عفواً أيها المسئول كبيراً كنت أم صغيراً..اعرف قدرك جيداً ولاتتجاوز حدود مسئولياتك فلست أول مسئول وصل إلى هذا المنصب وجلس على هذا الكرسي، ولن تكون آخرهم.. ولاتغرنك نفسك الأمارة بالسوء وتزين لك سوء ماتصنع في حق وطنك وشعبك، ولا تظن أنك وحدك في هذا الوطن، وأن هذا المنصب ما وجد إلا لك ولأبنائك من بعدك..! قم بمسئولياتك المحددة كما يجب، وحافظ على ما أؤتمنت عليه لا تتجبر ولا تتكبر فمهما بلغت فأنت في نظر الشعب مجرد فرد وجد لخدمته.. فكن فرداً صالحاً وأحسن العمل كما أحسن الظن بك. دع الناس يذكرون محاسنك وإن قلّت ويتناسون مساوئك وإن كثرت، دعهم يتحدثون عنك بكلمة طيبة تكون تاجاً فوق رأسك وتاريخاً يخلد اسمك.. اعمل خيراً يكون في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا توجد واسطة أو قبيلة تقف من خلفك وتخرج لقطع الطريق والقيام بأعمال تخريبية لمنع العقاب الذي ينتظرك، كما لا توجد هناك أحزاب ومنظمات المجتمع المدني لإصدار بيانات تضامنية معك والدعوة لإقامة مهرجانات واعتصامات كماهو الحال اليوم.. عليك أن تتذكر أنك قبل أن تصل إلى هذا المنصب وتجلس على هذا الكرسي قد وصل إليه غيرك، وكما تركوه لك ستتركه أنت لغيرك فما أنت فيه ليس ملكاً لك وإنما هو أمانة عندك فاحرص كل الحرص على حمل الأمانة بصدق وإخلاص ولا تنظر للمنصب بأنه فرصة يجب استغلالها لنهب أكبر قدر من أموال الشعب، وتحويل المنصب لمصالحك الشخصية فتعيث في الأرض فساداً.. انظر إلى من حولك ستجدهم أكثر الناس شماتة واستخفافاً بك وأكثرهم حقداً عليك وإن استفادوا من فساد حالك، فلا يفسد المسئول إلا حاشيته ومستشاروه ومن يدّعون حرصهم عليه وولاءهم له ممن اعتادوا على الارتزاق من النفاق وقول الزور ومجاملة المسئول على حساب مصلحة العمل فهم فروع وأغصان الفساد وأنت بمثابة الجذر الذي يمدهم بالحياة فإن فسد الجذر فسدت فروعه وأغصانه. أجل أيها المسئول أنت عضو في المجتمع فلا تكن عضواً فاسداً يجب استئصاله! حاول مرة واحدة أن تكون عضواً صالحاً، وانظر لمصلحة وطنك وشعبك ومستقبل أبنائك الذي تعمل على تدميره بيدك ولا تخف أن يؤثر ذلك على مكانتك ويهدد بقاءك في منصبك كما يقول المرجفون ويروج له المشككون حين يقولون بأن لا مكان للشرفاء والمخلصين ومن يريدون اصلاح الوطن أنت واحد منهم، فكن شريفاً ومخلصاً واعمل من أجل وطنك وشعبك ولا تدع هؤلاء المتمصلحين يستثمرونك لإلحاق الضرر بوطنك وشعبك ويسرقون بفسادك قوت أولادك ومستقبلهم! قم بعملك كما تراه أنت ولا تنتظر الإذن من أحد فالحق أولى أن يتبع وما دمت على حق وتعمل وفق القانون وبحسب النظام، فلا تتردد لحظة واحدة كن قوياً بالحق ولاتكن ضعيفاً أمام الباطل انصف نفسك قبل أن تنصف غيرك، فاحترام الذات وتقديرها هو أول خطوة في طريق الاصلاح ومكافحة الفساد.. فمن قال لك إن علي عبد الله صالح ضد من يطبق القانون ويحترم النظام؟؟!! ومن قال لك إن علي عبدالله صالح لايريد منك أن تكون مسئولاً شريفاً ومخلصاً ونزيهاً وحريصاً على أموال الشعب؟؟ أليس نجاحك نجاحاً له وفشلك فشلاً له؟؟ أليس هو المسئول الأول أمام شعبه عن مسؤوليه واخفاقاتهم فهل من العقل والمنطق أن يقف ضد نفسه؟؟ نعم علي عبدالله صالح رئيس للجمهورية ورئيس للحزب الحاكم ولكن من الظلم أن نحمله فوق طاقته ومن غير الانصاف أن نطلب منه أن يكون رئيساً للوزراء ووزيراً لكل وزارة وقاضياً في كل محكمة ومحافظاً في كل محافظة ومديراً في كل مكتب وطبيباً في كل مستشفى ومدير أمن وأميناً عاماً لمجلس محلي ومهندساً، ومسئول رقابة ومدرساً ورئيس جامعة.. الخ..! كيف نطلب منه أن يكون كل هؤلاء والمسئولون مافائدتهم إذاً؟؟ ولماذا وجدوا في مناصبهم؟ فلو قام كل مسئول بعمله كما يجب وتحمل مسئوليته بأمانة وصدق لاختفت جميع مشاكلنا وماعدنا نسمع شيئاً اسمه «الفساد»..فهل أدركت من أنت أيها المسئول وماهو دورك في الحياة؟!