وجّه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أمس، رسالة إلى عبدالسلام ديالو رئيس لجنة الأممالمتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، جاء فيها: "يطيب لي باسم حكومة الإمارات العربية المتحدة وشعبها أن نعبر لشخصكم الكريم وأعضاء اللجنة الموقرين عن بالغ شكرنا وتقديرنا على مواقفكم وجهودكم النبيلة الخيّرة التي تبذلونها من أجل تعزيز دعم المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية وكشف المعاناة التي يعيشها أبناء شعبها من جراء تواصل سياسات الاحتلال والعدوان "الإسرائيلي" عليه . يأتي احتفالنا العالمي بالتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام في مرحلة حرجه للغاية تقف فيها القضية الفلسطينية أمام مفترق طرق نظراً لاستمرار الطريق المسدود أمام محادثات السلام الفلسطينية "الإسرائيلية" من جهة، وتأخر الأممالمتحدة حتى الآن في الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني، من جهة أخرى، بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية استناداً لقراراتها ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 181 للعام 1947 . إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ يقلقنا ما توصلت إليه القضية الفلسطينية إلى هذه النتائج المؤسفة والمخيبة للآمال، ليس لأبناء الشعب الفلسطيني فحسب، وإنما أيضاً لكافة دول وشعوب المنطقة وغيرها من الشعوب المحبة للسلام، نحمّل الجانب "الإسرائيلي" مسؤولية هذا الفشل الدولي الذريع في حل القضية الفلسطينية وجوانبها المتعددة، ولاسيما في وقت لاتزال تواصل فيه سلطاته العسكرية حملتها الاستيطانية التوسعية وعدوانها في الأراضي الفلسطينية، بما فيها مدينة القدس الشريف . إن دولة الإمارات العربية المتحدة تستنكر وتدين بشدة جميع هذه السياسات "الإسرائيلية" الخطرة التي شكلت عائقاً رئيساً أمام عملية السلام، بل وامتداداً لمخططها التوسعي الاستراتيجي الهادف إلى فرض واقع التغيير الديموغرافي والسياسي والقانوني في الأراضي الفلسطينية ورسم حدود الدولة "الإسرائيلية" بالمنطقة على حساب الحدود المشروعة للدولة الفلسطينية قبل استئنافها لمفاوضات الحل النهائي . كما نحمّل الأممالمتحدة والدول الأعضاء في اللجنة الرباعية مسؤولية استمرار هذا التمادي "الإسرائيلي" في احتلاله واعتدائه على أبناء الشعب الفلسطيني، وندعوها اليوم وأكثر من أي وقت مضى، إلى اتخاذ كافة التدابير الفاعلة والعاجلة الكفيلة بحماية حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في وطنه وأرضه التي يأتي في مقدمتها اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطين على حدود يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لضمان تحميل الحكومة "الإسرائيلية" بوصفها سلطة الاحتلال لكامل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية والسياسية تجاه الشعب الفلسطيني، استناداً إلى ميثاق الأممالمتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والتزاماتها الأخرى المنصوصة في أحكام القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة . ونطالب في هذا السياق أيضاً، المجتمع الدولي واللجنة الرباعية باتخاذ مواقف دولية جادة تدعم حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ورفع الظلم التاريخي الواقع عليه وتحقيق الإنصاف لقضيته العادلة، وهو الأمر الذي يتطلب بذل المزيد من الضغوط السياسية الدولية الحقيقية على "إسرائيل" لحملها على وقف حملة استيطانها غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية، وتفكيك القائم من المستوطنات ووقف اعتداءاتها ورفع حصارها اللاإنساني المجحف عن قطاع غزة، والإفراج العاجل عن آلاف المعتقلين الفلسطينيين ووقف انتهاكاتها للمقدسات الإسلامية والمسيحية وأعمال تهويد القدس لضمان توفير الأجواء المناسبة لاستئناف مفاوضات السلام، استناداً إلى منهجية رؤية "حل الدولتين" التي نصت عليها خريطة الطريق، ونؤكد على أن التسوية العادلة والشاملة والدائمة للقضية الفلسطينية والحالة في الشرق الأوسط لن تتحقق من دون المساءلة القانونية "لإسرائيل" عن عدوانها وأعمالها غير القانونية وتحقيق انسحابها الكامل من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية التي تحتلها منذ عام ،1967 بما فيها مدينة القدس الشرقية والجولان السوري والأراضي اللبنانية وفقاً لمبادرة السلام العربية . وختاماً، إنني إذ أجدد باسم حكومة وشعب الإمارات العربية المتحدة تأييدنا ومساندتنا لمسيرة الكفاح العادلة والمشرفة التى حققها، ومازال يلتزم بها أشقاؤنا من أبناء الشعب الفلسطيني إلى حين نيلهم لحريتهم واستقلالهم وحقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة فوق تراب وطنهم فلسطين وعاصمته القدس الشرقية، نحث المجتمع الدولي، وبالخصوص الدول والمؤسسات الاقتصادية المانحة، على تعزيز أوجه الدعم والمساعدات السياسية والإنمائية والاقتصادية التي يقدمها لأبناء الشعب الفلسطيني ولسلطته الوطنية من أجل تمكينه من نيل الحرية والاستقلال والعيش الكريم في ربوع وطنه متمتعاً بالسيادة والاستقلال أسوة بشعوب العالم كافة . خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة (وام)