أكد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء أن من أعظم حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته بيان حقيقة دعوته للعالم أجمع، واستشعار أن بعثته رحمة للعالمين، والاعتزاز ببيان وجوب الإيمان به لدى الحوار مع غير المسلمين وإيضاح أن شريعته ناسخة لكافة الأديان والشرائع. وأضاف: إنه لا بد أن يستشعر المسلم حقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم رحمةٌ للعالم أجمع سواء ممن آمن به أو أعرض عن رسالته، وإذا تأمل المسلم واقع الرحمة أدرك أن الخلق كان قبل بعثته صلى الله عليه وسلم في ظلام وجهل، بعد أن اندرست معالم الدين والتوحيد، وكان الناس في صراع ونزاع شديد، فجاء محمد صلى الله عليه وسلم ليرحم الله به العالمين، فالمؤمنون ينالون الرحمة في الدنيا والآخرة، وغير المؤمنين ممن خضع لأحكام الشريعة يعيشون في عدالة الدين ورحمته. وأشار سماحته إلى أن من حقه صلى الله عليه وسلم علينا أن نحبه المحبة الكاملة محبة فوق محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين لأن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسولُهُ أَحَبَّ إليه مما سِوَاهما، ويُحِبَّ المرء لا يُحِبُّهُ إلا لله، وأن يَكْرَهَ أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يُقْذَفَ في النار»، وقال له عمر رضي الله عنه يا رسول الله إنك لأحب الخلق إلي إلا من نفسي قال: «يا عمر»، قال: لأنت أحب إلي حتى من نفسي قال: «الآن يا عمر». وأضاف: ولمحبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم علامات تدل على حقيقة محبته فليست محبته مجرد دعوى لكن لها حقائق تدل على وجود هذه المحبة فأعظم ذلك إتباعه، ومن علامة محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نرضى بحكمه وتطمئن نفوسنا بذلك ولا يكون في أنفسنا حرج.