لقد وصلت الأسطورة الأميركية إلى خط النهاية ما أدى إلى مواجهة المسؤولين الأميركان مصاعب جمة في التعامل مع الملفات الخارجية فهل من المناسب أن تواصل واشنطن نشاطاتها في العالم انطلاقاً من سلطتها التقليدية التي أوشكت على الأفول أو عليها التراجع عن مواقفها النارية؟ (فارس) وقال المحلل الهندي "جاسوات سينغ" وهو الوزير السابق لثلاث وزارات في الهند وهي المالية والخارجية والدفاع، في تقرير تحليلي له حول واقع النفوذ الأميركي في العالم جاء في جانب منه "بكل تأكيد فإن جميع الرؤساء الأميركان كانوا وما زالوا يصفون بلدهم بالاستثنائي حيث صرح باراك أوباما في شهر أيلول-سبتمبر المنصرم قائلاً: «إن ما جعل بلدنا استثنائياً هو إرادتنا القوية في عين سعة صدرنا». وتابع سينغ: وعلى الرغم من مزاعمه بأنه راغب في وضع حد للحروب الأميركية في الشرق الأوسط لكنه - وكما يبدو - يحاول الإصرار على كون الولاياتالمتحدة بلداً استثنائياً ويعمل على ترسيخ ذلك بشكل أكبر. أما بالنسبة إلى الأزمة بين طهرانوواشنطن فإن العالم قد شهد تطورات في الآونة الأخيرة بعد الاتصال الهاتفي التأريخي بين باراك أوباما وحسن روحاني الذي يعد أول اتصال مباشر بين مسؤولين رفيعي المستوى في البلدين بعد أكثر من ثلاثة عقود من التنافر والبرود كما أن الدكتور روحاني خلال حضوره في نيويورك التقى مع بعض الدبلوماسيين الأميركان وأكد ضرورة تحقيق مصالحة بين الطرفين لكن ردة فعل نظيره أوباما لم تكن حكيمة وعلى الرغم من الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع روحاني لكنه لم يعمل بشكل جاد على إزاحة العقبات. وأضاف كاتب التقرير: إيران تسير نحو برنامج نووي واسع وأوباما يحاول حلحلة الأزمة بين الجانبين، فما هو الحل إذن؟ بالطبع فإن أفضل حل هو الحوار وعدم الانصياع لطلبات الجمهوريين والمتشددين لأن ترك المحادثات مع طهران يعني فقدان أية استراتيجية حقيقية وهذا الأمر بالنسبة إلى البيت الأبيض يعني مجازفة لا تحمد عواقبها وكما هو واضح فإنّ الأسطورة المجلجلة الأميركية قد وصلت إلى نهاية الطريق ما أدى إلى مواجهة المسؤولين الأميركان مصاعب جمة في التعامل مع الملفات الخارجية فهل من المناسب أن تواصل واشنطن نشاطاتها في العالم انطلاقاً من سلطتها التقليدية التي أوشكت على الأفول أو عليها التراجع عن مواقفها النارية والتعامل مع الأمور بحكمة؟ لذا على البيت الأبيض -حسب الكاتب- أن يذعن لمطالب طهران بحق امتلاك برنامج نووي سلمي والعمل في نطاق معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (NPT) التي تجيز لأعضهائها امتلاك التقنية السلمية النووية. /2336/