بعد هروب دام أكثر من 3 شهور، نجحت الأجهزة الأمنية فجر أمس، الأربعاء، في إلقاء القبض على القيادي في جماعة الإخوان المسلمين (المحظورة) ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان، داخل إحدى الشقق بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، بدون مقاومة أثناء عملية القبض عليه.. من جهتها قررت نيابة القاهرة أمس حبس العرياني 30 يوما على ذمة التحقيقات. وجاءت عملية القبض بعد قيام أجهزة الأمن بالقيام بالعديد من المأموريات داخل وخارج القاهرة، وعدد كبير من المحافظات بناء على معلومات أمنية بحثا عنه، ولكن دون جدوى، لقدرة العريان على الهروب بمساعدة مجموعة من معارفه وأقاربه، إضافة إلى دعم التنظيم السري لجماعة الإخوان «المحظورة» له في تحركاته. وتعتبر عملية القبض على نائب رئيس حزب الحرية والعدالة (منبثق عن الإخوان المحظورة) ضربة جديدة وقاصمة من قبل قوات الأمن للجماعة، وسوف يمثل العريان أمام محكمة الجنايات يوم الاثنين القادم، ضمن المتهمين ال 14 بالإضافة إلى الرئيس المعزول في قضية قتل المتظاهرين، التي وقعت أمام قصر الرئاسة (الاتحادية) بمصر الجديدة يوم 5 ديسمبر الماضي.. ويواجه العريان عدة اتهامات من بينها قتل المتظاهرين في أحداث قصر الرئاسة، والتحريض على القتل والعنف في أحداث الحرس الجمهوري، وتعذيب مواطنين داخل اعتصام رابعة كما أنه، دأب بعد ثورة 30 يونيو على تحريض «الإخوان» على العنف من خلال أشرطة فيديو بثتها له قناة الجزيرة القطرية. من جهتها، أكدت وزارة الداخلية في بيان لها نجاح أجهزة الأمن في ضبط العريان المطلوب على ذمة عدد من القضايا، بعدما وردت معلومات مؤكدة تفيد باختبائه داخل شقة سكنية لا تخص أي من قيادات الجماعة كنوع من التمويه، وأضاف البيان أن العريان لم يبد مقاومة للقوات واستسلم على الفور، وقالت إن الأجهزة الأمنية توالي جهودها لملاحقة وضبط العناصر المطلوبة لجهات التحقيق. وعقب القبض على القيادي الإخواني قامت وزارة الداخلية بنقله إلى سجن طره في سيارة مصفحة، وسط حراسة أمنية مشددة، وبدورها قامت النيابة العامة بالانتقال إلى السجن للتحقيق معه في واقعة اتهامه بالتحريض على أعمال عنف وقتل المتظاهرين وتعطيل مؤسسات الدولة والتحريض على الأجهزة الأمنية، والانضمام إلى جماعة محظورة ومسلحة على خلاف أحكام القانون والدستور. وبمجرد نشر خبر ضبط «العريان» ونشر صوره أثناء عملية القبض توالت التعليقات على موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و»تويتر» وكانت معظم التعليقات تدور عن «بكرتي المناديل»، التي ظهر العريان يحملهما في إحدى الصور، حيث تساءل النشطاء ساخرين عن سر أخذه ل»المناديل» معه.. وكانت أبرز التعليقات الساخرة تسأل عما إذ كان العريان قد تناول عصيرا اعتادت وزارة الداخلية على تقديمه لرفاقه لدى ضبطهم، حيث كتب بعض مستخدمي موقع «فيسبوك»: «هيقدموا له عصير كابى زى زمايله السابقين من القيادات.. أم لا؟!»، فيما كتب البعض الآخر: العريان يهتف بعد القبض عليه «هاتولى عصير هاتولى عصير.. أنا برضه قيادي إخواني كبير». وكتب أحد مستخدمي «فيسبوك»: «مش قلتلكوا هيتقبض على عصام العريان في الشتا لأنه أول ما يبرد هيطلع على طول، وعلق آخر على انتشار خبر القبض على القيادي الإخوانى على موقع تويتر، قائلًا: «لو فاتح تويتر دلوقتى هتلاقى مولد سيدي العريان». إلى ذلك، شن مسلحون صباح أمس الأربعاء هجوما بالأسلحة الآلية على كمين للشرطة بالمنصورة «إحدى محافظات الدلتا»، حيث قاموا بإطلاق عدة طلقات وفروا هاربين، ولم يسفر الهجوم عن أي خسائر في الأرواح. طالبت إدارة أوباما الكونجرس بإيجاد صيغة قانونية تسمح باستمرار تدفق المعونة الأمريكية لمصر دون أي اقتطاع المعونة بشقيها العسكري والمدني. وقال تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست أمس : إن الادارة الامريكية بدأت التفاوض مع المسؤولين في الكونجرس خلال الأسابيع القليلة الماضية حول تلك المعونة في ضوء القانون الأمريكي الذي يحظر على واشنطن تقديم الأموال للحكومات التي تصل إلى السلطة من خلال القوة على حد وصف التقرير،مشيرا الى أن الإدارة تحتاج إلى تنازل تشريعي للإبقاء على برامج المعونة الأمريكية بكاملها لاسيما بعد مؤشرات تدل على تقبل الكونجرس لهذا الأمر ، حيث أكد غالبية النواب دعمهم لهذا التوجه. وأشار التقرير بهذا الصدد إلى قول رئيس اللجنة إدوارد روس النائب الجمهوري عن كاليفورنيا بأنه ينبغي على واشنطن الشد والرخي مع الحليف المصري ، فيما اعتبر النائب الديمقراطي عن نيويورك إليوت إنجل أن تعليق المعونات لمصر قد يؤدي إلى نتيجة عكسية موضحًا أن التعاون العسكري لمصر مهم ، حيث أنفقت واشنطن مليارات الدولارات لترسيخ العلاقات مع مصر ، وأنه من باب أولى استثمار هذه العلاقات وليس تدميرها. تجدر الاشارة ان رئيس الاستخبارات الروسية فكيسلاف كوندراسكو يقوم الآن بزيارة للقاهرة لبحث التعاون الأمني والعسكري مع مصر إثر زيارة قام بها نبيل فهمي وزير الخارجية المصري لموسكو.