بيروت - "الخليج": عاش لبنان يوماً جديداً، أمس، تحت وطأة الهواجس والتطورات الأمنية، خصوصا بعد الكشف عن هوية الانتحاريين اللذين نفذا الهجومين الانتحاريين على السفارة الإيرانية في بيروت، وبعد أن كشفت فحوص الDNA هوية الانتحاري الأول وهو اللبناني من صيدا معين أبو ظهر، وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، أن فحوص الحمض النووي متطابقة مع أشلاء الفلسطيني عدنان موسى المحمد أحد منفذي التفجيرين، ما حدا برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى التشدد في الإجراءات الأمنية . وفور شيوع الخبر تبرأت عائلة المحمد في بلدة البيسارية في قضاء الزهراني جنوبلبنان منه، وقالت في بيان لها: "إن العائلة تدين وتستنكر بأشد العبارات هذا العمل الإجرامي وتعلن تبرأها منه ومن هذا العمل الإجرامي الذي لا يخدم سوى العدو "الإسرائيلي"، كما تعزي عائلة المحمد عوائل الشهداء الذين سقطوا نتيجة هذا العمل الجبان" . كما أعلنت القيادة الفلسطينية في لبنان في بيان: أن "مشاركة شاب فلسطيني في الهجوم على السفارة الإيرانية في لبنان هو عمل فردي لا يخدم سوى أعداء قضيتنا" . ونقلت إذاعة محلية عن مصدر أمني ان مجموعة من الشبان يقطنون في البيسارية وعلى صلة بالجماعات السلفية غادروا البلدة فور التعرف إلى هوية الانتحاري الثاني عدنان موسى المحمد . وتعمل القوى الأمنية على ملاحقتهم لمعرفة ما اذا كانوا على علاقة بالتفجيرين . وكان قد تم مساء السبت الإفراج عن شقيقة الانتحاري الثاني في تفجيري بئر حسن هبة موسى المحمد ووالده وشقيقه بعدما تأكد لا علاقة لهم بالتفجيرين وأنهم لم يكونوا على اتصال بالانتحاري في الفترة الأخيرة . من جهة أخرى، طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل "التشدد في اتخاذ الإجراءات اللازمة، لملاحقة المعتدين إلى المواطنين اللبنانيين الثلاثة في طرابلس، مساء أمس، وتوقيفهم، وإحالتهم على القضاء، لاتخاذ أشد الإجراءات في حقهم" . وأكد ميقاتي ان "الاعتداء على المواطنين، ولا سيما على خلفيات طائفية، أمر مرفوض ومدان، ولا تقبل به الشرائع السماوية"، مشدداً على أن "أبناء طرابلس الشرفاء، يرفضون هذه الأعمال، التي لا تمت إلى قيمهم وتقاليدهم ومعتقداتهم" . وأشار إلى أن "الأجهزة الأمنية تتخذ كل التدابير، لتوقيف المعتدين، وكل من تسول له نفسه الإخلال بالأمن" . وقد سجل أمس إطلاق نار كثيف في مخيم المية ومية بالقرب من صيدا، بعد مقتل براء الغالي الذي كان يقاتل إلى جانب جبهة "النصرة" في سوريا . وفي التطورات الأمنية فقد سجل منذ مساء أمس الأول، حوادث أمنية عدة في طرابلس، كان أبرزها: إطلاق نار على مواطن من جبل محسن من قبل مسلحين مجهولين، كما أطلق مسلحون مجهولون الرصاص على مواطنين اثنين في محلة السوق العيض في طرابلس وأصابوهما في أقدامهما . وألقى مجهول على دراجة نارية 3 قنابل أمام مقهى أبو يونس في شارع القبة، انفجرت اثنتان منهما، ما أدى إلى جرح أربعة أشخاص .