هب الشباب الفلسطيني أمس وأول أمس عبر المسيرات الاحتجاجية في العدد من المدن والمحافظات الفلسطينية في القدسوالضفة الغربية وقطاع غزة، تزامنًا مع ذكرى انتفاضة الأقصى، التي اندلعت في مثل هذا الوقت قبل 13 عامًا، واستمرت 5 أعوام استشهد خلالها أكثر من 4 آلاف فلسطيني وجرح أكثر من 48 ألف آخرين.. تزامن هذه الهبة مع عيد العرش الذي يحتفل به الإسرائيليون من خلال اقتحام المسجد الأقصى بقطعان المستوطنين وحراسة القوات الخاصة الإسرائيلية لهم التي منعت المصلين أمس الأول (الجمعة) من الصلاة في المسجد للسماح لأولئك المستوطنين الدخول إلى المسجد لإقامة شعائرهم التلمودية في باحاته.. وحدوث مواجهات بين فلسطينيين معتكفين داخل المسجد ومستوطنين يهود أدت إلى سقوط العديد من الجرحى الفلسطينيين يؤكد أن صبر الشعب الفلسطيني على التجاوزات والانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات قد نفد. وقد تصدي المقدسيون لأولئك المعتدين بصدورهم العارية، وتضامن أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة مع إخوانهم المرابطين في القدس، وانخرطوا في احتجاجات مماثلة مع ذكرى الانتفاضة الثانية، التي اندلعت لسبب مماثل على إثر اقتحام أرئيل شارون رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت مع نحو ألف من حراسه ومن المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، كل ذلك يؤكد أن هذه الاحتجاجات قد تتحول إلى انتفاضة ثالثة، لاسيما في ظل تعثر المفاوضات واستمرار الحصار وتدني الأحوال المعيشية للفلسطينيين. وفي مدينة القدس التي تشهد حالة احتقان منذ عدة أيام بسبب دعوات جماعات إسرائيلية إلى دخول باحات المسجد الأقصى اندلعت مواجهات بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في عدة مناطق من الشطر الشرقي من المدينة. وأفادت مصادر فلسطينية بأن المواجهات تركزت في باب الأسباط، وباب العمود، وباب الساهرة، ورأس العمود، ووادي الجوز، وباب حطة المحاذية للمسجد الأقصى، إضافة إلى منطقة العيسوية.. كما اندلعت مواجهات مماثلة في قرى نعلين وبلعين والنبي صالح في رام الله، والمعصرة في بيت لحم، وبلدة بيت فوريك قرب مستوطنة (ايتمار) شرق نابلس، ما أسفر عن إصابة العديد من الفلسطينيين بحالات اختناق. وذكرت المصادر أن الشبان الفلسطينيين رشقوا أفراد الشرطة الإسرائيلية بالحجارة قبل أن يردوا بإطلاق بالرصاص المطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع. وفي قطاع غزة، شارك مئات الفلسطينيين في تظاهرتين قرب معبر بيت حانون "إيرز" شمال القطاع و"ناحل عوز" شرق غزة. وعقب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المتواجد في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لصحفيين فلسطينيين يرافقونه على الأحداث الجارية في القدس، قائلا إن إسرائيل "تحاول عرقلة العملية السياسية وتخريب المفاوضات عبر ممارساتها في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية". واستنكر عباس سياسة إسرائيل على الأرض والمعاناة التي تلحق بالقدس والمقدسات والمقدسيين. وفي مدينة رام اللهبالضفة الغربية اندلعت مواجهات بين قوات الجيش الإسرائيلي وفلسطينيين تجمهروا عند جاجز (عوفر) العسكري بدعوة من "ائتلاف شباب انتفاضة الأقصى". وذكر شهود عيان أن الشبان الفلسطينيين رشقوا القوات الإسرائيلية المتمركزة عند الحاجر بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما رد الجنود بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق.