بيروت - "الخليج": ساد الهدوء الحذر محاور القتال التقليدية في طرابلس شمالي لبنان صباح أمس، ما خلا رصاص قنص متفرقاً طال كل هدف متحرك في محيط مناطق الاشتباكات، إضافة إلى الأوتوستراد الدولي، ما أدى إلى إصابة وسام سعدي وحسين حروق برصاص القنص في التبانة، وبذلك ارتفع عدد الجرحى منذ اندلاع الجولة ال18 من الاشتباكات على محاور طرابلس التقليدية، إلى 105 جرحى، لكن حدة المعارك ارتفعت ظهراً على محاور البرانية وسوق القمح وجبل محسن ورصاص القنص طاول منطقة الملولة ودوار نهر أبو علي، وسمع بين الحين والآخر أصوات إطلاق قذائف، وسيّرت قوى الأمن الداخلي دوريات راجلة في شوارع المدينة وأقامت حواجز ودققت في هويات المارة والسيارات، بينما استحدث الجيش نقاط تفتيش ونفذ حملات دهم في مناطق باب الرمل وجامع طينال تمكّن خلالها من توقيف أحمد الشامي المتهم بالاستيلاء على ملالة عسكرية، وطارد المسلحين في أكثر من مكان ما أدى إلى إصابة رتيب في الجيش اللبناني بعد اشتباكات، فيما أعلنت قيادة الجيش أنه "تم توقيف 21 شخصاً في منطقتي باب التبانة وجبل محسن لارتكابهم جرائم مختلفة، منها المشاركة في إطلاق النار، وقد أحالت مديرية المخابرات ثمانية منهم إلى النيابة العامة العسكرية، مشيرة إلى أن التحقيقات مستمرة مع الآخرين، بينما تتابع وحدات الجيش إجراءاتها الأمنية في المدينة لفرض الأمن وإعادة الوضع إلى طبيعته . وأبدى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس، خلال سلسلة من الاجتماعات واللقاءات السياسية والأمنية "ارتياحه إلى مسار الأوضاع في طرابلس في ضوء القرار الذي اتخذ بتكليف الجيش اتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ تعليمات حفظ الأمن ووضع القوى العسكرية والقوى السيارة بإمرته"، وقال "إن هذا القرار خطوة متقدمة ما دام الجميع أجمعوا على الترحيب به، ونتمنى التعاون لتنفيذه من أجل وقف النزف في عاصمة الشمال"، وأضاف "لقد تعبت طرابلس من العبث المجاني بأمنها وبحياة أبنائها، ومن حقها أن تنعم بالأمان والسلام، ونحن على ثقة تامة بأن الجيش بالتعاون مع الأجهزة الأمنية سيعمل على حفظ الأمن والنظام، وندعو الجميع إلى التعاون" . ورحب رئيس الحكومة المكلف تمام سلام "بقرار تكليف الجيش حفظ الأمن في طرابلس ووضع جميع القوى الأمنية بإمرته" . وأكد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن طرابلس ستتغلب على المحنة التي يريدون لها أن تغرق فيها، وهي لن تيأس عن تكرار المطالبة بالدولة ومؤسساتها الشرعية . وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على عشرة أشخاص، بينهم ثمانية موقوفين بمن فيهم حاتم الجنزرلي وعلى قياديي محاور عبدالرحمن دياب وعبد الكريم سليمان وهما فاران بجرم تأليف مجموعات عسكرية . إلى ذلك، أرجأت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد خليل إبراهيم إلى 30 مايو/أيار المقبل، محاكمة الوزير والنائب السابق ميشال سماحة المتهم بجرم نقل أسلحة ومتفجرات في سيارته من سوريا إلى لبنان، لإتمام التبليغات، أي إبلاغ كل من اللواء علي مملوك والعقيد عدنان، لصقاً . وشهد مخيم عين الحلوة في صيدا حالة من التوتر بعد التعرض لموكب تشييع محمد السعدي الذي قتل منذ يومين بعدما انفجرت عبوة ناسفة على الطريق المؤدي إلى مقبرة درب السيم ما أدى إلى سقوط جريح من آل الصالح ومقتل من كان يزرع العبوة، وإثر الحادثة، دارت اشتباكات بين عناصر "فتح" المتمركزين في سوق الخضار وعناصر من جند الشام داخل المخيم . وأدى الانفجار إلى مقتل شخص مصري ملقب ب "البيومي"، وجرح أربعة فلسطينيين عرف منهم صالح ذيب مرافق أحد قيادي حركة فتح محمود عيسى الملقب ب "اللينو" .