اعتبر معهد أميركي ان المحادثات النووية الأخيرة بين طهران ومجموعة الستة أحيت الأمل من جديد والبلدان المطلة على الخليج الفارسي وبلدان الشرق الأوسط قلقة من حصول اتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدةالأمريكية. واشنطن (فارس) واورد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي بقلم "أنتوني كوردزمان" مقالا تمحور حول مشكلة البرنامج النووي الإيراني، وقد جاء في جانب منه: إن تحقيق أي اتفاق نووي مع إيران هو أمر هام للغاية والواقع أن البرنامج النووي الإيراني لايشكل مخاطر تذكر على المنطقة ويجب على الإدارة الأميركية العمل على المضي قدماً في المحادثات وفي ذات الوقت يجدر بها طمأنة البلدان المطلة على الخليج الفارسي وتركيا و"إسرائيل" عبر إجراء محادثات شفافة. وأضاف الكاتب: لا أحد ينكر مدى أهمية المساعي التي تبذل لحلحلة الأزمة النووية مع إيران ووضع حد لتطلعات هذا البلد لامتلاك أسلحة نووية وبالطبع فإن الحل العسكري هو خيار باطل من أساسه لأنه لايخلف سوى الفوضى والتوتر في منطقة الخليج الفارسي ما يؤدي إلى حدوث نزاع لا نهاية له وبالتالي فإنه سيلقي بظلاله على تصدير النفط وإيجاد مشاكل اقتصادية للعالم بأسره وإذا ما تمكنت طهران من امتلاك صورايخ نووية واستطاعت تزويد طائراتها بأسلحة نووية فهذا الأمر سيؤدي إلى حدوث منافسة نووية بينها وبين "تل أبيب"، بل إن الأمر سيتعدى هذين البلدين وحتى السعودية ستدخل على الخط وستسعى لامتلاك هذا النوع من الأسلحة الفتاكة. وأكد كوردزمان على أن إيران النووية ليست وحدها جزء من هذه الحكاية فقط إذ إن حلفاء واشنطن في المنطقة يشكلون خطراً أكبر من هذه الناحية وكذلك فإن بعض البلدان قلقة من امتلاك طهران صواريخ بعيدة المدى لذا يتشبثون بالبيت الأبيض للحفاظ على أمنهم ولكنهم يخشون إيران وقلقون من أن يتخلى الأميركيون عنهم بعد أن يتوصلوا إلى اتفاق مع الأخيرة حول برنامجها النووي. وهذا القلق ينتاب "إسرائيل" وتركيا والأردن أيضاً حيث تنتابهم الخشية من أن لا تتخذ واشنطن مواقف جاده إزاء تحركات إيران في سوريا وفي علاقاتها الحميمة مع حزب الله اللبناني ودعمها لشيعة البحرين والسعودية واليمن كما أنهم قلقون من زوال النفوذ الأميركي في العراق فيزداد نفوذ إيران فيه إثر ذلك. وأضاف كاتب المقال: يجب علينا على أقل تقدير أن نتعامل مع حلفائنا في الخليج الفارسي وسائر مناطق الشرق الأوسط بشكل صحيح وأن نوضح لهم مجريات عملية المفاوضات بالكامل وأن نثبت لهم بأن تحقيق أي اتفاق مع طهران سوف لا يمسّ أمنهم مطلقاً وأن تواجد القوات الأميركية في المنطقة سيبقى على حاله حتى وإن تحسنت العلاقات مع إيران. كذلك ينبغي لنا طمأنتهم من ناحية النفوذ الإيراني في المنطقة كلها سواء في العراقوسوريا ولبنان والبحرين وعلينا اتخاذ استراتيجيات عملية عديدة وأن هذه الاستراتيجيات لا يمكن التخلي عنها حتى مع وجود مصالح أخرى تتعارض معها. لذا يجدر بنا أن نتصرف مع حلفائنا الحقيقيين بشكل صحيح وأن نأخذ مصالحهم بنظر الاعتبار حتى وإن توصلنا إلى اتفاق مع إيران. / 2811/