اكثر من 60 بحثاً حول الامام علي "ع" خلال المهرجان انطلاق فعاليات مهرجان الغدير العالمي الثاني في النجف الاشرف بمشاركة 30 دولة انطلقت الأربعاء فعاليات مهرجان الغدير العالمي الثاني المقام على أروقة الحرم العلوي في رحاب مدينة امير البلاغة حيث تتلاقى اللغات وتجتمع الثقافات وبمشاركة 30 دولة عربية وأجنبية وأكثر من 150 شخصية علمية ودينية ومن أغلب الديانات والمذاهب وبحضور جمع غفير من المؤمنين من داخل العراق وخارجه. النجف الاشرف (فارس) وبدأت الاحتفالية بتلاوة عطرة لآي من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين الشيخ جاسم النجفي. وافتتح الامين العام للعتبة العلوية المقدسة، الشيخ ضياء الدين زين الدين، فعاليات المهرجان والتي حضرها مراسل وكالة انباء فارس، بكلمة أكد فيها: "انكم اليوم بحضوركم وبمشاهدتكم للمهرجان سوف تثبتوا للتاريخ كله أنكم بالعروة الوثقى مستمسكون". واضاف "ان كلمة الامام علي في وصيته الى مالك الاشتر (ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا، تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق، هذا القول المأثور لعلي عليه السلام، الوارد في عهده المعروف لمالك الأشتر)، هو الذي رغب القائمين على هذا المهرجان المبارك أن يجعلوه شعاراً لهذه الدورة الثانية منه في هذا العام، ليرسلوا من خلاله رسالتهم العلوية إلى العالم والتاريخ، بأن الوحدة العامة هي الواقع الذي تعتمده رؤية علي عليه السلام في الوجود الإنساني". وأكد ان "الإسلام -وكما هو المعروف من أوليات أصوله- دين التوحيد. التوحيد في المبدأ، والتوحيد في الغاية، والتوحيد في النهج، والتوحيد في المنهج. التوحيد في المبدأ، وهي التي رعاها نبي الرحمة طوال حياته، وحذر الأمة من تداعيات الخروج عنها حتى أواخر أيام حياته صلى اله عليه وآله وسلم، وبين السبيل الإلهية التي تحفظها في حياته، حين قرر للأمة وجوب الاستمساك بالثقلين: كتاب الله وعترته أهل بيته، لأن الله أخبره أنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض يوم القيامة. وأشار الى ان "الرسول الكريم حينما أعلن عليا عليه السلام ولياً للمؤمنين يوم غدير خم إذ صدع بقوله "من كنت مولاه فهذا علي مولاه"، وبين أنه مع الحق والحق معه، وأنه وأبناءه هم حجج الله على الأمة من بعده، وان هذه هي الرسائل العلوية التي أراد خدمة علي عليه السلام أن يقدموها إلى العالم في هذا المهرجان المبارك. وتابع الشيخ زين الدين: "إن الرسائل التي أراد خَدَمُ أمير المؤمنين (عليه السلام) تقديمها إلى العالم في مهرجان الغدير الثاني هذا من بيناته، ان البشرية كلها في تراث علي عليه السلام وحدة واحدة". وفي ختام كلمته قدَّم الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة شكره وتقديره الى الذين لبَّوا الدعوة والى كل الباحثين من نيرات أفكارهم في دراسة نهج المولى أمير المؤمنين عليه السلام وتراثه الخالد، كما قدَّم الشكر والتقدير أيضاً للمسؤولين من أبناء علي عليه السلام وأحبته، الذين كانت لهم اليد الطولى في تهيئة هذا اللقاء المبارك". ثم ارتقى المنصة العلامة السيد محمد بحر العلوم حيث جاء في كلمته: "هذا المؤتمر هو ملتقى لكل العلماء والمثقفين حيث ان واقعة الغدير لم تكن حدثا تاريخيا او رمزا لشريحة من المسلمين بل نحتفل به لأنه امر عقائدي حيث قال الله تعالى "يأيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك" فالأمر اصبح عقائديا". واضاف بحر العلوم "ان رسالة الاسلام خاتمة الرسالات ومعروفه عند الجميع, وان الاحداث المستجدة بعد الرسول صلى الله عليه وآله لابد لها من تشريع في جوانب الحياة بحيث يمكن ان يتوسع التشريع"، مشيرا "ان الامر يحتاج الى امتداد في زمانه فهذا الامتداد لا يخلو على واحد من الامور اما ان يأتي عن طريق الإمامة او الخلافة النتيجة واحده ولا يمكن بالرسالة ان تترك المنصب منقطعا فإن الإمامة مستمرة". ثم ألقى الاب جوزيف عبد الساتر ممثل البطريرك