روى لنا أخونا الباحث المؤرخ الأديب الدكتور زيد الفضيل في مقاله المنشور في صحيفة المدينة بتاريخ 6/11/1434 هجرية رواية عن الحوار الذي دار بين جعفر بن أبي طالب وعمرو بن العاص رضي الله عنهما أمام الملك النجاشي، واستشهد بموقف عمرو ليدلل على أهمية الحفاظ على المروءة في الاختلاف فلا يدلس أحد على محاوره أو يبهته حقه، ثم مضى الأستاذ الفضيل ليطالب المثقفين والكتاب بالالتزام بمروءة الاختلاف، وخاصة عند بحث الخلافات المذهبية والفكرية والسياسية ومنها على وجه التحديد الخلاف بين السنة والشيعة. أتفق تمامًا مع ما ذهب اليه أخي الدكتور زيد فكلامه تجسيد لمكارم الأخلاق التي بعث النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم متممًا لها.. إلا أن بعض الإخوة يأخذهم الحماس في الاستجابة لهذه الدعوة وينتهي المطاف بهم إلى استغلال أي انتقاد أو ملاحظة واعتباره من التعصب الممقوت وينسون أو يتناسون أن بعض إخوتنا من الشيعة ليسوا أبرياء مما نصف به بعض المتزمتين في صفوفنا. دار حوار بيني وبين أحد الإخوة الأدباء وكان قد دار بينه وبين أحد الزملاء من كتاب هذه الجريدة حوار حاد حول الموضوع.. قال محاوري إننا نُكفِّر الشيعة، فقلت له لم يقل بذلك عالم معتبر من علماء بلادنا ولو أننا نُكفِّر الشيعة على الإطلاق لما سمحت الدولة لهم بمشاركتنا في الحج وأداء الصلوات في الحرمين الشريفين، والعكس هو أن كثيرًا من علماء الشيعة يُكفِّرون السنة أو على الأقل ينزعون عنهم صفة الإيمان. ثم قال محاوري إن العرب قد بادروا إيران الثورة بالعداء وأن صدام السني قد فتح باب الحرب عليهم، قلت له إن معظم العرب والمسلمين قد رحّبوا بالثورة الإسلامية في إيران، وارتاحوا لإزالة حكم الشاه الذي كان حليفًا وثيقًا لإسرائيل، ولكن برنامج الثورة الإسلامية في إيران كان يشتمل على فكر تصدير الثورة وأن إيران بادرت إلى محاولة نشر نفوذها في العراق والخليج العربي ولبنان وهي ما زالت ضالعة في ذلك.. قال وما الخطأ في ذلك فكل الدول تسعى إلى تعزيز نفوذها، قلت ولكن هناك فرقًا بين بسط النفوذ عن طريق التآمر وتسليح فئة من الناس وزرع المتفجرات، وبين النفوذ الذي يكتسب بواسطة الإشعاع الفكري وإعطاء النموذج الإيجابي في الحكم الرشيد وهو ما لم تنجح الثورة الإيرانية في تحقيقه، فلقد بدأت الثورة بالقضاء على أجنحتها المعتدلة مثل بازرجان وبني صدر ويازجي وغيرهم ومحاصرة المعتدلين مثل خاتمي وموسوي، ثم انتهت إلى إقامة نظام ثيولوجي أسطوري يعتمد على إيحاءات الإمام الغائب وسلطة الولي الفقيه، أما صدام فهو ليس حجة على السنة الذين عانوا منه مثلما عانى الآخرون. قال إن حزب الله لم يتدخل في القتال الدائر في سوريا إلا بعد أن تدخل الإرهابيون من السنة كالقاعدة ومن يناصرهم، قلت إن الفرق كبير بين تدخل أفراد أو جماعات متسللة يرفضها الجميع بمن فيهم الثوار السوريون وبين تدخل ميليشيات تستقدمها الدولة لكي يبطشوا بمواطنيها، ويفعلون ذلك وهم يرفعون رايات الطائفية ويعلقونها نهارًا جهارًا على أسطح المنازل ومنائر المساجد. الشيعة إخوتنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا والمتعصبون المتزمتون موجودون بيننا وبينهم وعلينا أن نرفضهم، واختلافنا مع إخوتنا الشيعة في بعض الأمور وإن عظم شأنها ينبغي أن يُدار بأخلاق المروءة التي وصفها الدكتور الفضيل، ولكننا لا ينبغي أن نتمادى في ذلك إلى حد جلد الذات والمبالغة في وصف أخطائنا وتجاهل أخطاء أو خطايا الآخرين. [email protected] فاكس: 02/6901502 [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain