرار الامريكي مثل اسرائيل والسعودية وتركيا وقطر كونها تتضمن فقرات لا تتوافق مع مشروعهم العدواني". واوضح الهاشمي ان"قضية سوريا اكبر من كونها صراع سياسي او اسقاط حكم بل تتعدى الى اكثر من ذلك". وتابع ان"المشكلة تكمن في وجود عدة اسباب ابرزها هو محاولة امريكا لخلق توازن للقوى الكبرى كروسيا والصين والجمهورية الاسلامية التي تهدد الكيان الصهيوني وفق حساباتها". لافتا الى ان"وقت المبادرات قد انتهى كون الولاياتالمتحدة وحلفائها قرروا توجيه الضربة الى سوريا ولا حلول الا بعد انتهائها". محذرا من"ردود افعال كبيرة وعواقب وخيمة لا يحمد عقباها نتيجة العدوان على سوريا". ودعت وزارة الخارجية الروسية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، إلى تقييم المخاطر على وجه السرعة، حيث إن الولاياتالمتحدة تبحث توجيه ضربة عسكرية لسوريا لمعاقبة حكومتها على هجوم بالأسلحة الكيماوية بزعم أن قواتها شنته في شرق دمشق. وقالت الوزارة في بيان الأربعاء "إذا أصاب رأس حربي، بقصد أو دون قصد، مفاعل النيوترون الصغير قرب دمشق فقد تكون النتيجة كارثة". وأضافت أن المناطق القريبة قد تتعرض للتلوث باليورانيوم العالي التخصيب، وسيكون من المستحيل تحديد مصير المواد النووية بعد مثل هذه الضربة، مشيرة إلى أن هذه المواد قد تسقط في أيدي من قد يستخدمونها كسلاح. وحثت روسيا أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على "التجاوب بسرعة"، وأن تقدم لأعضائها "تحليلا للمخاطر المرتبطة باحتمال توجيه ضربات أميركية لمفاعل النيوترون الصغير ومنشآت أخرى في سوريا". /2819/