قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية مساء أمس الأول الخميس، إن الرئيس حسن روحاني قال إن وزارة الخارجية ستقود المحادثات النووية مع القوى العالمية بشأن البرنامج النووي لطهران. ويتولى إجراء المفاوضات منذ عام 2007 سعيد جليلي رئيس المجلس الأعلى للأمن الوطني، وهو ممن شاركوا في الحرب الإيرانيةالعراقية وينظر إليه الدبلوماسيون الغربيون على أنه منظر عقائدي لا يتزحزح عن مواقفه. ولم تذكر الوكالة مزيدًا من التفاصيل عن المسؤول الذي سيتولى قيادة وفد التفاوض الإيراني، لكن الإعلان يشير فيما يبدو إلى أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف سيقود الوفد بنفسه أو سيكلف مسؤولًا آخر من الوزارة بذلك. ويشير هذا الإجراء إلى أن روحاني ربما يحاول إعادة تنظيم العملية، ويسعى إلى ممارسة مزيد من التأثير فيها لكن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي هو صاحب القول الفصل في أي اتفاقات مقترحة. وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي، إن «الولاياتالمتحدة علمت بأنباء نقل مسؤولية المحادثات إلى وزارة الخارجية الإيرانية». وقالت ساكي «نؤكد أملنا أن تتحاور الحكومة الإيرانية بشكل بناء مع المجتمع الدولي للوصول إلى حل دبلوماسي لبرنامج إيران النووي، والتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تحقيقاتها». ولم تحقق الجولة الأخيرة من المفاوضات في أبريل مع الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أي انفراج، لكن البعض يعتقد أنه يمكن تحقيق مزيد من التقدم في ظل قيادة روحاني الذي تعهد بأن تتبع إيران أسلوبًا يتسم بمزيد من الميل إلى التصالح والشفافية في سياستها الخارجية. إلى ذلك، تواصل حكومة روحاني مساعيها في مغازلة أمريكا عبر مواقع التواصل الاجتماعي التويتر والفيسبوك، وهي سُنة دُبلومسية جديدة ابتدعتها حكومة روحاني بعد 8 سنوات من القطيعة في عهد الرئيس السابق نجاد، وخلال مواقع التواصل بعث الرئيس الإيراني روحاني ووزير خارجيته برسائل تهنئة لليهود بمناسبة العيد اليهودي، وهي رسائل تثير الكثير من الجدل، لاسيما وأن إيران في عهد نجاد تبنت موضوع «خرافة الهلوكوست» (حسبما وصفتها آنذاك)، وبسبب ذلك سارع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، للرد على تساؤلات إحدى الفتيات الأمريكيات (كريستي بلوسي ابنة نانسي زعيمة الأغلبية الديموقراطية بمجلس النواب الأمريكي الأسبق) عبر موقعه الشخصي في تويتر قائلًا لها «إن الرجل الذي كان لا يعتقد بمذبحة الهلوكوست قد رحل» في إشارة إلى الرئيس نجاد». فرد ظريف «روش هشانا» وهي تهنئة يهودية تعني تهنئتي لليهود بمناسبة عامهم الجديد». فردت عليه اليهودية كريستي: التهنئة ستكون أكثر سعادة لو رفضتم الأفكار السابقة ونفي المحرقة». ثم بادلها وزير الخارجية بالقول «نؤمن بالمحرقة والرجل الذي كان يرفضها قد رحل». ورغم الحوارات السريعة للمسؤولين الإيرانيين مع نظرائهم الأمريكيين علي مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن المراقبين يؤكدون حصول تغيير كبير في سياسة إيران الخارجية، فيما يقول رابين رايت رئيس لجنة السلام في الكونجرس الأمريكي، إن «رسالة وزير الخارجية الإيراني إلى اليهود تعد من أكبر الرسائل جرأة في طهران منذ تأسيس الثورة عام 1979». بينما يرى مراقبون آخرون بأن إيران تتحرك على الخط الدبلوماسي والعسكري، لإنقاذ النظام السوري بعد محاصرة أمريكا لهذا النظام بحرًا وجوًا وبرًا، انتظارًا للضربة المقبلة. من جهتها، قالت صحيفة وال استريست جورنال، إن «الإدارة الأمريكية حصلت على معلومات استخبارية مفادها أن قائد كتائب القدسالإيرانية الجنرال قاسم سليماني، أصدر أوامر إلى جماعات عراقية موالية لإيران، بضرب السفارة الأمريكية في العراق، إضافة إلى مصالح أمريكا الأخرى في بغداد، إذا ما وجهت أمريكا ضربة لسوريا». وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن «أمريكا أكملت استعدادها في الخليج العربي أيضًا، خوفًا من ضرب الزوارق السريعة للناقلات النفطية الأمريكية والغربية».