بعد يوم واحد من بلاغات رسمية بالمنع سمحت السلطات الحكومية يوم أمس الأحد لأبناء المذهب الزيدي بإقامة احتفالات ذكرى "يوم الغدير" في مختلف مناطق الجمهورية، فيما رفع علماء الزيدية في خطاباتهم الدعوات لجميع المذاهب والتيارات الدينية للانفتاح على بعضها البعض، والاعتراف بالآخر، ورص صفوف الأمة الإسلامية. فبعد الاحتفالات الخجولة التي شهدتها صعدة نهار يوم السبت، أحيت مديريات صعدة وضحيان والحمزات ونشور ورازح من محافظة صعدة- مركز الزيدية- مساء أمس الأحد احتفالات شعبية موسعة بالمناسبة، في نفس الوقت الذي أقيم بعد صلاة المغرب في جامع "النهرين" بمنطقة "السايلة" بصنعاء القديمة حفلاً بالمناسبة شارك فيه نخبة من العلماء وجموع غفيرة من المواطنين. وفي الحفل الخطابي الذي أقيم بجامع النهرين بصنعاء ألقى العلامة عبد الله بن حسين الديلمي كلمة تطرق فيها إلى الأحاديث التي خصت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، كما أشار إلى أن ذكر علي لا يعني كراهية غيره من الصحابة، كما لا يصح لنصراني أن ينكر تخصيص النبي محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" بالذكر في الصلاة والأذان ونحو ذلك وأن يجعل معناه إنكار فضل عيسى وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين. وأشار العلامة الديلمي إلى أن جعل بعض الممارسات لبعض أفراد المسلمين لا يصح نسبته إلى الإسلام وإلى سائر المسلمين، وكذلك لا يصح تعميم الممارسات أو الأفكار التي يتبناها بعض من يحب الإمام علياً (ع)، ويحب الحسين (ع) ويقيم مثل هذه المناسبات على جميع من هو على هذا الخط، وأن فكر ومذهب الإمام زيدٍ عليه السلام لا يتناول مثل تلك الممارسات الخاطئة. من جهته تحدث العلامة محمد مفتاح عن مكانة الإمام علي (ع)، ومواقفه الجليلة في الذب عن حوزة الدين والدفاع عن رسول الإسلام "صلى الله عليه وآله وسلم"، كما تناول في كلمته نقاطاً متعددة ووجه رسائل هامة، فتحدث عن منع الناس من إحياء المناسبات الدينية وقال: إن ذلك يضطر الناس إلى سلوك العمل السري وذلك أمر غير جيد، ودعى الدولة إلى منح الناس حريتهم الطبيعية كما تمنح للكثير من أبواق التكفير والتضليل، وقال: هناك مذاهب وتيارات دينية معروفة في اليمن اليوم وعلى الجميع أن يعترف بالآخر وأن ينفتح عليه. كما تطرق العلامة مفتاح في كلمته إلى وضع الأمة الإسلامية والظرف الخطير الذي تمر به، وقال إن أمريكا أرادت أن تخلق فتنة في الأراضي المقدسة بمنى بين الحجاج بإعدام صدام حسين في يوم العيد، لكن مخططها الرهيب فشل، وعلى الأمة أن تتقبل حادثة إعدام صدام كأي فرد فالأمة كلها تعدم، ولا ينبغي أن يستفز الناس إلى مزيد من القتل الطائفي بسبب قتل فرد واحد بغض النظر عن كونه صالحاً أو غير صالح. واختتم الحفل بالصلوات الإبراهيمية ووزعت فيه بعض الكتيبات التي تتحدث عن ذكرى الغدير ومشروعية الاحتفال بها ومناقب أمير المؤمنين علي (ع). وكان "الاشتراكي نت" أكد أن أجواء مدينة صعدة ومديرياتها المختلفة تحولت في الساعة السابعة من مساء أمس السبت, إلى كتلة نارية ملتهبة بسبب كثافة الرصاص والألعاب النارية و"التنصيرات" على سطوح الجبال والمنازل احتفالا بمناسبة "الغدير" الذي يصادف موعده اليوم "الثامن عشر من ذي الحجة"، وهو الاحتفال الذي حصل أيضا في معظم مديريات محافظة الجوف، وبعض مديريات محافظتي حجةوعمران ولكن بصورة اقل. وفيما أكد مواطنون في مديرية ريدة بمحافظة عمران أن احتفال أبناء المديرية والمديريات المجاورة بالمناسبة سيجري صباح الاثنين وان الأعداد والتحضير للاحتفال يجري منذ أمس السبت، أشارت تقارير أخرى أن المئات من المواطنين خرجوا صباح السبت من قراهم إلى مناطق خارج العمران في كل من حجة وحرف سفيان وخولان وغيرها، حيث أطلقوا الرصاص في الجو وعبروا عن فرحتهم بالمناسبة برقصات البرع والزامل والمسرحيات الشعبية وإلقاء القصائد الشعبية. للتعرف على موروث صعدة في عيد الغدير .. انقر هنا ..