معاناة خريجات كليات المجتمع في مناطق المملكة (العاطلات عن العمل) حالهن كحال بقية زميلاتهن خريجات الكليات المتوسطة, ومعاهد المعلمات, فالمعاناة هي نفسها, وفي هذا المقال سوف أسلط الضوء على قضية بناتنا من خريجات كليات المجتمع المنتشرة في مناطق ومحافظات مملكتنا الحبيبة, وما يعانينه من انتظار طويل في سبيل الحصول على وظيفة تناسب مؤهلاتهن وتخصصاتهن العلمية. فالكثير من بنات الوطن يقبعن في بيوتهن, ويتجرعن مرارة الألم والحسرة على ما تكبدنه من متاعب ومشاقٍ كثيرة من الدراسة في التعليم العام, ومن ثم الالتحاق في كليات المجتمع على أمل الحصول على وظيفة تسد رمق الجوع, وتعين الأسرة, وتخلف تعب السنين, وسهر الليالي في مواصلة العلم والتعليم. لكن الواقع الذي لم يكن في الحسبان لتلك الطالبات الحالمات والطامحات لخدمة وطنهن ومجتمعهن أنهن وقعنَ في فخ (البطالة) دون أن يعلمن شيئاً عن ذلك, وذلك حينما اصطدمن بالواقع الذي أجبرهن على الجلوس في البيوت بلا عمل, وخذلهن المسؤولون في تلك الكليات, وفي الجهات المعنية بتوظيفهن, فما ذنب الطالبات يلتحقن في كليات المجتمع دون الحصول على وظيفة؟ ولماذا لم يتم إبلاغ الطالبات وأولياء أمورهن بأن هذه الكليات لا مستقبل لها حتى يكون الجميع على علم ودراية؟ فمن المؤسف جداً أن تتخرج الطالبة من كلية معروفة وتتفاجأ وأسرتها بأن شهادة كليات المجتمع غير معترف فيها, وأن الأحلام والطموحات قد تلاشت وضاعت بسبب قرار مسؤول تسبب في حرمان الآلاف من بنات الوطن من الوظيفة, والأمر المزعج أن عددا كبيرا من الخريجات أوشكت أعمارهن أن تصل الأربعين عاماً وهن ما زلن عاطلات يبحثن عن وظيفة هنا وهناك, ولكن لا أحد يستقبلهن أو يرضى بتعيينهن بسبب عدم الاعتراف بشهاداتهن, وهذا بلا شك فيه ظلم كبير, وتعطيل لمستقبل بناتنا. إننا نأمل ونتطلع من المسؤولين في الجهات المعنية النظر بعين الاعتبار لمعاناة خريجات كليات المجتمع, فهن في ذمة المسؤولين حتى تُحل قضيتهن المهمة, ومن ثم تعيينهن على وظائف تتلاءم ومؤهلاتهن وتخصصاتهن وخبراتهن العلمية. منصور شافي الشلاقي - تربة