صعد منتخب السويد إلى نصف نهائي مونديال الناشئين بعد أن قلب تأخره بهدف إلى فوز 2-1 على منافسه منتخب هندوراس في المباراة التي جرت بينهما أمس على ملعب استاد خليفة بن زايد بنادي العين ضمن دور الثمانية. وسجل المهاجم الخطير بيرشيا هدفاً رائعاً بكعب قدمه ليمنح منتخب بلاده الأفضلية ( ق 74) ويقوده إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق بالتواجد مع الأربعة الكبار في أول مشاركة له بتاريخه. وكان منتخب هندوراس أنهى الشوط الأول بتقدمه بهدف السبق عن طريق اللاعب فيلاسكويز (ق 37)، قبل أن يدرك اللاعب راكيب التعادل للسويد ( ق 68) ورجح زميله كفة أحفاد الفايكنغ بعدها بست دقائق. دخل المنتخبان إلى أرضية ملعب المباراة بأحلام عريضة، حيث تطلع كلاهما لدخول التاريخ من أوسع أبوابه بالوصول إلى نصف نهائي المسابقة العالمية البارزة، خصوصاً المنتخب السويدي الذي يشارك لأول مرة بتاريخه في نهائيات كأس العالم للفئات العمرية.. وهو يعد وصوله إلى هذه المرحلة بمثابة إنجاز عظيم حسب تصريحات مدربه رولاند لارسون الذي أكد قبل المباراة أن لا شيء لديهم ليخسروه بعد تحقيقهم لهذا النجاح الكبير ببلوغ دور الثمانية في البطولة التي يخوضون غمارها للمرة الأولى، وبالتالي سيدخلون اللقاء بأعصاب هادئة، وعلى العكس تماماً جاءت تصريحات مدرب المنتخب الهندوراسي الذي أكد أن طموحهم يتجاوز دور الثمانية بالوصول إلى النهائي، وسيقاتلون لتحقيق هذه التطلعات. حذر وترقب وبحذر من الجانبين بدأت المباراة حيث سعى كل طرف لجس نبض خصمه للتعرف على مكامن الضعف وإيجاد ثغرات ينفذ من خلالها إلى منطقته، تمضي المباراة هادئة دون أن تشهد حدثاً يذكر سوى ركلة ركنية لم يستفد منها السويديون بعد مرور ربع الساعة. ومع مرور الوقت دخل المنتخب الهندوراسي في أجواء المباراة، وبالمقابل قام السويديون بمحاولات جادة عبر الهجمات المرتدة السريعة لكن دون خطورة تذكر لتستمر الأمور سلبية إلى حد ما داخل ملعب المباراة. وشهدت الدقيقة 25 أخطر فرص المباراة لصالح السويد عندما تطاول المهاجم الخطير إينجفال لكرة عرضية من ركلة زاوية وحولها بقوة في المرمى لترتطم بباطن العارضة. هندوراس تتقدم وتبادل الفريقان الأدوار حيث أصبح منتخب السويد الأجرأ في المحاولات الهجومية والأكثر استحواذاً للكرة، فيما بدا المنتخب الهندوراسي متراجعاً إلى منطقته، ما ساعد أحفاد الفايكنغ في صنع بعض الخطورة على مرمى خصومهم، لكن منتخب أميركا الوسطى فاجأ أحفاد الفايكنغ بهجمة مرتدة خاطفة بعد انطلاقة سريعة للاعب الخطير فيلاسكويز الذي قام بمجهود فردي خارق رواغ بموجبه أكثر من مدافع سويدي قبل أن يسدد الكرة في أقصى الزاوية اليمنى للمرمى مانحاً منتخب هندوراس هدف التقدم ( ق 37). وعزز الهدف من معنويات لاعبي المنتخب الهندوراسي الذين تناقلوا الكرة مع بعضهم في حيوية، لينتهي الشوط الأول بتقدم منتخب هندوراس بهدف دون رد. تعليمات الثاني ويبدو أن تعليمات المدرب لارسون في غرفة الملابس كانت صارمة للاعبيه بضرورة الهجوم لتعديل النتيجة، ما يفسر المحاولات العديدة للمنتخب السويدي للاقتراب من مرمى خصمه مع بداية الشوط الثاني، غير أن الدفاع الهندوراسي تعامل بصرامة ويقظة مع مخطط أحفاد الفايكنغ الذين بدوا متهورين إلى حد كبير في التعامل مع الفرص التي أتيحت لهم خلال الدقائق العشر الأولى من هذا الشوط لتبقى النتيجة على ما هي عليه بتقدم منتخب الهندوراس بهدف وحيد. وشدد منتخب السويد من الضغط على خصمه الهندوراسي ما أجبر لاعبي الأخير على الوقوع في أخطاء خطيرة كاد أحدها أن يكلفهم غاليا عندما استغل اللاعب اينجفال تساهل الدفاع في إخراج الكرة من منطقته لينقض عليها ويسددها قوية فوق العارضة مهدراً فرصة محققة لأحفاد الفايكنغ ( ق 64). تعادل سويدي وكاد المتألق أليجريا أن يعزز تقدم منتخب الهندوراس بالهدف الثاني، غير أن تسديدته القوية مرت إلى جوار القائم الأيسر للمرمى السويدي بقليل ( ق 67)، وبالمقابل وبعدها بدقيقة واحدة فقط تحين أحفاد الفايكنغ فرصة هجمة مرتدة سريعة انتهت عند اللاعب راكيب الذي خدع الدفاع الهندوراسي بتمويهة رائعة قبل أن يسدد الكرة بهدوء في المرمى مدركاً هدف التعادل لمنتخب