الاستشارة عين الهداية وهي أمر محبذ بل هي من عزائم الأحكام وقواعد هذا الدين الحنيف- يقول سيدنا على بن أبي طالب رضي الله عنه- وقد خاطر من استغنى برأيه، والتدبر قبل العمل يؤمنك من الندم، والمولى عز وجل أمر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمشورة حتى يستظهر برأي أصحابه حتى يعرف صواب الأمر بما يشيرون عليه من اجتهاد قال تعالى (وشاورهم في الأمر) وهذا مع كمال رأي المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولكن لأهمية مبدأ المشاورة. لكن لابد أن يكون المستشار لديه صفات أخلاقية مثل الأمانة والصدق لذلك لابد أن يكون عادلا فيما يقول لأنه يدرك أنه كما تدين تدان.. لذلك روي عن سليمان بن داوود أنه قال لابنه يا بني لا تقطع أمرا حتى تشاور مرشدا فإنك إذا فعلت ذلك لم تندم- فهنا كلمة "مرشد" لها معان كثيرة ودلالات بأن يأتي تحتها صفات عديدة لابد أن تكون متوفرة في المستشار، ومن أهم الصفات التي لابد أن تتوفر في المستشار أن يكون أمينا فيما يقول وينقل ما يرضي ضميره وقبل ذلك رضى المولى لأن من يتم استشارته قد ينقل ما يوافق هوى في نفسه وبهذا تكون استشارته كاذبة ظالمة ونحن نعرف عاقبة الكذب والظلم.. وهناك عبارة من أجمل ما قرأت عن الظلم.. تقول العبارة دعوة المظلوم كالرصاصة الخارقة تسافر في سماء الأيام بقوة لتستقر بإذن ربها في أغلى وأعز ما يملك الظالم.. وبهذا فإن الاستشارة لابد أن توجه للرجل الأمين الصادق الذي يكون من أهل الدين والنسك ثم الذين يستشيرون لابد أن يكونوا عقلاء ويختارون من يريدون استشارتهم بتمعن.. ألم تمر عليهم مقولة الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. فيما نسب إليه- لست بالخب ولا الخب يخدعني، وكلمة الخب هي الرجل الخداع الذي يتظاهر بالصلاح فهل تجد خبا شجاعا ومن هذا المنطلق فإن اختيار من يستشار لابد أن لا يكون متزلفا متملقا وعلى من يريدون أن يستشيروا عليهم أن يختاروا بنظرة فاحصة ثم ماهي الفائدة التي يجنيها المستشار عندما يخادع من يستشيره بغير الصدق هل يدرك ويعي بأن قانون البشر نستطيع أن نضحك عليه ونغشه أما قانون السماء فلا نستطيع عموما لنرَ صور مشاورات المصطفى صلى الله عليه وسلم لأصحابه، فقد كان عليه الصلاة والسلام يكثر من مشاورة أصحابه في كثير من القضايا في الحرب والسلم وهو طبق مبدأ المشاورة تطبيقا عمليا ما أحوجنا أن نتعلم منها.. ومن هذه الصور- في غزوة الأحزاب- علم النبي صلى الله عليه وسلم - إن قريش وحلفاءها وقبائل غطفان قد خرجت صوب المدينة تريد غزوها فعقد النبي صلى الله عليه وسلم مجلساً استشاريا شاور فيه أصحابه حول خطة الدفاع التي يدفعون بها هذه الجيوش.. فأشار سلمان الفارسي رضي الله عنه بحفر خندق للحيلولة دون دخول تلك الأحزاب إلى المدينة فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الرأي وهذه المشورة. ومن الصور أيضا- عندما علم صلى الله عليه وسلم أن قريشا قد جاءت لحربه ووصلت إلى مشارف المدينة، فاستشار أصحابه- وكان رأيه- الدفاع في المدينة عن المدينة- ولكن أغلبية المسلمين وخاصة من فاتهم القتال في بدر- أرادوا الخروج إلى أحد ومنازلة المشركين هناك فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على رأي الأغلبية وقرر مغادرة المدينة والخروج إلى أحد فكانت موقعة أحد، وفي غزوة تبوك وصل النبي صلى الله عليه وسلم إليها وأقام بها عشرين ليلة ولم يلحق جيش الروم، فاستشار من معه من المسلمين في التقدم شمالا من تبوك، فأشار سيدنا عمر بن الخطاب بعدم التقدم لإمكان الاصطدام بحشود الروم وأن دُنو النبي إلى المكان الذي وصل إليه قد حصل المقصود من إفزاع الروم فقبل النبي صلى الله عليه وسلم مشورة سيدنا عمر. رسالة: مقال رائع للأستاذ فهد بن جليد بجريدة الجزيرة الخميس 3 محرم 1435ه حمل عنوان "أين كاميرات المراقبة في الشاحنات" يتحدث فيه عن المنشغلين بهواتفهم وما تحويه من رسائل وصور أثناء القيادة هذا مشغول برسائل نصية بسبب مقطع "واتس أب" وآخر في جدال فكري عميق مع بعض متابعيه على تويتر، نعم أستاذ فهد نحتاج كاميرات مراقبة على الطرق لمتابعة هؤلاء بد لا من تركيب كاميرات داخل المنازل وغيرها، فالحوادث أخذت الغالي والنفيس. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (54) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain