تحدث خطيب جامع أم الخير بشارع التحلية في جدة الشيخ صالح بن محمد الجبري في خطبة الجمعة يوم أمس والتي استغرقت 30 دقيقة عن قصة إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل والذبح العظيم، مناشدًا بأخذ الدروس من هذه القصة ولعل أبرزها عندما أخبر عليه السلام ابنه بما رآه في المنام لكنه واستشارته لابنه في ذلك، حيث قال الجبري: هذا تنبيه للآباء والأمهات أن يحرصوا على أن يشُركوا أبناءهم في أعمال الخير والأجر؛ لذلك إذا أردت أن تتصدق فأعط الصدقة لابنك وأرشده أن يقوم بذلك وأن تحتسب الأجر، حضرتَ خطبة أو محاضرة أحضِر أهلك وأبناءك معك، تعلمتَ شيئًا من أمور دينك علِّمهم معك، وهكذا. وقال: إن لعبادة الأضحية مقصدا أساسيا وهو التقرب إلى الله عز وجل بإراقة دمها تعظيما وابتغاء لمرضاته وتقواه، ومن أحكام الأضحية أن نُهي المضحي أن يأخذ شيئًا من شعره وأظافره حتى يذبح أضحيته، وهذا خاص بالمضحي، أما من أُشرك في الأضحية كأفراد أسرة المضحي فلا يلزمهم الإمساك عن أخذ شيء من الشعر والأظافر، ومن أراد الأضحية ثم أخذ من شعره وأظافره فلا ينبغي له أن يعدل عن الأضحية بل يستمر في نيته ويستغفر الله عن مخالفته، ومن احتاج إلى أخذ شيء من ذلك لتضرره ببقائه كانكسار ظفر أو جرح عليه شعر يتعين أخذه فلا بأس، ومن كان له أضحية ثم عزم على الحج فإنه لا يأخذ من شعره وظفره إذا أراد الإحرام لأن هذا سنة عند الحاجة. لكن إن كان متمتعًا قصَّر من شعره عند الانتهاء من عمرته لأن ذلك نسك. وللمضحي أن يأكل من أضحيته وأن يتصدق منها ويدخر أيضا لقوله صلى الله عليه وسلم «كلوا واطعموا وادخروا» وإن أعطى ثلثا لبيته وثلثا لأقاربه وجيرانه وأصدقائه وثلثا للفقراء والمساكين جاز ذلك، وإن دفعها كلها لأحد هذه الأثلاث الثلاثة فلا حرج في ذلك. ويجوز أن يعطى الكافر منها لفقره أو قرابته أو جواره أو تأليف قلبه كما أفتى بذلك الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى، واتفق العلماء على أنه لا يجوز بيع شيء من لحم الأضحية أو شحمها أو جلدها؛ وليس له أن يعطي الجازر منها شيئًا كأجرة، لكن أن تصدق عليه منها مع الأجرة فلا بأس.