كشف إبراهيم غندور رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان، عن توقيع الرئيس عمر البشير أمس الأول الاثنين، على المنشور الجديد لهيكلة الأجور للعاملين بالدولة، وقال غندور للمركز السوداني للخدمات الصحافية، إن «المنشور يتضمن الزيادات الجديدة لكل قطاعات العاملين». مضيفًا أن «التطبيق سيكون بأثر رجعي ابتداء من يناير الفائت، على أن يتم الصرف ابتداء من راتب أكتوبر الجاري». وأوضح أن جدولة المتأخرات ستتم باتفاق بين وزارة المالية واتحاد نقابات عمال السودان. إلى ذلك، جاهر كل من زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي والصادق المهدي زعيم حزب الأمة بدعوة مناصريهما للانضمام إلى الاحتجاجات السلمية، التي انتظمت في اجزاء واسعة من السودان منذ نحو أسبوع، وذلك في أول مناشدة صريحة من الرجلين منذ اندلاع التظاهرات. وقال الترابي في بيان عممه أمس ونشرته صحيفة «سودان تريبيون» أمس الثلاثاء: إن «التحالف المعارض اتخذ قرارًا بالمضي على درب إسقاط النظام عبر ثورة شعبية بعد فشل كل دعاوى الإصلاح والتصحيح». ودعا المهدي أعضاء حزب الأمة القومي والشعب السوداني بكل شرائحه إلى تصعيد الاحتجاجات وإبداء المطالب بالوسائل السلمية وتنظيم المواكب والتظاهرات والاعتصامات. وحمل حزب الترابي سياسات النظام الحالية المتمثلة في الاستبداد والطغيان مسؤولية الاضطراب السياسي الذي أدى إلى انفصال الجنوب، وانتقد ممارسات النظام التي أدت إلى الفشل الاقتصادي، الذي ترتب عليه إجراءات اقتصادية دفع المواطن فيها فاتورة أخطاء الحكومة السياسية، ووفقًا لبيانات الحكومة، فإن 700 شخص اعتقلوا ولقي نحو 34 حتفهم على مدى أسبوع الاحتجاجات، وشهد أمس الأول الاثنين اندلاع مظاهرات وصفت بالحاشدة في مدينتي عطبرة شمال السودان وبورتسودان في الشرق. من جهته، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء الاثنين نظيره السوداني في لقاء نادر بين البلدين، حيث تشهد العلاقات فتورًا، ولكن لم يبحث معه عمليات قمع المظاهرات في السودان، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية، وكانت وزارة الخارجية نددت الجمعة في بيان ب»القمع الوحشي» للمتظاهرين المناهضين للحكومة في السودان والتي لقي خلالها عشرات الاشخاص حتفهم، ولكن خلال لقاء بين وزير الخارجية جون كيري ونظيره علي كارتي في مقر الوزارة فإن الاضطرابات في السودان «لم تطرح على طاولة المحادثات»، حسب ما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي، وقالت في بيان مقتضب إن الوزيرين «تحدثا عن أهمية السلام بين السودان وجنوب السودان وضرورة وضع حد للنزاعات الدائرة في دارفور والنيل الأزرق وكوردوفان». وأوضحت بساكي أن الاجتماع الذي عقد بغياب الصحافيين والمصورين بين كيري وكارتي حيث تشهد العلاقات بين الحكومتين توترًا «لم يكن طويلا». من جهتها، أعربت الحكومة البريطانية مساء أمس الأول الاثنين، عن قلقها حيال أحداث العنف في السودان، ودعت إلى ضبط النفس عقب تظاهرات شعبية هناك، قالت الحكومة السودانية: إن وراءها «عناصر مدربة لها أهداف»، وأكدت في ذات الوقت أنها تجاوزت الاحتجاجات ولن تلتفت إلى المخربين». وقال وزير الدولة البريطانية للشؤون الإفريقية، مارك سيموندز، إنه شعر بالصدمة والحزن بسبب التقارير عن استخدام قوات الأمن السودانية القوة المفرطة ضد المتظاهرين في الخرطوم وغيرها من المدن السودانية على مدى الأيام الخمسة الفائتة، والتي شهدت مقتل العديد من المتظاهرين وإصابة المئات منهم بجراح». وحثّ سيموندز جميع الأطراف على «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس»، داعيًا الحكومة السودانية إلى «التوقف عن استخدام الذخيرة الحية فورًا». وأبدى سيموندز قلقه أيضًا إزاء «العدد الكبير من الاعتقالات، بما في ذلك عدد من الصحافيين والناشطين السياسيين، والرقابة الشديدة على الصحافة، وإغلاق مكاتب وكالات الأنباء العالمية»، مشددًا على ضرورة «احترام حكومة السودان لحق شعبها في التجمع السلمي وحرية التعبير».