الماروني كارمينا مارشا البطرس الراعي وبطريرك أنطاكيا وسائر الشرق، كلمة قال فيها: "تعرفون الحق والحق يحرركم هذه وصيتي ان تتحابوا بعضكم بعضا اذا اردتم السلام حافظوا على الحياة". ثم ألقى كلمة الوفد الايراني وزير الارشاد والثقافة الاسبق الدكتور أحمد مسجد جامعي الذي إبتدأ كلمته ببيت شعري قال فيه (لولا حيدر ما قامت الدنيا ولا جمع البرية مجمع)، ثم قدم بعدها جزيل الشكر للامانة العامة للعتبة المقدسة لحفاوة الاستقبال، مؤكدا بقوله ان اغلب ما كتب عن واقعة الغدير هو نتاج جهد فردي ما بين خطباء معروفين وصولا الى الاقلام الشابة، يبلغ مجموعهم 1189، الشيعة منهم 1163، والسنة اثنى عشر، اسماعيليون اربعة عشر، وشخص واحد مسيحي، فيما بلغ من كتب من غير المشخص مذهبهم 96 كاتبا، فيما بلغ عدد اللغات التي تم الكتابة فيها عن الغدير بلغت 20 لغة منها العربية والفارسية والاردو". وقدَّم السيد جامعي مقترح إعداد فهرست متكامل عن مصادر يوم الغدير في كل المكتبات العالمية، معبرا عن استعداد الجانب الايراني للتعاون في هذا المجال". ثم علا المنصة ممثل مشيخة عقل طائفة الدروز، الشيخ غسان الحلبي، وألقى كلمة نقل خلالها تحيات شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، معربا عن الشرف الكبير للمشاركة في افتتاح هذا المهرجان العظيم، مؤكدا أن "الاسلام يجمعنا في ظلال دوحته العظمى"، مؤكدا بأن الرسول الاكرم أكد في وصيته (إني خلفت فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا)، مؤكدا بقوله "ان من الامور الجليلة ان يعقد مؤتمر في هذا الزمان وخصوصا في هذا المكان المهيب ذي المكانة السامية العميقة في الذاكرة والوجدان والضمير الانساني على الاطلاق". وقال الشيخ محمد حسين الانصاري ان "عيد الغدير الاغر ما هو الا بداية لمرحلة جديده يكون فيها علي بن ابي طالب اماما وخليفه على المسلمين". وأكد ممثل سلطان البهرة في كلمته: "ان من دواعي اعتزازي ان اشارك في هذا المهرجان في رحاب مرقد يعسوب الدين قائد الغر المحجلين مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، مشددا بقوله "ان لمن السعادة أن يحتضن هذا الحفل الكريم صفوة ونخبة من أهل العلم الفضلاء بالرغم من لغاتنا المختلفة وبلادنا المتباعدة ومذاهبنا المتعددة أصبح مثلنا كالبستان الذي تنبت فيه أشجار متعددة". وعبر ممثل الوفد الروسي البروفيسور نيكول مارس عن عميق اعتزازه بالحضور والمشاركة في هذا المحفل، مشيرا بقوله ان كبار الأدباء والشعراء والفلاسفة من المسيحيين قد كتبوا عن الغدير وحق الامام علي منهم بولص سلامة وجورج جرداق صاحب صوت العدالة الإنسانية، مؤكدا بأن هؤلاء المسيحيين قد تفهموا حقيقة الامام علي اكثر بكثير من بعض علماء المسلمين". فيما أشارت رئيس الوفد الاسباني السيدة ماريا مارتينيز، انها قدمت من أقصى الغرب للتشرف بالحضور في صحن الإمام في وسط هذا الجمهور الذي لا يخطر على بالي وأكون في رحاب المرقد العلوي وبين أهالي هذه المدينة العلمية المقدسة. وأضافت مارتينيز، بقولها: "هناك حديث نقل عن ابن عباس عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، يقول "أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها" (وهو حديث من عدة أحاديث صحيحة مسندة من المفترض إن يلتزم به جميع المسلمين بما أراده النبي لهذه الأمة بأكملها وليس لجزء محدد منها). وتابعت أن "للأسف الشديد الاحداث التي جرت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله، اختفت الكثير من هذه الحقائق ولم يبق الا القليل من الفئة الموالية وهذا القليل يكفي لإظهار شخصية ومكانة الإمام علي عليه السلام وعلى الرغم من مرور عقود من الزمن لكن بقية شخصية الإمام علي عليه السلام، لا تأخذ مكانها الحقيقي في الأمة الإسلامية، مشيرة بقولها إن "الإمام علي عليه السلام أثر على شعوري وأحاسيسي منذ عرفته ولحد الآن وسيبقى كذلك فهو الإلهام لي في كل لحظة من وجودي في كل مجالات الحياة". /2336/ 2926/