أفاد الخبير السياسي الإيراني "مسعود يارضوي" في مقال له أن "الحظر الغربي، أو بالأحرى الأميركي، على الجمهورية الإسلامية وبسبب ماهيته السياسية ودوره كرأس حربة للبيت الأبيض، لن يلغى ولن يخفض ولن يشدد. بل إن الأميركان سوف يغيرون تكتيكاتهم ليس إلا". طهران (فارس) وفيما تساءل المحلل عما إذا كان الحظر حقا مؤثرا أو خطِرا كما يصوّرون وما هي حقيقة الأمر قال: "مفردة "الحظر" يراد لها لعب دور الممهد لمشاريع خبيثة خلف الكواليس". وطالب "يارضوي" البيت الأبيض ومن يعزي مشاكل إيران للحظر أن يخبروه عن يوم واحد مر على الجمهورية الإسلامية من دون حظر وأضاف: "إذن ما الذي حصل حتى تبدلت لفظة "الحظر" فجأة إلى أكبر تحد يواجه النظام الإسلامي"؟! وتابع : "السبب هو نفس ما دفع هؤلاء لرفع راية "انتهاك حقوق الإنسان"! في إيران تارة، وإثارة الضجة على برنامجها النووي طورا ومن ثم تضخيم دور الحظر مؤخرا ليثبتوا أن إيران في ظروف تشبه ظروف "شعب أبي طالب" في صدر الإسلام". وبيّن المحلل أنه كأن الذي يتحدث عن تشديد الحظر أو خفضه يريد القول أن أميركا كانت تنوي خفضه على إيران في الماضي أو أن لديها أشكالا جديدة من الحظر تنوي تطبيقها ضد إيران إذا استشاط غضبها قائلا: "السؤال هو ما الذي دفع أميركا والغرب للتخفيف عن إيران سابقا وما الذي يمنعهم من تنفيذ أشكال جديدة من الحظر الآن"؟ واستطرد المحلل مجيبا: "إذا كانت أميركا قد امتنعت في السابق من تنفيذ حظر على النفط أو المناجم الإيرانية فلأنها لم تستطع ذلك؛ بعبارة أدق: لم تكن قد استولت بما يكفي بعد على نفط ليبيا والعراق ولم تكن قد استطاعت الإجهاز على مناجم الشرق الأوسط (أفغانستان) أو مناجم أفريقيا كما يحلو لها". ونبه الخبير إلى أن اقتصاد الجمهورية الإسلامية الايرانية قد ولد وتنفس في بيئة من الحظر وهو لذلك اقتصاد ذاتي البقاء وقد تعوّد أن يشق في كل سد يواجهه نفقا. وتساءل "مسعود يارضوي" عن سبب وضع الحظر في قائمة "الأخطار"! التي تواجه النظام الإسلامي وتقدمه على خطر التهديدات العسكرية وتهديد الإطاحة بالنظام وغيرها مجيبا بالقول: "الحقيقة هي أنه لم يبق في جعبة أعدائنا الغربيين وعلى رأسهم أميركا سبيلا لمواجهتنا غير استخدام ذريعة الحظر". وحول سبب ذلك تحدى المحلل بأنه لا أحد يمكنه أن لا يعترف بأن أميركا لم تأل أي جهد للإطاحة بنظامنا الإسلامي لكنها فشلت وأضاف: "هذه الهزيمة الكبرى أرغمت اوباما على الاعتراف امام الجمعية العامة للامم المتحدة بالقول: "لسنا بصدد تغيير الحكومة الإيرانية" والأحرى به أن يقول: لسنا بصدد ذلك لأننا حتما لن نستطيع"! وأحصى المقال جملة من أعمال أميركا الإجرامية تجاه الجمهورية الإسلامية كمواجهة الجيش الإيراني بقواتها مباشرة في حرب السنوات الثمانية (التي شنها النظام العراقي السابق في الثمانينات) في منطقة الفاو والخليج الفارسي، والتخطيط لعمليات كوماندوز ضد إيران، والتخطيط لانقلاب عسكري في التسعينات، وعدم التواني عن دعم الضالعين في احداث الشغب في 1999 و2009، ورفد ميزانيات رسمية سنوية لخلق البلبلة في البلاد، وشنّ الهجمات السايبرية أمثال "فلَيم" و"ستاكس نت" كل ذلك حيك ضدنا ونحن نعيش في بيئة من الحظر"! وأكد المحلل أن زمن اعتراف أميركا بفشل هذه اللعبة لم يحن بعد قائلا: "لكن لابد أن يأتي اليوم الذي لا يمكن لأميركا أن تتهرب فيه من حقيقة كون الحظر لعبة ليس إلا". وفي معرض إشارته إلى أن أميركا ستستمر بهذه اللعبة إذ ليس في يدها سلاح آخر قال: "أميركا ستلجأ أيضا إلى عمليات نفسية اخرى في المستقبل". وشدد على أن أميركا لن تلغي الحظر (بكل أنواعه: النفطي والحظر على المناجم وجوازات السفر والاموال المجمدة في البنوك الأجنبية ومنع استيراد إيران للطائرات الجديدة) حتى يتغير نظام الجمهورية الإسلامية! وفيما بين المحلل أننا نتوقع تنازلات كلية وليست ذات فائدة من جانب البيت الأبيض في الأيام القادمة إذ ليس أمامهم سوى اللعب بهذه الورقة قال: "هذه اللعبة ستستمر حتى تحقيق المأرب الأساسي الخفي منها؛ ألا وهو مشروع "البلبلة الاقتصادية" المزعوم أو كما تسميه مجلة الفورن بوليسي: ثورة ذوي الياقات الزرق في إيران"! / 2811/