في كل مرة يتم فيها الاختلاف بين السعودية والدول الغربية وأمريكا تخرج علينا "منظمة العفو الدولية" بتهديد جديد واتهامات مفبركة عن حقوق الإنسان في السعودية، وكأن جميع بلدان العالم - ومنها الدول العظمى - يعيش الإنسان فيها عصراً ذهبياً، إلا المملكة العربية السعودية التي لا يوجد سجون ولا فقراء إلا فيها، ولا يُنتقص حق المرأة إلا عندها، ولا يوجد سجناء سياسيون في العالم كله إلا في سجونها! وقد ظهر ذلك جلياً وواضحاً من خلال الاتهام المبطن الذي صدر الأسبوع الماضي، والذي اتُّهمت فيه السعودية بالتقاعس في كل مرة عن الوفاء بوعودها لمعالجة أوضاع حقوق الإنسان، ولم تنفذ التوصيات التي وردت في المراجعة الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتحدثت عما وصفته ب" المحاكمات غير العادلة" والتعذيب والتمييز ضد النساء وإساءة معاملة العمال والوافدين، واستخدام العقوبات كالجلد وقطع اليد للسارق وكثير من الأمور الأخرى التي اعتمد فيها التقرير على أقوال من حاولوا زرع الفتنة في بلادنا وخرجوا على الوالي وكفَّروا العلماء والحكام. إننا في هذه البلاد - والحمد لله - ندين بالإسلام الذي لا خير إلا دلنا عليه، ولا شر إلا حذرنا منه، ونطبق شريعته الغراء بما جاء في الكتاب والسنة، ولم تُبنَ الأحكام على قوانين وضعية من تأليف البشر، وإنما تشريعٌ رباني جاء به الدين الحنيف، ويتولاه قضاة مخلصون يحكمون بما أنزل الله في كتابه من جَلد وقصاص، جعله الله حياة لترسيخ العدل الذي تشهده بلادنا دون غيرها ولله الحمد. أما سجوننا فإنها أقل سجون العالم إيذاء، بل إنها تتبع أسلوباً راقياً مع السجناء الذين يواصلون تعليمهم، ويتعلمون الكثير من الحِرف داخلها. أما المرأة فقد كفل الإسلام حقوقاً لها، وقد شقت طريقها نحو تسنم المناصب المهمة في الدولة بمرتبة وزير، وهي تدلي برأيها في مجلس الشورى (أعلى مجلس تشريعي)، وهي الطبيبة والمعلمة وغير ذلك من المهن، وقد أخذت من الاهتمام والرعاية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الشيء الكثير، فمكّنها ذلك من شق طريقها بنجاح وفق العادات والتقاليد الإسلامية التي حفظت لها عزها وكرامتها. أما ادعاؤهم إساءة معاملة العمال الوافدين فردنا عليهم بأن عدد المقيمين في السعودية تجاوز أكثر من ثلث عدد السكان، ولو أنهم وجدوا الإساءة لما كانوا بهذا العدد. أما ما يُرتكب من أخطاء فإنها مهما بلغت لا تصل إلى عُشر ما يتم في كثير من الدول، ومنها الدول الكبرى التي تدعي الكمال، ولكن المشكلة التي تواجهنا أن هناك من يبحث عن أي خلل لدينا حتى يجعل منه وسيلة للضغط علينا وفق مصالحه. إن الشعب السعودي يتمسك بعقيدته الإسلامية وتطبيق شرع الله الذي اختاره لعباده، ولن يسمح لكائن من كان أن يفرض علينا قوانين وضعية، اكتشف الغرب أنها لا تلبي طموحات العصر؛ فهي تتبدل وتتغير بما يتفق مع رغباتهم.. أما شريعتنا وأحكامها فلم تتغير منذ نزول الوحي على الرسول - صلى الله عليه وسلم - منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، وهي صالحة لكل زمان ومكان.