دعا رجل أعمال مهتم بتطوير الموارد البشرية إلى وضع حد أدنى للأجور في القطاع الخاص، وإعادة تأهيل الخريجين العاطلين أكاديميًا لمواكبة سوق العمل كأحد السبل لمواجهة أزمة البطالة في ظل وجود 7 ملايين وافد يعملون في البلاد بينهم مليونان يعملون في أعمال إدارية. وقدم سعيد بن عثمان بن صقر مشروعًا أطلق عليه اسم «سواعد» لحل مشكلة البطالة وثغرات سوق العمل.. وقدم عددًا من المقترحات لمواجهة الأزمة من بينها استحداث هيئة مستقلة للموارد البشرية السعودية ينتسب إليها السعوديون العاملون بالقطاع الخاص مقابل رسم سنوي تعمل على حماية حقوقهم، والعمل على إلغاء عناصر ومميزات تفضيل المورد البشري السعودي العمل بالقطاع الحكومي المدني من خلال توحيد أساسيات عقد عمل السعودي بالقطاعين الحكومي المدني والخاص وتحديدا ما يخص التعيين والتقييم والصرف من العمل والميزات التقاعدية. كما طالب بوضع ميزات خاصة للطلبة الملتحقين بالكليات ذات التخصصات المطلوبة في سوق العمل كتخفيض نسبة القبول ومضاعفة المكافأة الجامعية مقابل إلغاء المكافأة الجامعية بالكليات ذات التخصصات المتشبع منها سوق العمل، وإعادة توجيه الطلبة حديثي الالتحاق بالجامعات تجاه التخصصات المطلوبة بسوق العمل بعد تطوير المناهج الخاصة بتلك التخصصات وشرح أبعاد المشكلة وآثارها السلبية. وفيما يلي نص الحوار: * هل تحدثنا باختصار عن مشروع «سواعد»؟ ** «سواعد» فكرة مشروع تطّوعي مستقّل أو هيئة حكومية مستقلة يعمل على إعادة تأهيل الخريّجين والخرّيجات الجامعييّن العاطلين عن العمل أكاديميًا وتطبيقيًا والعمل على توظيفهم دون تحميل الدولة أي أعباء مالية من خلال تأسيس مركز أو مؤسسة خاصة أو هيئة حكومية مستقلة عن أي منظومة وزارية «سواعد» تهدف إلى المساهمة في حل أزمة بطالة الخريجين الجامعيين وتعمل على تنظيم إعادة تأهيلهم أكاديميًا وتطبيقيًا وإيجاد فرص العمل المناسب لهم وما يتفق مع تخصصاتهم وحاجة سوق العمل. * من وجهة نظرك.. ما أسباب مشكلة البطالة كما تراها «سواعد»؟ ** هناك عدة أسباب للبطالة منها: تكدّس وفائض في تخصّصات أكاديمية معيّنه، ونقص في تخصصات أكاديمية أخرى مطلوبة في سوق العمل، إلى جانب مشكلة حُسن أداء الموظف السعودي ومهنيّته، وثقة صاحب العمل في مستوى أداء الموظف السعودي، بالإضافة إلى أفضلية العمل في القطاع الحكومي، وكذلك عدم وجود قانون يحدّد الحد الأدنى للأجور بالقطاع الخاص. وفيما يتعلق بالبطالة فهناك أكثر من مليون ونصف متقدّم ومتقدّمة من الخرّيجين الجامعيّين لبرنامج حافز. كما أن برنامج حافز يؤمن حلاّ مؤقتًا والمشكلة سوف تصبح أكبر حجمًا مع ازدياد أعداد الخريجين وأكثر خطورة، فيما لا يزال قطاع العمل الخاص يشكّك في قدرات الكوادر البشرية الوطنية والمشروع يعمل على تعزيز الثقة في الكادر البشري الوطني من خلال إعادة تأهيل المطلوب إعادة تأهيلهم أكاديميا وتدريبهم وتطوير ثقافة العمل واحترام مهنيّته في نفس الوقت قبل إرسالهم إلى سوق العمل.. كما أن أكثر من 7 ملايين مقيم أجنبي منهم على الأقل مليونان يعملون في أعمال إدارية. وجميع الأسباب المذكورة تجعل من التفكير في حل هو مطلب ومطلب عاجل يعمل على وضع حلول جذرية للمشكلة لا حلول مؤقتة ودوريّة.. إعادة التأهيل الأكاديمي * ذكرت في فكرة المشروع عبارة «إعادة التأهيل الأكاديمي».. كيف؟ ** المقصود بإعادة التأهيل الأكاديمي هو إرسال الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل للجامعات لمدة تتراوح بين فصلين إلى ثلاثة فصول دراسية كحد أقصى للحصول على بكالوريوس ثانٍ في تخصص آخر من نفس الكليّة، التي تخرّج الطالب منها وما يتناسب مع حاجة سوق العمل الفعلية والمقصود بنفس الكلية أي نفس تخصص الكليّة وليس المقصود بالكلية عينها بالجامعة نفسها. * وما الهدف المرجو من برنامج «سواعد»؟ ** تتمحور فلسفة هدف فكرة سواعد حول المقولة «لا تعطيني سمكة بل علمنّي كيف أصطاد» ويهدف البرنامج إلى تأهيل موارد بشرية سعودية تكون رمزًا للمهنيّة المحترفة، التي تقدّس العمل وتسخّر كل إمكانياتها لأقصى درجات الإنتاجية ومطلبًا في سوق العمل كقياسٍ للمورد البشري عالي التأهيل.. وتتلخص دورة مشروع برنامج سواعد للوصول للهدف المنشود في التالي: أولاً: العمل على إعادة تأهيل الخريجين الجامعين العاطلين عن العمل أكاديميًا.. ثانيًا: التدريب العملي أثناء التأهيل الأكاديمي للتناغم مع بيئة العمل.. ثالثًا: تطوير ثقافة العمل لدى منسوبي سواعد من خلال دورات موجهة وورش عمل وندوات متخصصة أثناء فترة إعادة التأهيل الأكاديمي والتدريب.. رابعًا: العمل على توظيف خريجي برنامج سواعد في قطاعات العمل الخاصة والحكومية المدنية والحكومية أو شبه الحكومية الربحية. حلول أزمة البطالة * وماذا يمكن أن يقدم البرنامج من حلول لمواجهة أزمة البطالة ؟ ** برنامج سواعد يطرح مجموعة من الحلول منها العاجل ومنها المجدول وحتى الإجراءات الوقائية والاحترازية، التي تعمل على الحد من مشكلة البطالة مستقبلًا بشكل كبير. الحلول العاجلة والفورية تتلخص في التالي: - البدء في إعادة تأهيل العاطلين عن العمل أكاديميًا لفترة تتراوح بين فصلين إلى ثلاثة فصول دراسية مكثفّة تزامنًا مع اختيار أو تطوير المناهج التعليمية المتخصصة والمطلوبة في سوق العمل والمتوافقة مع المناهج المتطورّة التي تؤمن مستوى أكاديميًا عاليًا.. برنامج إعادة التأهيل مجاني دون رسوم على منسوبي سواعد وتتكفل سواعد بدفع رسوم الجامعات المشاركة في إعادة التأهيل الأكاديمي ومراكز التدريب. - إيجاد فرص التدريب لمنسوبي سواعد أثناء فترة التأهيل الأكاديمي للتعود على بيئة العمل.. التدريب يتم في منشآت خاصة أو حكومية يتم تحفيزها لقبول المتدربين من خلال امتيازات خاصة أثناء فترة التدريب يمكن طرح أو التفكير في الكثير من هذه المحفزّات. - تطوير ثقافة العمل والمهنيّة لدى منسوبي سواعد أثناء التأهيل الأكاديمي من خلال ورش عمل وندوات ودورات موجهة ومكثفة هي شرط من شروط التأهيل ويقصد منها تحسين تعامل المنتسبين للبرنامج مع الوظيفة واحترام المهنيّة وأداها بحرفية وتحفيزه لتطوير قدراته الشخصية للوصول إلى أعلى درجات الوظيفة. - البدء في حصر فرص العمل المستقبلية المحتملة أثناء فترة تأهيل منسوبي سواعد الأكاديمي وجهات العمل لتأمين فرص العمل للمعاد تأهيلهم وتوظيفهم فور انتهاء برنامج إعادة التأهيل الأكاديمي والتطبيقي. أما الحلول العاجلة والفورية فلها أن تتزامن مع تدخلات حكومية تعمل على التالي: - سن قانون يحدد الحد الأدنى للأجور بالساعة بالقطاع الخاص بدءًا بالحد الأدنى التعليمي «ما دون الجامعي»، وهذا القانون يتيح الكثير من فرص العمل بنظام الوقت الجزئي للطلبة أثناء الدراسة. - الترخيص بقيام هيئة مستقلة للموارد البشرية السعودية أو يوكل ل»سواعد»، هذا الدور ينتسب إليها السعوديون العاملون بالقطاع الخاص مقابل رسم سنوي تعمل على حماية حقوقهم والاستثمار في مشروعات لصالح الموارد البشرية السعودية تسخر عائدات هذه الاستثمارات مستقبلا لتطوير الموارد البشرية الوطنية. - العمل على إلغاء عناصر ومميزات تفضيل المورد البشري السعودي العمل بالقطاع الحكومي المدني من خلال توحيد أساسيات عقد عمل السعودي بالقطاعين الحكومي المدني والخاص وتحديدا ما يخص التعيين والتقييم والصرف من العمل والميزات التقاعدية. * قد يتساءل البعض، كيف يمكن للجامعات وهيئات تدريسها استيعاب هذه الأعداد الكبيرة من الجامعيين العاطلين عن العمل المطلوب إعادة تأهيلهم؟! ** إعادة التأهيل الأكاديمي يتم من خلال مشاركة جامعات القطاع الحكومي والخاص بعد توحيد مناهج التخصصات المطلوبة ويمكن لمنسوبي برنامج سواعد تلقّي محاضراتهم بالانتظام الاعتيادي أو الانتساب المطور أو التعليم عن بعد في أي جامعة حتى يمكن استيعاب الأعداد الكبيرة من المنتسبين لبرنامج سواعد، كما أن للجامعات الاستعانة بجامعات أخرى في الدول المجاورة تقدم خدمة التعليم عن بعد في ظل توحيد المناهج التعليمية، كما يمكن إطلاق قنوات تلفزيونية تعليمية تُنقل عبرها المحاضرات لمنسوبي البرنامج، عدا تقنيات الإنترنت المتوفرة وتطبيقات الأجهزة الذكية. إن حصول الجامعات على أتعاب التأهيل الأكاديمي، التي يدفعها برنامج سواعد المقدرة بعشرات الملايين لكل جامعة وأحيانا مئات الملايين للجامعة من الجامعات الأكبر يتيح للجامعات توفير الكثير من الحلول لتنفيذ برنامج إعادة التأهيل في أقصر فترة ممكنة. الحلول المجدولة * ما تقدمونه تحت مسمى «الحلول المجدولة» هل تنهي أزمة البطالة؟ ** الهدف من الحلول المجدولة هو وقف مشكلة البطالة أو الحد من تفاقمها بشكل كبير، وبرنامج سواعد يرى أن ذلك يمكن من خلال التالي: - وضع ميزات خاصة للطلبة الملتحقين بالكليات ذات التخصصات المطلوبة في سوق العمل كتخفيض نسبة القبول ومضاعفة المكافأة الجامعية مقابل إلغاء المكافأة الجامعية بالكليات ذات التخصصات المتشبع منها سوق العمل. - إعادة توجيه الطلبة حديثي الالتحاق بالجامعات تجاه التخصصات المطلوبة بسوق العمل بعد تطوير المناهج الخاصة بتلك التخصصات وشرح أبعاد المشكلة وآثارها السلبية. - المناهج المستحدثة للتخصصات المطلوبة بسوق العمل يتم تعميمها على جميع الجامعات المشاركة في برنامج إعادة التأهيل الأكاديمي الحكومية والخاصة. إجراءات وقائية * وهل وضع برنامج «سواعد» إجراءات وقائية تساهم في الحد من المشكلة؟ ** يرى برنامج سواعد ضرورة القيام بالكثير من الإجراءات الوقائية، التي يفترض أن تساهم في الحد من تفاقم المشكلة مستقبلا وتتضمن التالي: - إطلاق يرنامج توعوي حكومي لطلبة المدارس الثانوية بالتعاون مع سواعد يوضح المشكلة وآثارها ويقدم التوصيات والتوجيه. - إطلاق برنامج توعوي إعلامي حكومي عام بالتعاون مع سواعد يوضح المشكلة والحلول والتوصيات. - إعادة هيكلة الكليات بالجامعات وإضافة ما يلزم من التخصصات المطلوبة في سوق العمل ومعالجة القصور في المناهج. - تنظيم ساعات عمل الأعمال التجارية وأعمال التجزئة وسن القوانين اللازمة، التي تساهم في خلق مجتمع أكثر تنظيما وتحد من ساعات العمل الطويلة ذات التأثير السلبي على فرص العمل وإنتاجية الموظف عدا كونها ساهمت في خلق مجتمعٍ جامحٍ «ارتبط بالسهر»، وكل ما علينا هو النظر للدول الواقعة على نفس خط العرض ذات نفس المناخ وكيف تبدو الأمور أكثر تنظيمًا. تمويل المشروع * وماذا عن تمويل فكرة المشروع؟ ** تمويل المشروع ذو شقين: الأول: مرحلة التأسيس والتشغيل والتسويق للبرنامج ما قبل بدأ برنامج سواعد يتم تمويلها من خلال الحصول على رعاة من شركات القطاع الخاص والشركات أو المؤسسات الحكومية الربحية ويتمتع الرعاة بحق الظهور والإشهار في كل ما يخص التسويق وإشهار برنامج سواعد. الثاني: تمويل كلفة إعادة التأهيل الأكاديمي والتدريب، ويتم تمويل كلفة إعادة التأهيل الأكاديمي والتدريب من خلال استيفاء أتعاب ورسوم توظيف من أصحاب العمل تقدر ب10-15% من مرتب سنة واحدة للمعاد تأهيله أكاديميًا بعد توظيفه. ويحرص برنامج سواعد أن تحصل الجامعات المشاركة في إعادة تأهيل الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل على الحد الأدنى من كلفة ومصروفات إعادة التأهيل الأكاديمي حتى يتم توسيع قاعدة الجامعات المشاركة في المشروع لتشمل الحكومية والخاصة منها، ولكون تلك المشاركة تتطلب عددًا ووقتًا إضافيًا من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات قد يترتب عليه دفع أجور إضافية لهم. وحيث إن توظيف خريجي برنامج سواعد هو الهدف الرئيسي لفكرة سواعد، التي ستحرص من خلال مشروعها على تأهيل نوعية عالية من الكوادر البشرية، تستوفي سواعد رسوم توظيف من الشركات والمؤسسات الراغبة في توظيف المعاد تأهيلهم أكاديميًا تتراوح ما بين 10-15% من مرتب الموظف لمدة عام كامل أسوة بالشركات، التي تقدم خدمات التوظيف في شتى أنحاء العالم. تقوم سواعد بدفع الحد الأدنى من كلفة ومصروفات إعادة تأهيل منسوبها أكاديميًا للجامعات المشاركة من هذه الرسوم بعد الاتفاق مع الجامعات على كلفة إعادة التأهيل الأكاديمي. الدعم الحكومي * هل تنتظر دعمًا حكوميًا للبرنامج؟ ** بغض النظر عن الشكل النظامي للبرنامج، سواعد تحتاج لتدخل حكومي جاد حتى تستطيع تحقيق أهداف برنامجها وأهم أشكال الدعم تتلخص في التالي: - المساهمة في تحفيز المؤسسات والشركات الحكومية أو شبه الحكومية الربحية في المساهمة في كلفة الرعاية ماديّا وتحفيز المؤسسات التعليمية في المساهمة تقنيًّا. - الإيعاز للجامعات الحكومية والخاصة باستيفاء الحد الأدنى من كلفة التعليم للفصل الدراسي من سواعد أسوة برسوم الطلبة المنتسبين الآن، واستيفاء تلك الرسوم بعد توظيف الخرّيج منسوب سواعد، وتقديم الضمانات اللازمة للجامعات الخاصة إذا لزم الأمر. - تكليف الجهات الحكومية ذات العلاقة بتزويد سواعد بالإحصائيات والمعلومات اللازمة ذات العلاقة بالمشروع. - العمل على وضع المزيد من القيود فيما يخص استقدام موارد بشرية من الخارج ذات نفس التخصصات، التي تعمل سواعد على تأهيلها. في نظرك ما هي أهم متطلبات المشروع ؟ رغم كون الفكرة تدور حول إنشاء منشأة مستقلة سواءً كانت خاصة أم حكومية إلا أن الدولة إذا ما رغبت في تطبيق وتفعيل برنامج مماثل فإن كلفته سوف تقل عن نصف كلفة برنامج حافز في عام واحد. ففكرة سواعد شأنها شأن أي فكرة قد تصطدم بالكثير من الصعوبات والمشكلات ولكن يبقى التحدي دائمًا في إيجاد حلول للصعوبات التي قد تواجه أي أطروحة إذا ما اقتنعا بالفكرة والطرح.