عجيب أمر مجلس وزراء حكومة صنعاء.. يترك كل أمور البلد، ويهتم بمتابعة ومباركة جهود الجيش وحملته في غيل باوزير.. وهي بمثابة ضوء أخضر قوي، وتفويض على بياض، للعبث بأمن الغيل.. حيث أن جيش صنعاء لم يستطع توفير الأمن لنفسه.. وحماية مقر قيادة المنطقة العسكرية بالمكلا فكيف يحمي أمن الناس.. وهو جيش مقسم بين العوائل والقبائل.. وحيث أن الجيش الممثل بقائد الحملة في غيل باوزير يوجه بيان للناس مكتوب ومنشور على الانترنت، قرأته عصر اليوم (الجمعة) الأول من نوفمبر.. يطالب فيه الناس بالابتعاد عن الأماكن التي تتواجد فيها العناصر الارهابية، ويؤكد عليهم عدم ايواء العناصر الارهابية والابلاغ عنها.. هكذا بكل بساطة.. فهذا يعني أن أي موقع ممكن أن يضرب تحت هذا المبرر!! إن هذا مؤشر خطير على نية لإلحاق الأذى بالناس وممتلكاتهم تحت هذا المبرر.. فلغة البيان حمالة أوجه؟؟ فهل يطلب هذا القائد الموفد من النظام الفاشل ومجلس وزرائه العاجز، ورئيس وزرائه التي يجيد الاستناد على الآخرين فسندوه.. أن يتفرغ الناس للإبلاغ عن العناصر الارهابية؟؟ طيب ومن هم هؤلاء ياسيادة قائد الحملة العبقري؟؟ إذا كنت تعرفهم، فالأولى أن تقبض عليهم؟ وإن كنت تخبط خبط عشواء، فالناس ليسوا جهة أمن للقيام بهذه المهمة.. لقد قام الجيش بحملة في غيل باوزير في يوم الاربعاء 5 يونيو2013، هنأهم على نجاحها رئيس الجمهورية.. لكنهم بعد 5 أشهر فقط، يعودون للقيام بحملة أخرى لنفس السبب، وهو محاربة العناصر الارهابية؟؟ طيب وأين نتيجة الحملة الأولى؟؟ وكأنك على موعد مع فيلم هندي يعاد بناءً على طلب الجمهور، يتجدد الأمر ، والعساكر ينتشرون ويتوعدون، ويتحركون شاهرين أسلحتهم، كأنهم في معركة مع أهل الغيل وليس مع عناصر مفترض أنهم يبحثون عنها؟؟ لقد سبق وأبلغنا المحافظ الأخ العزيز خالد الديني وقائد المنطقة العسكرية اللواء محسن ناصر، نحن أعضاء اللجنة الأهلية بالغيل، حين التقينا بهما كل في مكتبه بعد تلك الضربة العسكرية في يونيو، أن الغيل بلد علم، ومنارة مدنية، وحالة حضاري راقية من حواضر حضرموت وستظل، ويجب أن تظل بعيداً عن تحركات الجيش.. وان يبتعد عن المدينة ولايقلق سكينتها بجنوده وغطرستهم، وأعلنا ذلك للملأ في بيان منشور في الصحف.. وقد وعدونا بذلك.. مع تأكيدهم على احتفاظهم بحقهم في متابعة من يرون أنه ارهابي (من وجهة نظرهم) بالطرق التي لاتحرق الحرث والنسل..ولاتروع الآمنين.. لكن أصوات المقذوفات تخرق سكون الليل.. والمركبات العسكرية بأشكالها المتعدة تسرح وتمرح جيئة وذهاباً في المدينة!! أني أخاطب المحافظ وقائد المنطقة- بصفتي الشخصية لا بصفة رئيس اللجنة الأهلية- وأجدد التذكير بتلك الوعود؟ وأذكرهم أن جيش مصر مثلاً، حين أراد اعتقال قيادات جماعة (الإخوان) جاء بهم واحداً واحداً من مخابئهم (بغض النظر عن قانونية او عدم قانونية ذلك) لكنه جيش دولة حين أراد.. له مصادر معلوماته.. أما تكرار ماتقومون به فهو حطابة الليل بعينها.. نسأل الله أن يحمي أهلنا.. وادعوا الله مخلصين يجنبكم البلاء أهلنا.. مساء الجمعة 1 نوفمبر 2013 عن صفحة الكاتب على الفيسبوك