للأسف يتندر نسبة من المحسوبين على الإدارة في بعض فروعها وتخصصاتها منذ الساعات الأولى لتوليهم منصب مدير أنهم فعلاً مديرون، وما ينتاب بعض المديرين من دوشة وبشة، وإقفال باب المكتب وبخور الصباح، و...، و...، وحسبي الله على مدير يجيبوا له الجرائد لمكتبه فرض وواجب، يقوم السكرتير بترتيب الجرائد حسب ما أوصى حضرته لأنه ما عنده وقت لجدولة قراءتها بنفسه، طيب خلِّي الجرائد وقراءتها في البيت، يا جماعة راعونا شوية، ترى الإدارة قبل أن تكون علمًا هي أمانة، والأمانة نسيج مظلة إذا أردت أن تظلك، لأنها هي الجوهر والأساس في كل شيء، وما دام خلعوا عليك اسم مدير فمن المفترض أن تضع الأمانة أمامك ونصب عينيك، فلا ينقاد سمعك فى كل جرّة قلم لتوقع خطاب أو تقرير أو دراسة أو تقييم أو تدريب أو رحلة عمل أو مكافأة أو عمل إضافي أو إعطاء الفرص للجميع بنسب متساوية لكل من يعمل معك، لأنك محاسب أمام الله. أيُّها المدير احذر ممن سيرتهم جارية على الوشاية والكيد والعداوة والحسد والاختلاف والتحريف. وللأسف بعض المديرين يستغلون الموظفين الذين يعملون تحت إدارتهم بجملة (هؤلاء يشتغلون عندنا)، وهذه هي أولى السقطات، فليس من الأمانة أن تُصغِّر وتُقزِّم الموظف لأنه يعمل معك، لاحظ أنه يعمل معك وليس لديك، فهل كنت تقبل ذلك قبل أن تكون مديرًا، إذا كان كذلك فأنت لا أثر، ولا تأثير لك، والأدهى أن بعض الموظفين راضٍ وقانع حتى ينال ما لم تحلم به عيناه. التالي في الإدارة هو العقل، فإن تعلّمت الإدارة دراسة بحق وأخذت شهادة استحقاق لذلك فإن من البديهي تطويع عقلك للاستفادة ممّا درست، وهذا ما يحدث فعلاً إذا كنت نلت تلك الشهادة عن جدارة، ولست ممَّن تحصّل على الشهادة مثلها مثل بعض الدورات التي تتطلب حضورك البدني وليس العقلي، وهذا يُذكّرني بكثير من أصحاب الدال الذين انكشف عنهم الغطاء، ونسبة وعدد غير قليل لم ينكشف عنهم الغطاء، وهم يحملون الدال ولا يعرفون الصفة من الحال، هؤلاء استمرأوا ذلك فحصلوا على البكالوريوس ثم الماجستير ثم الدكتوراة بنفس الطريقة، ولم يتغيّر فيهم شيء إلاّ النفخة الكدابة التي لا يعدو واقعها إلاّ حب التنادي يا دكتور. عودة لبعض المديرين، منهم صدّق أنه مدير وراح يتقمّص المنصب والدور، فيأمر وينهي ويرعد ويزبد ولكن لا الإدارة إدارة، ولا القرار قراره، وكل ما في الأمر أن أولئك لا تروق لهم إلاّ أهواءهم، يعتقدون أن الإدارة عمارة يستأجرونها من بابها، يخرب باب الألمنيوم يجددوه بلوح خشب، تنكسر الدرج يعالجها بشوية خلطة (أسمنت وبطحة وموية)، يسقط جزء من الدرابزين يوثقوه بحبل شامي.. وهكذا تظهر قدراتهم التى تنم عن الفهم العالي وبعد النظر. لهؤلاء المديرين اللي بالي بالك: المدير رمانة ميزان، لا تفسد على أحد دنياه، فيفسد عليك آخرتك.. أيّها المدير: ببراءة، (هل صدّقت أنك مدير)، هل تعلم أن هناك طالب ومطالب ومطلوب.. فهمت؟! أحمد محمد طيب - جدة