شمال أوروبا، لتصبح النتيجة 1-1 بحلول الدقيقة ( 68). وبعدها بست دقائق فقط من هدفهم التعادلي عاد أحفاد الفايكنغ ليؤكدوا أفضليتهم بتسجيلهم الهدف الثاني عن طريق لاعبهم المزعج بيرشيا الذي استفاد من كرة عرضية أرضية وحولها (بكعب) قدمه في المرمى كهدف ثانٍ للسويد (ق 74). وتعددت محاولات الهندوراس لتعديل النتيجة، حيث قاموا بمحاولات خطيرة عن طريق مهاجمهم الخطير فيلاسكويز لكن السويديين حرصوا بشدة على إبقاء الأمور على ما هي عليه، فيما عمدوا بالجانب الآخر على تفعيل الهجمات المرتدة السريعة عبر إرسال الكرات الطويلة لمهاجميهم، ولكن الهندوراس فطنوا للأمر وأفشلوا المحاولات في حينها لتنتهي المباراة بفوز السويد بهدفين مقابل هدف. لارسون: فخور بالعمل العظيم الذى قام به اللاعبون أعرب مدرب المنتخب السويدي رولاند لارسون عن بالغ سعادته وفخره بتأهل منتخب بلاده إلى نصف نهائي مونديال الناشئين، بعد الفوز الذي حققه أمس على منتخب هندوراس بهدفين مقابل هدف، وقال خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة، أن فريقه لعب في الشوط الأول بطريقة غير جيدة وظهر الارتباك والخوف من الهجمات المرتدة السريعة من المنافس.. ولكنهم عادوا في الشوط الثاني بقوة أكبر واستطاعوا أن يحققوا التعادل ويرجحوا كفتهم وهذا أمر يدعو للغبطة من أجل هؤلاء اللاعبين الصغار الذين يتميزون بهذه العقلية التي تقبل الاستسلام ولذلك أنا أشعر بالفخر بعد العمل العظيم الذي قاموا به في ميدان المواجهة. وامتدح لارسون جهود لاعبيه في الملعب وقتالهم المستمر حتى وصلوا إلى هذه المرحلة المتقدمة من البطولة العالمية في أول مشاركة لهم في تاريخهم، وقال إنه بعد هذا النجاح العظيم الذي حققه المنتخب السويدي الناشىء فقد أصبحوا يفكرون جديا في العودة إلى السويد لتكوين فريق جديد تحت 17 سنة حتى يشاركوا به في المونديال المقبل. وعن التبديلات الناجحة التي أجراها المدرب وأثمرت عن أفضلية المنتخب السويدي بعد أن صنع أحد البديلين اللذين دفع بهما في الشوط الثاني الهدف الثاني، قال لارسون: لديه بشعور رائع لأن أحد البدلاء ساهم بفعالية في صناعة الفوز وأضاف: أنها ليست المرة الأولى يحصل فيها مثل هذا الأمر فقد سبق وأن ساهم بدلاؤه في مباراتهم أمام العراق في صناعة الفوز والتفوق وهذا بالطبع أمر جيد لأي مدرب. حسرة الخروج بدروه عبر خوسيه فالاداريس مدرب منتخب هندوراس عن حسرته للنتيجة التى انتهت عليها مباراة منتخبه أمام السويد أمس بملعب خليفة بن زايد بالعين وقادت لخروج المنتخب الهندوراسي من دور الثمانية بعد خسارته 1-2 . ولفت المدرب الهندوراسي إلى أن اللاعبين عقب نهاية مشاركتهم في المونديال سيعودون إلى أنديتهم ولكن قبل ذلك يتمني أن يقضوا أوقاتاً سعيدة مع عائلاتهم في أعياد الكرسيماس بعد هذه الرحلة الطويلة التي قاموا بها، ونحن نتمنى لهم التوفيق في مشوارهم المقبل. وقال : بالرغم من أننا غير سعداء لما آلت إليه الأمور في النهاية ولكننا فخورون بهؤلاء اللاعبين الصغار الذين قدموا عملاً جيداً في الملعب وقبلها في البطولة.. حيث تجاسروا وتابعوا مسيرتهم حتى هذه المرحلة، وحق علي أن أشكرهم على جهودهم، فقد قدموا أنفسهم بصورة مميزة خلال المباريات السابقة وحتى في مباراتهم أمام السويد، لكنهم لم يوفقوا في إنهاء المواجهة لصالحهم وهذه أمور تحدث دائما في كرة القدم، فإذا كان هناك فائز فلابد من وجود خاسر، وعلينا أن نهنىء المنتخب السويدي. 27 سدد منتخبا السويد وهندوراس خلال مباراتهما أمس 27 تسديدة منها 16 للأول و11 للثاني، فيما سدد المنتخب السويدي نحو مرمى خصمه 8 مرات، مقابل 6 لهندوراس، وبلغت الأخطاء المرتكبة من الجانبين 31 خطأ منها 22 ضد السويد و9 لهندوراس، في حين كسب منتخب الفايكنغ 10 ركلات ركنية دون أن يكسب خصمه أي ركلة، ورفع حكم المباراة البطاقة الصفراء 4 مرات وجميعها ضد لاعبي المنتخب السويدي.. وفي العموم دانت أفضلية السيطرة الميدانية لأبناء المدرب رولاند لارسون بنسبة 54% مقابل 46% لهندوراس، وهي نسبة تعبر تماماً عما آلت إليها النتيجة النهائية للمباراة التي انتهت بفوز أحفاد الفايكنغ بهدفين مقابل هدف وتأهلهم بالتالي إلى نصف نهائي المونديال.