حذّر مسؤولون إيرانيون أمس الاثنين، من مغبة الهجوم على سوريا، مؤكدين أن بلادهم لن تقف مكتوفة الأيدي حال تنفيذ الضربة العسكرية. وألمحوا إلى «ضرب مصالح أمريكا في المنطقة والعالم على أيدي الجماعات الموالية لمحور المقاومة في العراق والشام والدول الغربية». وأكد المسؤولون أن «الهجوم علي سوريا سيؤدي إلى تعقيد المباحثات النووية، وإغلاق جميع الأبواب التي فتحتها حكومة روحاني في التعاطي مع أمريكا وأوربا في المجال النووي والدبلوماسي». من جهته، يواصل وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، زيارته إلى العراق ولقاءاته مع مراجع النجف، بهدف تنظيم جبهة إيرانية - عراقية مقابلة للهجوم، فيما يزور إيران السبت المقبل رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، لتوقيع وثيقة التعاون الثنائي الأمني إزاء الهجوم على سوريا. من جانبه، أكد علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، أن «إيران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي هجوم غير قانوني وغير منطقي على سوريا». وأضاف: «نحن ندعم حلفاءنا في المنطقة، ولن نكون غير مبالين، إلا أن اسلوب الرد سيكون بيد العسكريين». وقال بروجردي في تصريحات أمس: إن «سوريا تتوقع حدوث عدوان أمريكي وانطباعنا من المحادثات مع كبار المسؤولين السوريين، هو أن السوريين جادون للغاية في الرد على أي عدوان محتمل، ومن الطبيعي أن العنصر الذي يواجهونه هو الكيان الصهيوني، ولذلك فإن الأحداث اللاحقة لا يمكن التنبوء بها، نظرًا إلى التدخل المحتمل لأصدقاء سوريا». وتابع بروجردي إن «الروس قد فقدوا قواعدهم في المنطقة، والموقع الوحيد المتبقي لديهم في الشرق الأوسط هو سوريا، ولذلك فإن الروس لن يكرروا الأخطاء السابقة، ولن يسمحوا بأن يقع حليفهم في المنطقة تحت تصرف الأمريكان «. مؤكداً أن «هذا الأمر هو تكهنه من رد الفعل الروسي، الذي سيكون مختلفًا عن ردهم تجاه الهجوم الغربي على ليبيا». وصرح بروجردي «الرد السوري لن يكون عاديًا كما أن المواقف الإيرانية من المقاومة وحزب الله وبقية المجموعات المقاومة وكذلك سوريا باعتبارها المحور الداعم للمقاومة، واضحة لجميع دول العالم لذلك فإن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي هجوم غير قانوني وغير منطقي ضد سوريا». بدوره، اعتبر العميد مسعود جزائري أن «أي عدوان على أراضي الشام ستعتبره سوريا عدوانًا شاملًا، وسترد بشكل واسع على أي إطلاق للنار». وقال جزائري «لا يوجد أي شيء يمكن أن يمنع دمشق من الرد بالمثل على أي عدوان». وأضاف مساعد هيئة الأركان الإيرانية المسلحة «سوريا ستضرب كافة المصالح الأمريكية ومصالح الدول الداعمة لها في حال تعرضت لأي عدوان». فيما أكد علي خرم الممثل السابق لإيران في الوكالة الدولية أن «أي حرب علي سوريا ستلقي بظلالها علي المباحثات النووية بين إيران والغرب، والهجوم سيعقد المباحثات وسيغلق كل الأبواب للحوار». وأشار خرم إلى «المبادرة الإيرانية بنقل الموضوع النووي من المجلس الأعلي للأمن القومي إلي وزارة الخارجية». وقال: «الغرب أبدى ارتياحاً وكاترين آشتون أعلنت عن مبادرة جديدة». إلى ذلك، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، إن «التحضير لعمل عسكري ضد دولة مستقلة (سوريا) بذريعة استخدام السلاح الكيماوي، لن يسفر سوى عن تصعيد المشكلات الإقليمية». وأضاف رئيس مجلس الشورى الإسلامي، «لقد قلنا منذ بداية الأزمة في سوريا، بأن مشاكلها الداخلية يجب حلها عبر الحوار الوطني، ولقد عارضنا في هذا السياق إرسال الأسلحة والإرهابيين إلى سوريا من مختلف الدول في المنطقة وخارجها بحجة العمل على إيجاد الديمقراطية فيها» (حسبما قال).