سئل الشيخ القبلي صادق بن عبدالله الأحمر قبل فترة عن شكل الدولة اليمنية القادمة,فأجاب بلهجته العامية المتعصبة لا فدرالية ولاكنفدرالية مابلا إلا دولة على ما هي عليه يعني دولة قبلية على (مبنى الشيبة),لم يأخذ الكثيرين كلام الشيخ صادق محمل الجد عندما كان حديثة يملأ شاشة التلفاز فكاهة وتعجبا في رده على ذلك السؤال,واليوم أجمع ساسة وزعماء القبائل في الشمال على تنبؤ شيخهم البائس بشكل الدولة القادمة حيث صرح مسئولي أحزاب يمنية ومشايخ قبائل اليمن بأن الدولة القادمة لن يتغير جوهرها ومضمونها وأن تغير أسمها وعدد أقاليمها أو ولاياتها. الكل في الشمال ابتداء من بائع القات إلى الجامعي المثقف والسياسي المحنك والقبيلي المتعصب يرفضون فدرالية الدولة القادمة وخصوصا عندما يتم الحديث عن إقليمين شمالي وجنوبي ويرون بأم أعينهم أن في ذلك طريق موصل للانفصال,والأمر ليس كذلك بل أن ذلك سيؤدي إلى انفصال وفقدان مصالحهم الخاصة التي كنزوها منذ زمن بعيد من ثروات وخيرات الجنوب على مدى ما يزيد عن عشرين عام من اجتياح الجنوب في صيف 94م . مع مرور الوقت يبدو أن خيار دولة من إقليمين قد بدأ يضمحل ويتلاشي تدريجيا وذلك بسبب مواقف قوى سياسية وقبلية شمالية مهيمنة وذات نفوذ واسع في مؤتمر الحوار وكذلك بسبب انشقاق واختلاف الجنوبيين الذين لم يتفقوا على الصمود والثبات عند هذا الهدف إلا قلة منهم ربما لن ترجح الكفة وخاصة عندما تتدخل لجنة التوفيق (لجنة المؤامرة) في الفصل في شكل الدولة! لقد صرح أحد مسؤلي الأحزاب اليمنية في مؤتمر حوار صنعاء بأن خيار الفدرالية من إقليمين قد تم استبعاده فعلا ولم يتبق غير خيارين فقط هما: خيار خمسة أقاليم أو خيار الولايات بنفس عدد المحافظات الحالية. الولايات بحكم محلي واسع الصلاحيات , هكذا صرح ذلك المسئول اليمني, خبر ليس بالجديد فقد سمعناها مرارا من قبل مسؤلي النظام اليمني المخلوع إلا أن الاختلاف في التغيير من أسم محافظة إلى اسم ولاية على قول المثل (ديمه قلبنا بابها), لم يجرؤ ذلك المسئول على الإشارة بأن الحكم ينبغي أن يكون حكم محلي كامل الصلاحيات لأنه يدرك وغيره أن في ذلك ضياع للمصلحة الخاصة التي يحرسونها ليل ونهار وهم مستعدون للدفاع عنها بأرواحهم ودمائهم لأنها أي (المصلحة الخاصة) هي الخط الحمر الذي لا يجب تجاوزه وإلا تعرضت وحدة البلاد والعباد للخراب والدمار من وجهة نظر أخوتنا في الجمهورية العربية اليمنية. إذن شكل الدولة القادمة لن يكون بعيد عن الدولة في صيغتها الحالية وانما سيكون هذا المؤتمر هو ضحك على ذقن الشعب ورعاة المبادرة الخليجية وخاصة أذا ما تم تغيير شكلي في أسم الدولة للإيحاء بان طابعها فدرالي في صيغة ولايات يمنية متحدة وباطنها مركزي في الصيغة الحالية للجمهورية اليمنية.