انتهى الحج هذا العام بنجاح مشرف؛ يبعث على الفخر؛ ما جعل الحجاج يؤدون مناسكهم بكل يُسر وسهولة نظراً للإمكانات الهائلة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين - حفظه الله - في هذا الخصوص؛ وذلك لتكامل الخدمات والمشروعات الجديدة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة؛ ومعه سجلت الجهات الحكومية المنظمة لحج هذا العام والمؤسسات الخاصة والمتطوعون لخدمة الحجاج كافة أعلى نسبة نجاح في التنظيم؛ والفضل يعود - بعد الله سبحانه - إلى ما وفرته السعودية من منشآت مريحة وأماكن سكن ومرافق عامة مختلفة وخدمات للصيانة والنظافة، فضلاً عن المواصلات لنقل الحجيج عبر الوسائل الحديثة من خلال قطار المشاعر والعربات الكهربائية الصغيرة الخاصة بالعجزة وكبار السن..!! لكن في المقابل لا يزال الحجاج بدون تصريح عائقاً أمام مثل هذه النجاحات المتوالية؛ ما يسبب إرباكاً وزحاماً لحجاج الحملات النظامية؛ لتعدد مرات حجهم لبيت الله الحرام كل عام بطرق مختلفة، منها ما يندرج تحت التسلل، وأخرى ما يكون تحت اسم مرافق وموجّه ومُفْتٍ وداعٍ.. وبعض هذه الحجات سيراً على الأقدام. المهم ألا يفوتهم الحج بأي حال من الأحوال، متناسين أن في ذلك ضرراً يتسببون به على المنظمين وعلى الحجاج الآخرين..!! كثيرون من هؤلاء يعقدون العزم والنية للحج ثالث أيام شهر ذي الحجة؛ ما يفوت عليهم الحجز في العديد من الحملات النظامية؛ وبالتالي ينتج من عدم الترتيب المبكر واتخاذ القرار الصحيح لأداء الحج تسابقهم مع الزمن للسفر باتجاه المشاعر المقدسة دونما ترتيب وتنظيم أو حجز مسبق..!! والآن، وبعد أن انتهى الحج، وعاد حجاج الخارج لأوطانهم، والداخل لأسرهم وأهليهم، لا بد أن تكون هناك خطط وترتيبات لحج العام المقبل من حيث وضع آلية لأسعار الحملات والمطوفين؛ حتى لا يتحجج البعض بالغلاء وعدم الاستطاعة. فما المانع من إنشاء شركة وطنية شبه حكومية، تشرف عليها وزارة الحج، يتم الحج عن طريقها بأسعار مناسبة للجميع، لا تتجاوز ستة آلاف ريال للشخص، وذلك على الأقل؛ لكي ننهي ما يسمى (حاج بدون تصريح)، وكذلك حتى لا تتعدد حجات الشخص الواحد مرتين كل ثلاثة أعوام كما هو معمول به من قِبل الكثيرين من الناس..؟!!